الحركة كراع في الطوف وكراع في المركب

بقلم: احمد الشريف

مجموعة مكونة من (35) قيادياً للمكتب السياسي للحركة الشعبية ومجموعة ما يسمى بالاصلاح تسحب الثقة من سكرتير الحركة بالشمالية محمد علي يعقوب .. على خلفية مطالبة القيادة العليا للحركة باعفاء ممثلها بتشريعي الشمالية امير ضرار.. بحجة ان امير ضرار وقف ضد قرار المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية.. هنا نقف على مواقف هذه الحركة ذات الرأسين.. هذه الحركة التي تظهر خلاف ما تبطن.. فكل اقوالها قابله للتغير والتاويل.. وكل افعالها بعيدة.. عن ما تواثقت عليه.. استمرأت انتهاك اتفاقية السلام.. ولو قمنا باحصاء انتهاكاتها.. لاحتجنا لعشرات الملفات .. ليس لها لسان يمكن مسكه. وعقار لسانه مع موقف الدولة.. وفعله في النيل الازرق.. مع المحكمة.. بتكتيك خفي.. يتم تعطيل مسيرات التأييد.. ويعتذر عقار لموقف معتمده بالكرمك وتنطلي اللعبة.. على رئيس المؤتمر بالنيل الازرق.. وفي القضارف ذات السناريو.. الف قناع والف وجه للحركة الشعبية.. التي لم نعرف وجهتها.. هل هي الحركة المتمردة التي ظلت تحمل السلاح في وجه الوطن عشرين عاماً.. ام انها الحركة.. التي ارتضت بالسلام.. مهم جداً.. ان يعلم منسوبيها.. وقادتها ان وصولهم للسلطة.. لم يأت عبر انتصار عسكري!! انما وصلوا اليها عبر السلام.. فالسلام اقوى سلاح.. لو فهم معناه.. منسوبي الحركة الذين ينشرون الذعر والخوف والهلع.. بين المواطنين في النيل الازرق وجنوب كردفان والجنوب.. منسوبيها الذين تتملكهم عقلية التمرد ولغة السلاح .. حتى بينهم البين.. فالمرارات التي دفعت بقائد عسكري.. من قبيلة (الاودك).. إلى الانتحار.. لخلافاته مع قائد عسكري آخر.. نسكت عن ذكر اسمه.. واسم قبيلته.. ومصرع حرسه الخاص الجندي خطاب خليفة.. الذي راح ضحية صراعات الحركة ذات العقلية العسكرية.. والتي فشلت.. ان تتحول إلى حزب سياسي.. يمارس العمل عبر الحوار.. لا يمكن لحركة مثل هذه ان تقود عملية التحول الديمقراطي.. ففاقد الشيء لا يعطيه.. لذا ستظل الحركة الشعبية تلبس الف قناع وتتحدث بعشرة السن.. والادهى ان هذه الحركة .. التي تتحدث عن التهميش والمهمشين.. وتنتحل لباس (الثورية).. ظلت مواقفها ( الوطنية).. مرهونة بروشتات خارجية.. فكل ازمة.. وصفتها تأتي من البيت الابيض.. وما وقودها الى واشنطن.. إلَّا تأكيد ما ذكرناه.. وحتى خلافاتها.. ايام مؤتمرها الثاني كان لمبعوث بوش.. الدور الاعظم في حل الخلاف.. لا اعتقد ان كياناً سياسياً بهذه المعطيات قادر لتقديم تجربة سياسية تحمل الاستقرار والنماء.. ولا اعتقد ان كيان سياسي له رأس خارجي.. وآخر محلي قادر.. لئن يكون شفافاً وواضح الرؤية ـ لذا ستظل الحركة في حالة تذبذب واهتزاز.. وارتعاش جسدي يلازمها.. لذا حرى بها.. ان تراجع مواقفها.. وان تكون اكثر وضوحاً.. بمعنى انها مع ثوابت الوطن.. ام مع الاخرين الذين ضد ثوابت الوطن.. هل هي جادة في انفاذ اتفاقية السلام.. ام انها تريد اللعب على الحبال رجل في الطوف.. ورجل في المركب ـ فقضايا الوطن.. ومهدداته.. لا تقبل طريقاً ثالثاً.. والكسب السياسي متاح ومسموح به.. لكنه ليس على استقرار وسيادة الوطن.. اما موقف واضح وملتزم.. ضد الجنائية.. واما معها.. فلا لسانين.. لسان ضدها ولسان لباقات امين الحركة مع قرارة المحكمة والتعاون معها.. ولا قبول لعمل تحت الطاولة.. وآخر فوقها.. فالموقف لا يقبل المزايدة السياسية.. وتغبيش المواقف.. ومخطئة الحركة ان ظنت.. ان هذا الشعب يمكن قيادته بالشعارات.. والتدليس فهو شعب له مقدرات سياسية تفوق الوصف.. شعب محب لارضه ومتمسك بقيمه وخلفه شعب لا يرضى الضيم ولا الهوان .. يبغض الازلال.. والاهانة ويكره الغزاة.. يسالم من يسالمه.. ويقاتل من يقاتله.. لا يكره امريكا.. لكنه لا يرضى استكبارها ومخطئه الحركة ان ظنت ان الاستقواء بالاجنبي سيحملها على ظهر هذا الشعب.. ومخطئة ان ظنت ان مشكلات وازمات السودان.. ستحل ( خارجياً) ولا تحتاج لشرح.. فما نيفاشا إلَّا صناعة سودانية. واخيراً آن الاوان .. للحركة الشعبية ان تصلح من حالها.. وتفكر بعقلية متوازنة.. بعيدة عن شطط ومغالاة مجموعة (باقان).. ولتقدم الوطن.. على الحركة.. وإلَّا سينهار السقف من فوقها ولو بعد حين !!.