From sudaneseonline.com

مقالات , تحليلات او راي
لئن ظلمنا الآخرون فقد أنصفنا "جوجل"/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
By [unknown placeholder $article.art_field1$]
Apr 27, 2009 - 8:59:37 AM

لئن ظلمنا الآخرون فقد أنصفنا "جوجل"

                                                    الفاضل إحيمر/ أوتاوا

********

§          لقد شوهت جيمات ثلاث: الجنوب و الجنجويد والجنائية سمعة السودانيين في الخارج و ردت إلينا "جوجل" بجيميها الاثنتين بعض الاعتبار و لو من نوعٍ آخر.

§          السودانيون أكثر متصفحي الإنترنت العرب اهتماماً بالعلوم و الثقافة   و اطلاعاً على الصحف الإلكترونية، و في البحث عن الكتب لا يتقدم عليهم إلا الاخوة في اليمن.

********

تشاء   أقدارنا كأمةٍ سودانيةٍ و تصاريفُ زمانٍ ليس العدل من دائم صفاته، أن تنطبق علينا و تصدق في حالنا العديد من الأقوال و الأمثال منها "التسويهو بإيدك يغلب أجاويدك" و "إن أقبلت الدنيا على امرؤ منحته محاسن غيره و إن أدبرت عنه سلبته محاسنه" و "رب جرم جرَّه سفهاء قومٍ و حلَّ بغير جارمه العذاب" و غيرها و غيرها من الأمثال المضروبات و المقولات المأثورات.

 

كان سبب هذه المقدمة أو "الرمية" كما يقول أخونا العزيز د. البوني، لا فُضَّ فوه و لا نضب معينه و مداد قلمه أو قطعت كهربته، كان سببها أو أسبابها أننا كسودانيين، أياً كان ما يعنيه هذا المصطلح الآن، لم تعد سمعتنا خارج حدود بلادنا عطرة زكيه، كما كانت في السابق و صرنا، لا سيما من كُتب عليهم الاغتراب و هو كُره لهم، في حاجةٍ شديدةٍ ملحة و مستمرة للكثير من التفسير و التوضيح و المنافحة و المكافحة عن انتماءٍ سوف نظلُ دوماً شديدي الاعتداد به و دائمي الدفاع عنه و عن ما يميَّز أهل  ذلك الإنتماء من سجايا طيبات و حميد الخلال و حسن الصفات.

 

من جهةٍ، و فيما يشبه المؤامرة التي وراءها فاعل مغرض و حاقد مثلما هو ماكر و مثابر، صار يُضرب بنا المثل في المنطقة العربية في الخمول و الكسل. يقول بعضنا، خاصة الذين صاروا مدمنين لنقد و جلد الذات و الذين افقدهم   كثير التناوش الثقة في النفس و في انتمائهم القومي لدرجة التنصل عنه  و التنكر له، يقول إن ما نُرمى به أصاب كبد الحقيقة أو أنه لا يخلو من قدر من الصواب. لا أريد أن اجتر هنا و اكرر ما تفضل و أسهب في ذكره العديد من الاخوة و الأخوات غيري من أنه لنا في شعاب و رقاب من يرموننا بداء الخمول و الكسل يدٌ سلفت و دين مستحق، لكني بلا منٍ و لا أذى أقول لهم، انظروا حولكم و أضيف، وفي أنفسكم ألا تبصرون؟ أزيد بأن أقول أنه على من يسعى، لحاجة في نفسه ألجأه إليها الحسد و انحسار فرص العمل في المهاجر و تجاوز العرض فيها بمراحل سقوف الطلب، أقول له إن السوداني من أي مكان من السودان جاء سيظل هميماً في عمله قادراً على إنجازه و راغباً في أدائه على أفضل الوجوه و أكمل الصور متحلياً قبل ذلك و بعده بصفات الخلق النبيل و الأمانة و الشرف و العفة و علو النفس و التي إن لم أدع أنها وقف على السودانيين وحدهم فإن نصيب البعض منها جد متواضع كما أنها ليست من مقومات و عناصر النجاح التي يعتمدها ذلك البعض و يؤسسها على مبدأ الغاية تبر الوسيلة، أياً كانت. نعم لكل جواد كبوة و لكل صارم نبوة و لئن تضافرت عدة عوامل جعلت البعض أميل للصق هذه أو تلك من الصفات الذميمة بالسودانيين و البعض الآخر أميل لتصديقها ، فإن من كان معدنه أصيلاً يبقى أصيلاً دائماً و ستكشف الأيام زيف عداه. بالطبع لا يعفينا هذا من مسؤولية أن نحافظ على ما غرسه أسلافنا في نفوس غيرنا من احترام و إعزاز و إجلال لنا و أن نعض عليه بالنواجذ و لا يعفينا من وتجب ال سعى لأن نعيد سيرتنا سيرتها الأولى "فمن لا يتقي الشم يشتم".  

 

من جهة أخرى صرنا، لا سيمَّا المحسوب و ن منا على إقليم شمال السودان ، مصنفين إما كتجار رقيقٍ أو قتلة سفلة ليس منهم إلا من تلطخت يداه بدماء الأبرياء من أبناء جنوب السودان و غربه. نعم مارس بعضنا تجارة الرقيق الذميمة لا يشفع لهم أو يبرر ما أقدموا عليه أنهم لم يكونوا حينذاك وحدهم في ذ ا ك، كما عاثت بعض أنظمتنا في الجنوب و الغرب خراباً و تقتيلاً لكن لم ننخرط كلنا كشماليين في ذلك و لم نكن راضين عنه و لسنا بهذا أو ذاك من المفتخرين و في ذات الوقت لن نغفر لأنفسنا أننا كنا تجاه ذلك غير مبالين أو في رفضنا له لم نكن واضحين منظمين و مثابرين. مستخدمين وسائل الغرب و خبراته  و آلته الإعلامية الجبَارة كان من مصلحة الجنوبيين كما هو من مصلحة الدارفوريين الآن أن  يضربوا رقم القتلى و المشردين في عشرة أو مائة أو حتى ال ألف  إن استطاعوا فبقدر عظمة الجرم يتعاظم التشويه و الإدانة و يتنامى التعاطف . لا أقلل هنا من جرم استرقاق شخص واحد أو تشريده ناهيك عن قتله فمن قتل نفساً قتل الناس جمعاً لكن من جهة كانت للأمر مسبباته و كان التقتيل في حرب الأخوة اللئيمة متبادلاً كما أن المغالاة في أعداد ضحايا ما حدث  و دمغ كل السودانيين به و تصويره و كأنه حرب شنها كل مسلمي الشمال ضد مسيحيي الجنوب أو مجمل "عربه"  ضد " أفارقة " الغرب أمر مستهجن أضر بالسودان كبلدٍ أيَّما ضرر و بكل الشماليين بلا تمييز و لم يستثن منهم حتى من كان منهم ضد ما مارسه أسلافه و أقدمت عليه أنظمة محسوبة عليه بل كان هو نفسه ضحية لذلك. حينما يحس المواطنون في الجنوب و الغرب في يوم ما أنهم قد أ ُ نصفوا ربما يسعون وقتها لأن ينصفوا من لم يظلمهم من أهل الشمال و يعدلوا عن المغالاة في تشويه سمعة من لم من لم يمسسهم بسوء أو يقصدهم بشر و من لا يرجو لهم إلا كل الخير.

 

إلى حين ذلك و سمعتنا كسودانيين تسوء كثيراً بسبب الجيمات الثلاث: الجنوب و الجنجويد و الجنائية نتنسم و نرصد و نفرح كثيراً بأي شئ إيجابي يقال عنا مهما كان بسيطاً و بعيداً عن المجالات التي مرغت سمعتنا في الوحل و جعلتنا مشهورين للأسباب الخطأ ، فشأن الغريق أن يتشبث و لو بقشة . في هذا الصدد أشير إلى معلومة مصدرها جهة موثوق بها و محايدة تماماً هي "جوجل" و محركها للبحث. أفادت الخدمة الإحصائية التي يقدمها محرك البحث "جوجل" عند رصد السلوك البحثي لمتصفحي الإنترنت في العالم العربي و ما يبحثه عن المتصفحون جامعين عي ذلك بين الجنس و الأغنيات و برامج الترفيه و الأخبار والمنتديات العلمية و الأدبية، أفادت أن ما هو مدرج في مجالات   "ال علوم " و "ال ثقافة " يتم البحث عنه من قبل المشتركين السودانيين بأعلى معدلات في العالم العربي تليه سلطنة عمان ثم الأردن و كذلك الدخول إلى الصحف حيث يأتي السودان أولاً تليه سوريا و ليبيا أم في البحث عن الكتب فيأتي السودان ثانياً بعد اليمن. (المصدر: صحيفة العربي الكويتية، عدد أبريل 2009، مقال فضاء العلوم على الإنترنت، صفحة 132). لقد ملأني ما أفادت به الإحصائيات الصادرة عن جهة محايدة فخراً بأبناء و بنات بلادي الذين أقول لهم لقد رفعتم رأسنا عالياً خاصة و جهة معروفة عالمياً تشهد لكم بالجدية و الرصانة و السعي للوقوف على كل ما هو مفيد و تعلم كل ما هو نافع. أمضوا بني وطني و بناته على تلك الخطى و لقحوا العمل بالعلم و امزجوه بالأمل ف من سار على الدرب وصل . ليت كل الأنباء عن وطني تكون على شاكلة ما تجيء به الجيمين في محرك البحث "جوجل" و ليس ما مبعثه الجيمات الثلاثة.

*****

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com