هاشم كرار
العالم باتجاه الحكومة العالمية.. إسألوا "غوغل" أو وائل غنيم!
سقط نظام عتيد، وبسقوطه ستسقط أنظمة أخرى، قابضة على السلطة بالكلاشن والكرباج والازدراء والاهانة.
سقوط نظام مبارك، أشد دويا من سقوط نظام بن على، ذلك لما تمثله مصر-تاريخيا- من ثقل، في العالم العربي، وفي العالم كله.
مصر، برغم تراجع دورها الريادي- عربيا- في السنوات الأخيرة، إلا أنها ظلت- إلى حد ما- شريكا مهما،لأمريكا، والغرب إجمالا، لكن هذا الشريك المهم، كان يشكل- في الوقت ذاته- عبئا على الغرب، مع تصعيد طلاب الديمقراطية وحقوق الانسان، لمطالبهم العزيزة، ليس في مصر وحدها، وإنما في المنطقة العربية، إجمالا.
إزاء ذلك، لم يكن غريبا- على الاطلاق- أن تدعو واشنطن شركاءها، في المنطقة، من وقت لآخر، إلى الاصلاحات. بل ليس غريبا، أن نراها تدعم، طلاب الاصلاحات، بصورة أو بأخرى، خاصة في مصر( كفاية) ومصر أيمن نور، بل وفي مصرتظاهرات (الجماعة)
أكثر من ذلك، لم يكن غريبا على الاطلاق، على واشنطن، أن تطلق مشروعا اصلاحيا متكاملا،في دافوس2004 لاصلاح ما أسمته الشرق الأوسط الكبير، والذي يضم العالم العربي،وتركيا واسرائيل وايران وأفغانستان وباكستان.
الديمقراطية، هى اللبنة الأولى، في صرح هذا المشروع. هذا ما شددت عليه، وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، كوندليزا رايس، في التاسع من أبريل، في مقال ل" واشنطن بوست"2005 وهى تكتب عن "نظريتها" ( الفوضى الخلاقة) وهى الفوضى التي يمكن بها إحداث التحولات الديمقراطية، في الشرق الاوسط الكبير. ماهو مهم- بحسب كوندي- هو الديمقراطية( حتى ولو أدت هذه الديمقراطية إلى ظهور التيارات الاسلامية) الفزاعة التي تلوح بها الانظمة الباطشة، في وجه امريكا، في كل مرة، تطالب فيها الأخيرة، هذه الانظمة بالاصلاحات!
هكذا، لم تعد المطالبة بالديمقراطية، مطلبا داخليا متصاعدا بين شعوب هذه المنطقة من العالم، فحسب. انها أصبحت مطالبة غربية.. مطالبة، لا تنسجم فقط مع أشواق الشعوب المقهورة، وإنما تنسجم- وهذا هو الأهم- مع فكرة الحكومة العالمية.. الحكومة العالمية، فكرة قديمة جدا،وأهم تعريفاتها أنها"كيان سياسي، يضع ويفسر ويطبق القانون الدولي" بعبارة أخرى هى" إدارة فوق المستوى الوطني للحكومات"!
البذرة الاولى لهذه الحكومة العالمية، هى "الأمم المتحدة" بكل هيئاتها الاممية، لكن |الأمم" لا تحكم الآن. مايحكم هذا العالم، هو كيان لامرئي.. كيان له جنوده، وآخر هؤلاء الجنود هو "الانترنت" وشبكات التواصل التي خرجت من بين ظهره وترائبه!
لقد شهدنا جميعا، في تونس ومصر، كيف ان للثوار جنودا، يلهبون المشاعر. جنود ليس هم فقط، محمد البوعزيزي، وأحمد سعيد، وغيرهما من الشهداء الشرارة. لقد شهدنا جميعا "الانترنت" وتوابعه" الفيس بوك" وتويتر" وغيرهما من شبكات التواصل "الثوري"
تغيرت تونس، وتغيرت مصر، وستتغير دول أخرى، لكن ،، لا،لا. ليس الشرق الأوسط الكبير، وحده هو الذي سيتغير.إفريقيا، واسيا، واللاتينية وبقية أوربا، وكل العالم بخطوط طوله، وعرضه، وخط إستوائه، وقطبيه، هو إلى تغيير ينسجم وأهداف "الحكومة العالمية" التي "تضع وتفسر وتطبق القانون الدولي"، وفقا لروح الديمقراطية، وحقوق الانسان.
اللاعب الأساسي في هذا التغيير هو الانترنت، ومحركات البحث، وشبكات التواصل الاجتماعي,
اسألوا، "غوغل" أو اسألوا صاحبها في الشرق الأوسط، وائل غنيم!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة