كيف ندرك القطار قبل فوات الأوان؟!
فهذه القضية من أهم القضايا التي تحتاج وتتطلب وقفة تأمل خاصة جداً من كل أفراد المجتمع وليس الموضوع طرح أسئلة من الجانبين واتخاذ آرائهم فقط.. لأن القضية بكل صراحة أكبر من ذلك بكثير، لأنها مشكلة مجتمع كامل يحتاج لاتخاذ قرار حازم من الدولة، حتى ولو دعا الداعي أن يصدر بموجبه أمراً من جهات الاختصاص.
ولأن القضية تمس أهم شريحة في المجتمع.. وأهم ما في الحياة هم (الشباب) من الجنسين .. فبصرف النظر عن مدى تعليمهم، فهنالك مشكلة هامة مستعصية على الشباب يجب أن ندرك، ونتدارك "المواقف" قبل استفحال الأمر والوقوع فيما لا يُحمد عقباه أو قبل فوات الأوان.
لذا يجب على الدولة أن تُولي هذا الأمر أهمية خاصة، واهتماماً أكثر وأكبر من أن تدع الأمر
"للمشاريع" الخيرية فقط.. لذلك نرى أن طرح القضية في "شكل" أسئلة فقط لا يجدى شيئاً
ولا يقدم أو يؤخر في القضية التي نحن بصدد إيجاد الحل الناجع فقد طفح الكيل.
لان هنالك "كماً" هائلاً من الشباب يريدون إدارك القطار قبل فوات الأوان.. ولكن تقف أمامهم "الكيفية والكمية" عقبة أمام الإدراك.. وعائقاً في الكيفية التي يمكن بها تحقيق تلك الأمنية والأمنيات الجميلة التي يتمناها الجانبان.
لذا تجد هنالك (كماً) هائلاً من الأسئلة تدور في الكيفية التي تزال به تلك العادات والتقاليد التي تقف عائقاً أمام الشباب في كيفية إكمال نصف دينهم بأيسر السبل، وقبل أن يضطر أحد الطرفين في تقديم بعض "التنازلات" رغم أنفه، لكي يدرك أو يلحق بذاك القطار الذي قارب إلي نهاية المحطة.
لذلك نريد أن نتطرق لتلك القضية وأيضاً نريد أن نطرح بعض الأسئلة ونجيب على بعضها.. ولكن هل طرح الأسئلة فقط سيؤدى إلى الغرض المطلوب أم ماهي الطرق التي تؤدي إلي محاربة العنوسة؟!.
إذا لم نبدأ في محاربة العادات الضارة التي تقف عائقاً أمام الشباب في تحقيق الأهداف المرجوة منها.. لا نستطيع أن ندرك أو نتدارك "المواقف" ونحن نضع أمام شبابنا كل العراقيل والطلبات المعيقة مثل (المهور) أو المتطلبات الأخرى التي لا يستطيع الشباب تحقيقها أو إنجازها حتى ولو بعد حين!.
لذا نجد أن كل إنسان لديه نظرة ورغبة معينة في من تشاركه الحياة.. فهنالك من يفضلها مشروعا استثماريا، وهناك من يفضلها بيضاء البشرة أو سمراء أو ما شابه ذلك.. فحب الناس مذاهب، وكلٌ على حسب هواه والموضوع في النهاية مسألة تفاهم بين الطرفين .. وأساساً المرأة تنكح لأربع.. لمالها، وجمالها، وحسبها ونسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
لذا أجد نفسي أختلف مع الآراء الرافضة للمبدأ كـ "مشروع" أو فارق التعليم .. وفي اعتقادي الأول كيفية تسهيل مهمة الزواج للشباب "بأمر" من جهات الاختصاص لالتزام كل الآباء والأطراف المعنية بنهج واحد ومعين يرضي كل الأطراف الشبابية من الجنسين في تحديد (المهور) وتحديد المتطلبات الأخرى.. التي تعيق الشباب عن تكملة نصف دينهم.
وتكوين أسرة مثقفة فالجيل الحالي ينادي بالأسرة المتعلمة فهذا هو المطلوب في المقام الأول والأخير أن تكون الفتاة متعلمة ومدركة لحيثيات الأمور الحياتية بصرف النظر عما (تتقاضاه) من راتب.. وأما فارق التعليم ليس شرطاً مهماً طالما أن هنالك قدرا من (التفاهم) في الكيفية والاستقرار النفسي الذي ينشده الطرفان والذي يعطي دافعاً للحياة الزوجية.
من هذا المنطلق أبعث رسالتي إلى كل المسئولين في المجتمعات قاطبة، وبصفة خاصة العربية والخليجية وأولياء الأمور بصفة خاصة جداً.. وأقول لهم إلى متى سوف تظلون مبالغين في أمور الزواج وأنتم ترون أبناءكم وبناتكم يعنسون أمام أعينكم؟! وتحرمون أبناءكم الشباب من أجمل وأحلى سني عمرهم الشبابية وهي تضيع أمام أعينهم.. وهم مكتوفو الأيدي لا يستطيعون فعل شيء أمام متطلبات الزواج وتكاليفها الباهظة، التي تفوق قدراتهم المالية والمعنوية.. وهم أيضاً يرون ويتحسرون على إخوتهم وقطار العنوسة يمضي بسرعة فائقة أمامهم وهم لا يستطيعون إدراكه. أو اللحاق به.
لذا أجد ان هذا الكبت والحرمان والمبالغة في (المهور) وفي المتطلبات الأخرى هي التي (تُنفر) الشباب وتدعهم يصرفون النظر عن الزواج، وهي أيضاً تتسبب في أكثر الانحرافات الشبابية التي نراها الآن.. وهى من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإعراض عن الزواج.
فيا أولياء الأمر أدركوا الشباب قبل أن تضيع منهم أجمل وأحلى أيام العمر.. وقبل أن يهدروا طاقاتهم، وللشباب طاقة يجب أن نستثمرها ونستغلها في الزواج المبكر وتدارك القطار قبل فوات الأوان.. وما أجمل وأعظم فوائد الزواج المبكر وما أطيب ثمرات الزواج المبكر، الذي به نستطيع محاربة العنوسة ونزيل به كل تلك الفوارق التعليمية.. وأيضاً أشياء كثيرة بالفهم والإدراك المبكر إلى حيثيات الأمور العائقة والمعيقة، أمام تسهيل الزواج باستصدار أمر من ولي الأمر، يقضي بتحقيق أحلام الشباب وأمانيهم وأمنياتهم.. ومحاربة شبح العنوسة الذي يهدد كل أسرة لديها شباب في كيفية إكمال نصف دينهم الذي حث عليه السلف السابق. والله ولي التوفيق.
جعفر حسن حمودة – صحفي الرياض
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة