الطيب مصطفى والِزفَارَات الحامضة !
بقلم : الدكتور نائل اليعقوبابي
-
الجزء الثاني –
-
( أي إنسان خمدت في صدره نار الفضيلة وأظلمت جوانب عقله من شعاعها الساطع بأن لا يعتبر إنساناً
وأن تسقط عنه تكاليف الحياة ) .
-
احمد لطفي السيد –
.. تعوّدت منذ وعيت على
الوجود ألا أتهرب من سؤال يُوجّه إليَّ ، سيان أكان السؤال
شخصياً أم عاماً ، اجتماعياً أم أدبياً ، لكن السؤال الذي لم أرغب بالإجابة عنه منذ سنوات هو :
- بماذا تعلل هجوم الطيب مصطفى على رموز الفكر والثقافة والسياسة في السودان ؟! وما دور المثقف السوداني في الرد عليه ؟!
في كل مقال من مقالاته يوقعنا السيد / الطيب مصطفى في فخ جديد من ترسانة مقالات صحفية طحن كل شيء بما في ذلك الزجاج والأكاذيب الكبيرة والأوهام . أن الكذبة الكبيرة تكتسب مع الوقت شكل الحقيقة خاصة عند التكرار ، والتكرار نظرية إعلامية معروفة تتأسس على مبدأ الإعادة والتكرار المتواصل ، و معروف في كل زمان ومكان ، هناك أناس يبرعون في تغييب الواقع ، وتغيير الوقائع ، ويجهدون في تصدير الكذب على الكذب حتى يشاع ويذاع صدقهم ، فيصدقهم حتى العاقل الهادي ..
لقد دأب الطيب مصطفى ، والإعلام الدائر في فلكه على ممارسة أبشع أنواع التضليل والافتراء واختلاق الأسباب والمبررات لتشكيل رأي عام ينادي بوجوب انفصال جنوب السودان ، وقياساً على ذلك نقول : إن التضليل الإعلامي الذي يمارسه الطيب ، ويحاول من خلاله تشويه صورة الحركة الشعبية وقياداتها وحكومة
الجنوب .. إذ لا يمكننا أن نجد عاقلاً يرغب في إثارة الأحقاد ، وتعريض حياة المواطنين للضيق نتيجة الاستهزاء ووصمهم الذي يقذفه بهم الطيب ، يمارس السب والشتم من باب الاستعلاء .. وأنا أكُتب هذا المقال ، ذرفت الدمع الثخين ، وأنا اتابع واستمع لكلمات مؤثرة صادقة قالها الأستاذ محمد سليمان (دنيا دبنقا) في برامج (نجوم الغد ) في حق ابن السودان الواعد ( شول منوت ) الذي أطربنا وهو يغني أغاني أهلنا الجعليون ، ولقد قال: الأستاذ سليمان هذا هو السودان الذي نريده .. هذا هو السودان شئنا أم أبينا .. وضرب مثل عن العلاقة الحميمة التي تربط
بين بابو نمر ودينق ماجوك .. وأنا بعد الانتهاء من كتابة هذه السطور ، سوف أقوم بالتصويت لصالح ( شول منوت ) وادعوكم
لذلك ، لأنه رمز للوحدة والتعايش بين أبناء الوطن الواحد الموحد .
إن الطيب مصطفى
بهذه النبرة الاستعلائية يسيء إلي نفسه من حيث يظن أنه يعليها ، إذا كنتَ أيها العالم العلامّة تملك رؤية علمية موضوعية فعلاً لفوائد تقسيم السودان وفصل الجنوب في وقت تسعى كل دول العالم إلي الوحدة والاندماج ، فأثبتْ ذلك عبر الدراسات الجادة ، وعبر الحوار مع الآخر المخالف لك !
أعتقد أن تضخم الأنا لدى الطيب بشكل مرضي أحد هذه الأسباب ، لهذا شاعت في حياتنا الفكرية والسياسية لغة تمجيد الذات ، التي لم تعتد ممارسة النقد الذاتي والمراجعة لكل ما يُقال أو يُكتب ، كما أننا لم نعتد احترام أفكار الآخرين المخالفة ، بل كثيراً ما نضع سوء النية في كل ما يقال عنا أو يُكتب !
بربكم أما بلغنا حد التخمة من ذلك الكلام والتنظير ؟ هل بقي سوداني واحد لا يعلم بعنصرية الطيب مصطفى ؟ هل فكر أحد وبجدية وتحت عبء مسؤولية الضمير أمام الوطن ، بالرد عليه وتفنيد أفكاره بالحجة والبرهان ، ألا يدفعنا ذلك إلي التساؤل لماذا يتطاول الطيب على رموز الثقافة والفكر والسياسة أحياء وأموات ، مرة واصفاً مفكر سياسي في حجم الدكتور منصور خالد ب( الصغير ) وهو المفكر والخطيب المفوه وأبٌ حقيقي للدبلوماسية السودانية والإفريقية ، كنت أتمنى على الطيب أن يتابع برامج (مراجعات ) على فضائية ( النيل الأزرق ) الذي أعده الأستاذ الطاهرحسن التوم
على مدار خمس حلقات مع الدكتور منصور .. لكي يتعرف على أفكار الرجل قبل نعته ب ( الصغير ) !! ولأنه ماضي في غيه واصفاً ( باقان أموم ) أمين عام الحركة الشعبية ب ( خميرة العكننة – شوكة الحوت – نذير الشؤم – العدو الأكبر للسودان الشمالي
المحارب لله ورسوله الكافر العلماني ، والسيد وزير الخارجية دينق الور بعدو العرب والعروبة ، والأستاذ
إدوارد لينو بصاحب التاريخ الدموي ، ومشروع ( السودان الجديد) بالقميء)!! أقول للطيب كما قال حكيم صيني ( انظر إلي أصابعك عندما تتهم إنساناً ، إنّ أصبعاً واحدة تشير إلي هذا الإنسان ، وأربعاً تشير إليك أنت ) .
لقد بات أمراً مألوفاً شيوع ظاهرة الهروب من الرد على الطيب مصطفى وأمثاله من الموتورين ، فالجميع يؤثر السلامة ، حتى إنني سمعت قولاً لأحد المثقفين يبين فيه أنه لم يستطع التصريح برأيه في كتابات الطيب خوفاً من إثارة عش الدبابير في وجهه !!! فهو يخاف أن يزج
به
في أحدى دهاليز ( أقبية التعذيب ) ، ( والخواف ربى عيالوا) ، لهذا ليس غريباً أن نلمس نبرة الإحباط والانهزامية لدى المثقف السوداني .
لقد سئل الأحنف بن قيس سيد بني تميم : بمَ سدتَ قومك ؟ فقال : بالتواضع أمامهم ، واحترام صغيرهم قبل كبيرهم . فما بالك أيها الطيب ما إن صار ابن أختك رئيساً حتى صار أنفك يطاول السماء ؟ ألم تسمع أن الكلمة الطيبة تخرج الثعبان من الجُحر ؟ ألم تقرأ الآية الكريمة :( ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك ).
لكأني بالمتنبي كان يخاطبك يوم خاطب كافوراً الإخشيدي
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
ولابن
المقفع في الأدب الكبير رأي هام في هذا المجال يقول : ( حق على العاقل أن يتخذ في حياته مرآتين ، فينظر في الأولى في محاسن الناس وينظر في الثانية إلي مساوئ نفسه ) . وأقول لك : فاللسان مطية المرء ، أنتَ سالم ما سكتْ ، فإن تكلمتْ فلك أو عليك !
والمؤمن الحق يا الطيب ، محب للخير مبغض للشر .. ليس بنمام ولا مغتاب ولا لعان ولا حاسد .
سئل ( برنارد شو ) يوماً :
-
لماذا تتكلم كثيراً عن المال .. بينما زميلك ( ه . ج ولز ) يتحدث عن الأخلاق ؟؟!!
-
وما الغرابة في هذا ..؟1 إنّ كلاً منا يتحدث عما ينقصه .. !!
ونحن لو رحنا نتأمل في كتابات الطيب مصطفى لوجدنا أنّ الرجل يتكلم كثيراً وبحقد دفين عن ضرورة فصل الجنوب عن شماله ، ومن اليوم الذي كتب فيه ، كان لزاماً على الجميع يتفق على أن هذا الرأي خاص بالطيب وحده وليس له أي مرتسمات أو منعكسات واقعية وعملية على بنية ومسار الحركة السياسية في السودان ، ولا أعتقد إنّ المؤتمر الوطني وأعضائه يشاطرونه الرأي والفكرة إلاّ وكان ذلك كارثة حقيقية حلّت بالبلاد والعباد !
فإذا كان من واجب الإعلام الارتقاء بالذوق وتسليط الضوء على مثالبنا وعيوبنا وأمراض مجتمعنا بما لا يخدش الحياء ويحترم عقلية المتلقي ويحافظ على وحدة البلد واستقراره ، لكن الطريف والوقح في آن معاً أن مقالات الطيب تنأى بنفسها في فضح تجاوزات أعضاء المؤتمر الوطني لسرقة المال العام ، كما كنا نتمنى أن يحدثنا عن الانحلال والتفسخ الأخلاقي
والفساد الإداري الذي ضرب و استشراء في مفاصل المجتمع السوداني خلال عقدين من الزمان في ظل دولة ( المشروع الحضاري ) !!!، وأن يحثنا نحن الرعاع والدهماء والغوغاء من أبناء السودان كيف نسترد أرضنا المحتلة (حلايب) من قبل النظام المصري المتهالك.. وأن يكشف لنا خبايا العدوان الصهيوني المتغطرس على شرقنا الحبيب ، وعن هؤلاء الذين راحوا ضحايا العدوان ، وأن يكتُب لنا
عن العدوان الاثيوبي الغاشم على محافظة القضارف .. هذه أسئلة برسم البيع اطرحها
للطيب !!!
أحد ولاة الحجاج على منطقة في بلاد فارس ، أدخلوا إليه امرأة من الخوارج أسيرة ، فقال لها : يا عدوة الله ما الذي حملك على الخروج علينا ؟ أما سمعتِ قول الله تعالى :
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جُر الذيول ِ ؟
فقالت : الذي حملني على الخروج عليك وعلى أئمتك يا عدو الله .. جهلك بكتاب الله . فأمر بقتلتها .. طبعاً .
سألني الكثير من الأصدقاء هل تعرف الطيب مصطفى شخصياً ، أو تعرفت عليه من خلال عملك بالصحافة أو المنظمات الدولية ! قلت لهم بكل صدق لا أعرفه ولم أتشرف بالتعرف عليه ، لأنه قبل مجيء الإنقاذ لم يكن معروفاً وليس له إي إسهامات تذكر على كل الأصعدة ، وأول ما تعرفت على أسمه من خلال تقارير منظمة العفو الدولية (
Amnesty international
)
لأنه من مبتكري (
بيوت الأشباح
) ، كما عمل وساعد على اختطاف العديد من طلاب الجامعات والمعاهد السودانية من أحزاب الأمة والاتحادي والجبهة الديمقراطية وكفاح الطلبة ، وعمل على تعذيبهم ، وهذه الشهادات موثقة لدى المنظمة يمكن الرجوع إليها لكل من يريد أن يعرف الحقيقة !
أن السلطة والمال لا يمكن أن يصنعا الماضي ...
فاليوم ثمة أشخاص كثيرون والطيب واحد منهم يعتقدون أن نجاحهم بالحصول على مناصب وزارية وتحقيقهم لثروات مالية كبيرة
يمكن أن يشكل مدخلاً لمسح ذاكرة المجتمع ، التي ربما تخزن معلومات
وحقائق لا تسر قلوب الكثيرين منهم... لا بل
ربما تكشف زيف ما يتسترون خلفه من شعارات وأفكار ووجهات نظر مختلفة كلياً عن ذلك الماضي .. الذي قد لا يكون بعيداً !! .
فاليوم ثمة أثرياء جدد لا يعرف من ماضيهم سوى كل ما هو مريب ومشكوك فيه ... ومع ذلك يقفون يناطحون الرأي العام بالسلوكيات السوية والأخلاق الرفيعة ، دون أن يدركوا أنه ، وإن كانت ذاكرة
المجتمع السوداني مثقوبة في عدد من المواضع ، فإن ذاكرة شرائح أخرى من المجتمع ما تزال سليمة ... وبالتالي مهما صرفوا وأغدقوا من عطايا فالذاكرة لا يمكن أن تنسى ، أو تصطفي السيء وتترك الجيد ..
كما أن البعض ممن تسلموا ويتسلمون مناصب ومهام إدارية مختلفة المستوى والقوة ينسون أن المنصب لا يمكن أن يصنع من ماضيهم صورة تصلح لتعليقها على جدران المكتب ، أو شهادة يستعان بها للدلالة على نسب الخبرة والكفاءة ... فالتزوير إن حدث يبقى تزويراً وكلاما ً باطلاً تمحوه الأيام ويستبدله تغير المناصب والمسؤوليات ...
إن كانت صناعة المستقبل تشكل هاجساً يشغل بال الجميع ، فإن بناء ماضي ذلك المستقبل يتحول إلي أولوية تتقدم على ما سواها ... فالماضي يصنع مستقبلاً ، بينما المستقبل لا يمكن أن يصنع ولو جزءاً صغيرا ً من الماضي ، تماماً كالأساس الذي يعد لبناء بيت ( جالوص ) في مناطق السكن العشوائي لا يمكن أن يتحول إلي أساس تقوم عليه ناطحة سحاب ...
وهذا قد حدث ... ويحدث بالأمس ... واليوم ... وغداً ، لكن تظل ناطحة سحاب فارغة تترجى عصفوراً صغيرا ً قد يقتله شافع (ود حنوت) ب (نبلة) ألا يستند عليها ، أو يفكر بأن ينقل عشه الصغير إلي إحدى الشقق الكثيرة التي تبدأ بالظهور سريعاً ...
قال لي صديق عزيز وهو من المهتمين والمبحرين بمجالات الثقافة والإعلام :
أني ناكر لفضل الطيب مصطفي في ذيوع الثقافة السودانية وانتشارها في عصره الميمون وإدارته العظيمة حّول التلفزيون إلي ( مجروس) !! ولقد أظهر أساطين في الفكر والسياسة والفن ، واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المفكر غراب الشؤم أقصد بحر العلوم اسحق فضل الله الذي يبشرنا دائماً بالخراب ، ويوم العذاب والعقاب !!
وفي مجال الفن والإبداع جمال طرطور ونجاة مغرزة وحمادة بت وندى القلعة ، إلاّ يكفي ذلك !
( سانشو بانسا ) وهو يقف على فراش موت صديقه ( دون كيشوت ) يتمتم : ( إن أكبر جنون يمكن أن يرتكبه المرء هو أن يدع نفسه يموت دون أن يقتله أحد ، ودون أن يجهز عليه شيء من الحزن ). بينما كانت آخر كلمات العقل المجنون لدون كيشوت : ( لقد كنت أحمق في حياتي ، ولسوف أحاول أن أكون حكيماً ، بعض الشيء ، في مماتي ) .
يخالجني شعور
إنّ الطيب مصطفى يمارس ساديته كما يحلو له . سيفه مسلط على الرقاب يوجهه حيث لا يعجبه الأمر وإلاّ فكيف يفسر أمر هجومه المتواصل على رموز السودان ونخبه ، وفي ذات الوقت يمتدح ويمجد ملك جاهل ظالم مات غيلة ! حتى إذا وقعت الواقعة ولىَ هارباً إلي ديار هذا الملك ! .. على حد قول أولاد الشمس : ( شتات يا فردة ) !.. كنت أتمنى أن يحتفظ الطيب بعلاقات متميزة وقوية مع كل ألوان الطيف السياسي السوداني ، مسهماً في إثراء الساحة السياسية ، وان يقدم لنا مقالات نقدية حقيقية تفتح سبل حوار حضاري في كيفية استقطاب الرأي الآخر والاستفادة من خبرته
، وأقول كما قال ( كروتشيه) : إنّ الجميل لا يقال للعبارة : إنما للحقيقة والعمل والأخلاق ..
والذي يشغلني حقاً في هذا المقام بأننا وبعد مرور عقدين من السنين نضرب على غير هدى ، ونجدف
في المياه الضحلة وأننا لا نرسو على الشاطئ
ونستريح من عناء الإبحار ولا نبحر في الأعماق ونعود بصيد وافر ثمين .
أما لغة خطاب الطيب مصطفى اليوم جانبت جادة الموضوعية ، وخرجت من ظلال البلاغة الوارفة إلي صحاري مسكونة بالتيه والظمأ . ولتباين لغة الخطاب ونزوعها نحو الأسوأ ، أتساءل متى تعود لغة الطيب لتطابق مقتضى الحال ؟ وبواقعية وموضوعية واعية وهادفة .
ومتى يستخدم خطاباً هادئاً واعياً ويبتعد عن العنصرية البغيضة ودعواه الانفصالية المدمرة ، ومتى يستخدم الطيب خطاباً تنويرياً إنسانياً مع كل المواطنين دون تمّييز .
لكن يبدو أن الطيب مصطفى خالف جادة الصواب وانطبق فيه قول الشاعر أبو الطُّرُوق الضبي :
عليمٌ بإبدال الحروف وقامعٌ
لكلَّ خطيبٍ يغلبُ الحقَّ باطلُه
إن المقالات السوداء التي يرُهقهَا الطيب مصطفى في جريدته ( الإنتباهة ) ، وموقع سودانيز أون لاين ، امتلأت بالأخطاء والمغالطات ، كثيراً ما تفرق ظلمات الواقع بظلمات التهويم والكذب والدوران في الحلقات المفرغة ، وكما قال المثل :
عقول الناس مدونة على أطراف أقلامهم .
في الوقت الذي ينبغي أن ينطلق الخطاب من أقصى درجات العقلانية والرؤية والحكمة ، ويعمد إلي الوضوح والصراحة سبيلاً إلي مخاطبة الجمهور الحائر المتعطش إلي قطرات الحقيقة .
لقد غاب الشك والنقد العقلاني من حياتنا العامة والفكرية ، لأننا أسرى اليقين المطلق ، لقد توجهنا إلي عبادة الذات والعدوانية على الآخر ، في حين تعيش دول العالم حياة الإبداع والإنجاز ، يعيش أهل السودان على يد الطيب مصطفى حياة الإقصاء والإلغاء والتشفي من الآخر .. سم الأمر ما شئت ، وإن دلت هذه الحالة فإنما تدل على تضخم ذات يمارسها الطيب حتى لا يرى إلاّ انتفاخه ونافخيه وإلاّ فكيف يسمح لنفسه أن يغتال أسماء مبدعين ومفكرين وسياسيين لا يعني أنه أصدر صك الإعدام لوجوده الفكري والسياسي !
الطيب ، يسعى بسكين ذات حدين غير عابئ أن يدمر السودان بنار الفتنة فوق رأس أهله .. ونحن منكفئون في قعر نفوسنا لا نريم ..
يقول الشاعر الأمريكي التقدمي والت وايتمان :( نحن نتعلم أفضل الدروس ، ليس من الذين يمدحوننا ، فالمديح توريط ، إذا لم يأت في موضعه .. بل نتعلم من الذين ينتقدوننا ، ويكتشفون نواقصنا ، ونواقص عملنا ، وممارساتنا الخاطئة ) ..
أما بالنسبة للرد على الطيب مصطفى فهو سلاحنا ضد قوى التفكك والعنصرية والظلاّمية في المجتمع السوداني ، وضد جرثومة الفوضى ، وروح الهزيمة في عقولنا .
آخر الكلام
لله درّ من قال :
مَنْ لم يكن عُنصره طيبّا ً
لم يخرج الطيُب من فيه
كلُّ أمرىءٍ
يشبهه فعُلهُ
وينضح الكوُز بما فيه
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة