طلاب الشهادة من الشمال فى واو .. بين دخول الجامعات وبيوت الغواني ..!!
بقلم : نصـر الدين غطاس
ايام الانقاذ الاولى والتى كان يتم تناول الحديث وقتها حول قوانين الشريعة ووضعية الجنوب من تلك القوانين ، والقول وقتها كان يذهب نحو استثناء الجنوب من تلك القوانين ويتم حكمة بالقوانين التقليدية ، هذا الحكى أثار حفيظة بعض المتفلتين الذين لا يرغبون فى أن يكون ببلادنا قوانين مستمدة من الشريعة الاسلامية ، فكان تعريضهم بتلك الفكرة الجديدة (أى أن يحكم الشمال المسلم بقانون والجنوب المسيحى بقانون مختلف) بقولهم : نمشى الجنوب يوم الخميس والجمعة ونرجع الخرطوم فى طائرة ستة صباحا للعمل مباشرة ..!! ، والقول هذا يلمحون به بوجود منطقة عفو تسمح بتمرير شهواتهم ورغباتهم الحيوانية دون عيون النظام العام أو تسلط القوانين المقيدة للحريات كما كانوا يسمونها ، وحالة الهروب النفسية تلك التى كان يبديها بعض أؤلئك المتجاوزين كان فى مضمونها الواقعى هو التعريض بشريعة الله وليس أنهم حقيقة سيشدون الرحلا لمدن الجنوب .. جوبا وملكال وواو ، فى الآونة الاخيرة هذه هناك رحلة من نوع جديد بدأ يمتهنة أولياء الامور (أمور الطلاب) ، فهم يقومون بايفادهم للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية من (واو) وذلك بغرض الاستفادة من نسبة التخفيض المئوية لتلك الولايات المصنفة (أقل فقرا) ، والقصة هذه تكمن خلفها (كارثة كبيرة جدا) ، والكارثة هذه تشبه الى حد كبير سفر (صعاليك) الشمال لقضاء وطرهم هناك بالجنوب .. سكر وعربدة ورقص و .. كل شئ ..!! ، والأشياء الأربعة التى ذكرناها قبل هذه العبارة تتم الآن ولكن من طلاب الشهادة السودانية هذه المرة ، الطلاب الذين يوفدهم أوليائهم للتحصيل الاكاديمى وكمحاولة اخيرة منهم لكى يتحصل أولادهم هؤلاء على درجات (بدعم حكومى) تسمح لهم بدخول الجامعات التى أصبحت (على قفى من يشيل) ولكن هذه العينة من الطلاب لا تستطيع اليها سبيلا ..!! ، فآثروا وضع درجات فى (داخورة) نسبهم قبل جلوسهم للامتحانات ، والفكرة تقول : البداية من هناك فى واو ..!! ، وفى المدينة التى تكدست بسكان كل القبائل على غير كل مدن الجنوب وجد أحد وزير مالية واراب السابق باستئجار منزل بأحد أحياء المدينة المهمة ، والسيد وزير المالية السابق دفع فى المنزل ايجارا شهريا وصل به الى (1500) جنية ، وسبقها بطبيعة الحال بعدد من الشهور (ابجار مقدم) ، والرجل يعلم أن المبلغ الشهرى المدفوع يقوم باسترجاعة فى اليوم الواحد عشرة مرات ، والمنزل المستأجر يوم بتقديم كل الخدمات لرواده .. الخمور والقمار والبيرة والكونياك و .. مغازلة البنات و .. كل شئ ..!! ، والسيد وزير المالية رجلا حصيفا وعالما بالأسواق ، فاتجه الى منطقة القرن الافريقى ومن هناك جاء الرجل بغوانى لا يزيد عمر الواحدة منهن ال(16) ربيعا ، كلهن يحدثن الناس هناك عن مدنهن .. عنتبى وأسمرة ومقديشو و .. أديس أبابا ..!! ، وقد أصبح فى عرف الساسة الجنوبيين الاتجاه نحو تجارة (البغاء) هذه بعد أن يتم ابعادة من تقسيم حصة عائدات النفط ، فقد أصبحت تجارة مربحة للغاية .. تملأ الجيوب وتبنى الأصول بعد أن تهيئ بيئتها كما يجب ، وحادثة بناء بيوت للبغاء هذه تم تأسيسها من قبل بمدينة جوبا والقصة اشتهرت ب(17 .. بيت) ، والشباب الذين يحملون على ظهورهم أردب من كتب الثانوية العليا يلقونها (بآخر نفس) ويعضون على الطرف الأسفل من جلابيبهم و .. جرى نحو بيت وزير المالية السابق تحت دعاوى أن الكبس الاكاديمى والمذاكرة الضاغطة هذه مضرة ويجب الترويح .. فساعة بعد ساعة ، وبعد ان يضرب ليل واو الحالك بسدولة على المدينة يعود الطلاب لبيوتهم وقد فعلت البيرة اليوغندية فعلها بالرؤوس الضعيفة حتى لم يعد فيها مكانا للوغريثمات أو الاحياء أو للانشاء مكانا ، ومجموعة الطلاب الموفدين من أسرهم (لواو) يتجاوزون ال(60) طالبا ، والاحصاءات الصادقة تقول ان أكثر من 75% منهم انغمسوا فى الحرام باوسع أبوابه ، والآباء وأمهاتهم هنا بالخرطوم حدثون الجيران واصدقاء العمل عن اجتهاد أولادهم وذهابهم لتخوم الصين هناك فى (واو) لطلب العلم ، وما دروا أن أولادهم هؤلاء سياتونهم بشهادات كبيرة تؤكد على حصولهم على نسبة عالية فى (الأيدز) والامراض الأخرى المنقولة عبر (الأثم الحرام) ، والآباء هنا والامهات ينتظرون تلك الشهادات (شهادات الأيدز والزهرى) وشهادات اخرى ترى على الوجوة ولا يتم منحها فى شهادات وهى شهادات ادمان الخمور ومصاحبة غوانى القرن الأفريقى ، والطلاب أؤلئك لا يلوون على شئ فى حركتهم وعلاقاتهم وحركتهم (بلدا ماها بلدك انطلق فيها عريان) ، فمظمهم قاموا بشراء مواتر لتمكنهم من الحركة بين السكن وقاعات الدراسة ، والقصة كلها عبارة عن فرية كبيرة فالمواتر هى فى الأصل (للتوصيل السريع) لبيت وزير المالية السابق ، والتجارة التى أضحت الآن محلا للثراء بغير (قروش البترول) جعلت كل قيادى سابق أو لاحق بحكومة الجنوب يفكر ى اليوم مأئة مرة وهو (يساسق) بين بيوت الخبرة والوزارات المعنية بالتصديق وبين أن يحزم شنطة ملابسة ويطير الى عواصم القرن الأفريقى كلها جميعا ، لأن تجارة الفنادق والسياحة أصبحت مدخلا للثراء .. غير أنها مدخلا لفساد الناس وبالأخص افساد لأخلاق طلاب الشهادة السودانية الصغار ، الذين ذهبوا لواو للتحصيل ودخول الجامعات فوجدوا أنفسهم يحصلون شئ آخر .. اسمه تسييل القيم والأخلاق ..!!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة