الإستراتيجية العدوانية القاسية لإفراغ إقليم دارفور من
القبائل الإفريقية
سبع سنوات عجاف تمر على الضحايا العزل فى إقليم دارفور
الكراهية والتفرقة العنصرية ضد قبائل عرقية معينة
حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
التحالف العربى من اجل المحكمة الجنائية الدولية
سبع سنوات عجاف مضت على النزاع الدائر فى إقليم دارفور المنطقة الواقعة فى غرب السودان الذى يشهد أكبر وأعظم كارثة إنسانية على مستوى العالم فى الوقت الراهن , والمشردون قسراً فى الإقليم مايزالون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .
سبع سنوات والمشردون قسراً فى إقليم دارفور مايزالون عرضة لهجمات عنيفة , وقاسية لم يسبق لها مثيل عبر تاريخ البشرية , تشنها مليشيا الجنجويد , إمّا بشكل إنفرادى , آو بالإشتراك مع القوات المسلحة السودانية , على القرى والمدن
التى يقطنها بشكل أساسى قبائل الفور
–
الزغاوة
–
المساليت , والتى أطلقت عليها حكومة المؤتمر الوطنى فيما بعد بقبائل الزرقة
–
أو العبيد
–
أو السود , وغيرها من العبارات الحاطة بكرامة الإنسان , والتى مثلت آبشع انواع التفرقة العنصرية , بل واكثرها مقتا وكرها, وبسبب هذه التفرقة العنصرية تعجز القبائل المستهدفة فى إقليم دارفور من ممارسة حياتها بصورة طبيعية , تلك العنصريّة البغيضة القائمة على آساس السحنة والعرق
, ومايستتبع ذلك من الحياة الفكريّة ومظاهر السلوك الإجتماعى
سبع سنوات عجاف ,والمشردون قسراًَ فى إقليم دارفور , يعتصرون الحسرة والألم والندم وفقدان الأمل , وهم الأن فى موضع الجهل والحرمان .
سبع سنوات وأطفال دارفور – بلا مأوى – بلا تعليم – بلا مسكن – بلا آمن – بلا
إستقرار
–
بل هم عرضة للإنتهاكات الفاضحة والجسيمة . نعم
, فالمشردون قسراً داخل اقليم دارفور, تستخدم ضدهم آسلحة صامتة , كالإغتصاب – الخوف – التجويع , وذلك عندما إتخذ – المتهم _(
عمر البشير) , قراراً متهوراً غير عقلانياً , بطرد أكثر من ثلاث عشرة منظمة إنسانية دولية , تعمل على تقديم المعونات الإنسانية والطبيّة للمحرومين فى إقليم دارفور , ومن المعلوم ان هذا السلوك الإجرامى البربرى الخطير , عرّض آكثر من أربعة مليون ونصف المليون شخص فى اقليم دارفور , للجوع , وذلك اذا وضعنا فى الإعتبار آن تلك المنظمات كانت تقدم , آكثر من
60
% , من المساعدات الإنسانية , لذا , فإن تلك المنظمات قد تركت فراغاً حاداً لاتستطيع
منظمة الأمم المتحدة ملئها , ليس هذا فحسب , وإنما حكومة المؤتمر الوطنى والأمم المتحدة مجتمعة , لايستطيعون سد هذا النقص الخطير فى المواد الغذائية والدوائية , كما أن هذا السلوك يمثل دون آدنى شك جريمة حرب , وجريمة ضد الإنسانية .
سبع سنوات عجاف , والنساء الثكالى مايزلن ينتحبن , ويصرخن , ولكن هل من مسمع من فى القبور ؟ هل من مسمع فى ظل عالم إختطلت فيه المفاهيم الإنسانيّة والقيم الأخلاقيّة ؟ هل من مسمع فى ظل عالم لايعطى أى إعتبار لحقوق الإنسان الأساسية ( الحق فى الحياة – السلامة الجسديّة ) ؟
سبع سنوات عجاف حصدت الحرب خلالها أكثر من 350000, شخص , معظمهم من النساء والأطفال ( الشرائح الضعيفة ) , الذين لايستطيعون الدفاع عن نفسها , خلال سبع سنوات مازالت القرى تدمر , والأموال تنهب وتسلب , الأعراض تنتهك , والأنفس تزهق , والقرى ماتزال
تحرق , والنساء , والفتيات مايزلن يغتصبن , وأبار المياه يوضع فيها السموم , وتدمر , ووسائل العيش تحرق , وأموال الشعب السودانى البائس , يوظف لقتل شعب السودان فى اقليم دارفور
.
سبع سنوات عجاف ومناطق القبائل الإفريقية فى اقليم دارفور , يقطنها مستقدمون جدد , جيىء بهم من خارج السودان , لتغيير الطبيعة الديمغرافية فى اقليم دارفور .
سبع سنوات عجاف وقوات المؤتمر الوطنى , ومليشيا الجنجويد , يعيثون فى ارض دارفور فساداً كبيراً , ويهلكون الحرث والنسل , ورب السماء لايحب الفساد
.
خلال سبع سنوات وإقليم دارفور – المنطقة الواقعة فى غرب السودان, آصبح
مسرحا خصبا لإرتكاب الجرائم الدولية الخطيرة ضد المدنيين العزل , بصورة منظمة ومنهجية وعلى نطاق واسع من الإقليم .
منذ سبع سنوات وحتى الأن يتعرض المدنيون للهجمات بلا هوادة داخل المخيمات بواسطة أسلحة صامتة كاللإغتصاب والتجويع والخوف , حيث شردوا قسراً من ديارهم ولايستطيعون العودة إليها .
إن المدنيون العزل فى إقليم دارفور يهاجمون بضرواة من المسؤوليين الحكوميين الذين هم ملزمون بحمايتهم , وتنفذ ضدهم خطة إجرامية بربرية واسعة النطاق لتدمير بعض القبائل بعينها .
إن ما يحدث فى إقليم دارفور ليست عمليات عسكرية , أو عمليات قتال , وإنما يمكن ان نطلق عليها , عمليات قتل منظمة وومنهجة ,وعلى نطاق واسع ضد المدنيين العزل , إنها عمليات إجرامية بربرية يقوم بها أطراف النزاع فى إقليم دارفور .
خلال سبع سنوات أنتهك أطراف النزاع فى إقليم دارفور القانون الدولى لحقوق الإنسان والقانون الدولى الإنسانى بصورة فاضحة وصارخة لم يسبق له مثل على مر التاريخ البشرى حيث :
-
عمليات القتل الجماعى بصورة منظمة وومنهجة وعلى نطاق واسع ضد قبائل عرقية معينة , حيث وصل أعداد القتلى أكثر من (320000) ألف قتيل معظمهم من الأطفال الرضع , والشيوخ الركع والنساء الحوامل .
-
تشريد قسرى بطريقة منظمة وومنهجة وعلى نطاق واسع , حيث شرد قسراً أكثر من مليونى وسبعمائة آلف نسمة , فضلاً عن اللآجئين الذين أجبروا على عبور الحدود هرباً من أتون الجحيم فى إقليم دارفور , حيث لجىء الى تشاد أكثر من(341000), نسمة .
-
حرق القرى بطريقة ممنهجة ومنظمة وعلى نطاق واسع , حيث تم حرق اكثر من (5000) قرية معظمها فى غرب وشمال دارفور , ومن الجدير بالذكر , أن جميع القرى التى تم تدميرها, كان يقطنها قبائل عرقية بعينها .
-
عمليات إغتصاب , وعمليات حاطة بكرامة النساء والفتيات الصغيرات فى إقليم دارفور , حيث أغتصب الجنجويد الالاف من النساء والفتيات الصغيرات , حيث يغتصبن امام أبائهن وأمهاتهن وأزواجهن .
-
تم وضع قبائل عرقية معينة فى ظروف معيشية مدروسة مسبقا بقصد إهلاكهك كليا , او جزئيا .
-
سلب الممتلكات ونهبها .
-
تم إستخدام ضد بعض القبائل فى إقليم دارفور , سياسة الأرض المحروقة , لتدمير شعوب قبلية فى إقليم دارفور , وحرمانهم من المساعدات الإنسانية . وغيرها من الأعمال التى تفضى بإهلاكهم جزئيا أو كليا ,او جزئيا .
-
ان المشردون قسرا يهاجمون , فقد هوجم معسكر كلما فى جنوب دارفوروقتل اكثر من 170شخص من النساء والأطفال والشيوخ , هذا فضلا عن معسكر ابو شوك ومرنى وابوكساب , وغيرها من المعسكرات فى اقليم دارفور .
إن مثل هذا الأعمال الإجرامية البربرية ليست هى تصرفات فردية , وإنما هى تنفيذا لخطة إجرامية , وبإيعاز من السلطة السياسية فى السودان , لتنفيذ خطة إجرامية واسعة النطاق لتدمير مجتمعات قبلية معينة فى إقليم دارفور .
فى ظل تلك الأعمال الإجرامية الخطيرة , والتى تمثل جرائم دولية ( جرائم الإبادة الجماعية – الجرائم ضد الإنسانية – جرائم الحرب ) , كان لابد للمجتمع الدولى أن يتحرك , فى ظل تقارير تفيد إرتكاب جرائم الإبادة الجماعية , والتطهير العرقى من قبل مليشيات عربية تسمى الجنجويد , والمدعومة من قبل السلطات السودانية ضد المدنيين العزل . فنحن من جانبنا ندعوا المجتمع الدولى ان يتحرك بسرعة ضد هذا الصلف والسخف والتجبر والتكبر والقسوة والعدوانية .
حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
التحالف العربى من اجل المحكمة الجنائية الدولية
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة