بسم الله الرحمن الرحيم
وبدأ العد التنازلي 1 الكاتب الصحفي عثمان الطاهر المجمر طه
بداية التهاية إستخدام الشريعة الإسلامية كأخر ورقة سياسية رايحة
وسكنتم مساكن الذين ظلموا أنفسهم !
يقول الله عز وجل وهو اصدق القائلين :
[ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب ولكن البر من
أمن يالله واليوم الآخر و الملائكة والنبيين وآتي المال علي حيه ذوى القربي واليتامى والمساكين وأبن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصايرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا
وأولئك هم المتقون ] . صدق الله العطيم وصدق رسوله الكريم .
ما أشبه الليلة بالبارحة أذكرتماما أيام كنا طلابا في الجامعة كان يحلو لي دائما أن أذهب إلي دار إتحاد طلاب جامعة امدرمان الإسلاميية في حي العرضة وهنالك أتابع التلفريون وبجوارى
{ يوفية } الدار فيه ما لذ وطاب من حلآويات { ياسطه }
و { بلح شام } و { اليقلاوة } و { الشاى } .
و أذكر تماما أطل علينا الرئيس النميرى فجأة علي شاشة تلفزيون
أمدرمان وفي يده عصا يشير بها إلي سبورة أمامه وكان يتحدث
عن الثورة القانونية تزامن هذا مع إضراب القضاة الشهير وقلت
في نفسي يارب أن لا يعملها نميرى ويعلن الشريعة الإسلامية !
أولا أنا لست ضد الشريعة الإسلامية بل أنا ضد التطبيق الخاطئ
للشريعة والمتاجرة بها سياسيا في سوق المزايدات الدنيوية .
و لا يوجد علي وجه الأرض مسلم يرفض أن يتحاكم إلي الشريعة الإسلامية الدستور الرباني العادل والعدل أساس الملك :
[ وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ] .
[ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ]
[ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ]
[ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ]
ولكن كان خوفي مشروعا لأن نميرى ليس مستقيما ولا فقيها
وحرام أن يلعب بشرع الله , وللأسف وقعت الواقعة ليس لها من دون الله كاشفة إستعان النميرى بالثلاثي الشهير القاضي النيل ابوالقرون , و المحامي عوض الجيد , والمحامية يدرية سليمان
ووضعوا فوانيت سبتمبر الشهيرة , و التي قال عنها السيد الإمام
الصادق المهدى إنها لاتساوى ثمن الحبر الذى كتبت يه فرفضها
كما رفضها الأب عباس فيلب غبوش الذى حكم عليه بالإعدام
ورفضها أيضا الأستاذ محمود محمد طه , و حكم عليه بالإعدام من قبل القاضي المهلاوى , ولكن الأب عباس فيلب تراجع , وقال نكته شهيرة إنه أراد أن يلعب مع النميرى بلوتيكا , ونصح محمود محمد طه ليتراجع تكتيكيا يعني [ تاكتيك و تاكنيك سياسي ] .
فرفض محمود , وتم إعدامه إعداما سياسيا واشرف علي إعدامه
في سجن كوبر القاضي الدكنور المكاشفي طه الكباشي ورثاه البروفيسيور عبد الله الطيب رحمة الله عليه فهاجمه نفر من تلامذة الترابي ثم إستغل الترابي الموقف وأمر تلامذته وأتياعه بالخروج
في المسيرة المليونية وأن يرفعوا المصاحف دعما لنميرى وفد فعلوا .
هنا تحرك في داخلي الحس الصحفي وأسرعت لإجراء عدة حوارات مع قضاة الشريعة الإسلامية حاورت الدكتور الوسيله الحاج موسي الصوفي المشهور والأستاذ في جامعة أم درمان الإسلامية وكنت يومها أعمل في مكتب صحيفة المدينة السعودية الذى يرأسه المرحوم سيد أحمد خليفة والزميلان أحمد الحبو رحمة الله عليه و محمد عوض رد الله غربته يعمل الآن في كبريات الصحف الخليجية .
يومها قلت أخشي نا أخشي أن تطبق الشريعة علي الفقؤاء البسطاء الضعفاء و يعفي منها الشرفاء لكن الدكتور الوسيله الحاج موسي أكد لي إن هذا لن يحدث والحوار منشور في صحيفة المدينة السعودية . وكذلك أجريت حوارا مع الدكتور يوسف العالم مدير جامعة القرأن الكريم فعمل علي تطميني وتبديد مخاوفي وجرى مجراهما الدكتور المكاشفي طه الكباشي اشهر قضاة نميرى وقد تغنت له الفتيات السودانيات [ القطع من حلاف ] ذهبت إليه في محكمة الطوارئ أم درمان وحاورته لصحبفة المدينة المنورة وقلت له : جاء في الحديث [ إنما هلك الذين من قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيما والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ] .
فقلت له أخشي ما أخشي علي الفقراء المساكين منكم سوف تقطعوا أيديهم و تتركوا الشرفاء فأكد لي أن ذلك لن يحدث البتة ولكن للأسف قد حدث حيث تم تهريب أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة مايو في قضية أخلاقية نمسك عن إسمه لأنه صار في ذمة الله وجاء في الأثر : [ أذكروا محاسن موتاكم ] .
فقد تم تهريبه إلي لندن كماضبط شقيق اللواء عمر الطيب خليل الذى أخذ يتاجر بالسكر المسروق من مخازن السكر ولم ينفذ فيه الحد و لكن تم تنفيذ الجد في الواثق صباح الخير الذى كان يسرق ليطعم الجوعي تم فيه تنفيذ حد الحرابة يناءا علي حكم اصدره المكاشفي بالقطع من خلاف لأنه من الذين يحاربون الله ورسوله كما أشرف المكاشفي علي إعدام الأستاذ محمود محمد ظه في سجن كوبر سياسيا .
وقد جاء إلينا المكاشفي في باريس حيث زار المعهد الأوربي للعلوم الإنسانية الذى أجضر فيه رسالة الدكتوراة والجدير بالذكر أن الدكتور خسن عبد الله الترابي ألقى فيه محاضرة مشهودة علي كل إنتهزت فرصة وجود المكاشفي بيننا وإصطحبت إبني أبوبكر ليقوم بتصوير الحوار وذهينا إلي المكاشفي في فندقه وأجريت معه حوارا مطولا وراجعته وقلت له : ألم تندم علي ما فعلت ؟ لقد طبقت حكما تعسفيا ظالما علي شيخ تجاوز السبعين من عمره !
والقانون يمنع تنفيذ حكم الإعدام فيه لكنك نفذت رغم أنف القانون
وأعدمته ظلما إرضاءا لنميرى ولكن المكاشفي ما زال علي رأيه متمسكا به أشد التمسك والجدير بالذكر حتي اليوم لا أحد يعلم أين قبر الأستاذ محمود محمد طه ؟ بإستثناء اللواء طيار فيصل مدني العضو المستقيل من المجلس العسكرى لحركة الإنقاذ الذى أخذ الجنازة جنازة الأستاذ محمود محمد طه بالطائرة إلي جهة غير معلومة حيث تم دفنه فهو الوحيد الذى يعرف مكان الجنازة .
ولأن تطبيف الشريعة كان تطبيفا سياسيا وليس إسلاميا أو تطبيقا ربانيا خالصا مخلصا لوجه الله لم يدم نميرى طويلا فقد سقط أولا في إفتتاح مسجد النيلين ثم ثانيا سقط نهائيا بعد عام واحد من التطبيق وإن لم تخن الذاكرة ربما بعد عدة أشهر ونيف بعدما إنقلب علي حلفاء الأمس الذين دعموه بقيادة الترابي مستشاره السياسي للشئون الخارجية ورمي بهم في السجون عملا بنصيحة نائب الرئيس الأمريكي يومها جورج بوش الأب .
وهاهو البشير في طريق أستاذه المعجب به أشد الإعجاب يعلن بأنه سوف يطبق الششريعة بعد إنفصال الجنوب وإنتهاء عهد {الدغمسة} و نسي أنهم أصلا منذ أن جاءوا بليل علي فهوة الدبابة والبندقية أعلنوا تطبيقها باسم المشروع الحضارى حياءا وإستحياءا من إسمها الأصلي الشرعي الشريعة الإسلاميية وأذكر انني حاورت الدكتور أحمد علي الإمام مستشار شئون التأصيل في القصر الجمهورى والحوار منشور في صحيفة المستقلة اللندنية وقلت له : لماذا لا تسموا الأشياء بأسمائها؟ ولماذا لا تحفظوا للشريعة وقارها وقدسيتها ؟ وهي ربانية سماوية وليست إنسانية كيف تسموها المشروع الحضارى شأنها شأن مشروع الرهد أو مشروع سكر كنانة أو سكر عسلاية 1
نصيجة لوجه الله للأخ عمر البشير إياك واللعب بالنار تطبيق الشريعة ككرت سياسي لعبة مكشوفة لعبها وجربها قبلك نميرى أين هو اليوم وأنت الآن تسكن في نفس البيت الذى كان يسكن فيه هو وتصدق فيكما الأية الكريمة :
[ وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضر
بنا لكم الأمثال {45 } وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ] {44 } [45 } سورة إبراهيم
أما إذا كان التطبيق تطبيقا ربانيا خالصا مخلصا لوجه الله مرحبا به [ إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم ]
[ وإن ينصركم الله فلا غالب لكم ]
الكاتب الصجفي عثمان الطاهر النجمر طه باريس
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة