سودانياتٌ قبل قرار ٍقابل ٍفي الأوَطان
"نغني ونحنا في أسرك"
من أناشيد الموسيقار محمد الأمين
الجمعة: 14 يناير 2011
"في السودان، إنتخابات وبداية" عنوان مقال ُنشر بقلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما (نيويورك تايمز: 8 يناير 2011). قال فيه: "لا تتاح الفرصة لكل جيل ٍليقلب صفحة الماضي ويكتب فصلا جديدا للتاريخ. إلا أنه اليوم – بعد 50 عاما من الحروب الأهلية التي قتلت 2 مليون إنسان وأحالت ملايين آخرين إلي لاجئين – هذه هي الفرصة أمام شعب جنوب السودان.
إستقلال الجنوب ضمانٌ للسلام
في خلال الأسبوع القادم، سيصّوت ملايين السودانيين الجنوبيين ما إن سيظلوا جزءا من السودان أم ُيقيموا أمتهم المستقلة. هذه العملية – وتصرفات القادة السودانيين – ستعين علي تحديد ما إذا كان الشعب الذي عرف مقاساة كبيرة للغاية سيتحرك نحو السلام والرخاء، أم أنه سينزلق للوراء لحمام الدم. سيحمل ذلك أثاراً ليس للسودان وحده، ولكن لإفريقيا شبه الصحراوية والعالم.
التصويت التاريخي ممارسة لتقرير المصير جري العمل لها منذ وقت طويل، وهي جزءٌ فاتحٌ لإتفاقية السلام 2005 التي أنهت الحرب الاهلية في السودان. إلا أنه منذ اشهر قليلة، وتحضيرات متأخرة عن الجدول، لم يكن واضحاً ما إذا كان هذا الإستفتاء سيحدث علي الإطلاق. ولهذا السبب، إجتمعت مع قادةٍ من السودان وأطراف العالم في سبتمبر لأجعل واضحا أن المجتمع الدولي متحدٌ في إيمانه بأن هذا الإستفتاء يجب إجراؤه وأن إرادة شعب جنوب السودان يجب أن ُتحترم، بصرف النظر عن النتيحة.
في خطوة هامة إلي الأمام، وافق القادة من شمال السودان وجنوبه – مساندين بأكثر من 40 دولة ومنظمة دولية – علي العمل سويا للتأكيد علي أن التصويت سيكون في وقته، سلميا، حرا، وأمينا وسيعكس إرادة الشعب السوداني. مشروعاً في وقته، يبدو التصويت حقيقة ًمنقبة ًللذين أوفوا بعهدهم في السودان. وفي أقرب وقت مضي، صرحت حكومة السودان بأنها ستكون الأولي لتعترف بالجنوب إذا صوّت للإستقلال.
مصالح الجنوب والشمال مرتبطة
الآن، يرقب العالم، موّحدا في تصميمه لقيام كل الأطراف في السودان بإلتزاماتها. ومع تقدم الإستفتاء، يجب السماح للناخبين بالوصول لنقاط التصويت؛ وأن يكون بمستطاعهم الإدلاء بأصواتهم في جو ٍخال ٍمن الإرهاب والقهر. كل الأطراف عليها أن تتجنب الخطابة النارية أو الأفعال الإستفزازية التي يمكن أن تزيد التوتر، أو تمنع الناخبين من التعبير عن إرادتهم.
ستعد كل الاصوات. وعلي كل الأطراف أن تقاوم إصدار الأحكام المسبقة علي النتيجة. ولكيما تكون النتائج معتمدة، يجب أن تكون المفوضية التي تشرف علي الإستفتاء حرة من الضغط والتدخل. وفي الأيام القادمة، سيحتاج القادة من الشمال والجنوب ليعملوا سويا لمنع العنف وضمان أن الحوادث المنعزلة سوف لا تتحول إلي إضطراب أكبر. ويجب ألا يستخدم أي طرفٍ تحت أي ظرفٍ قواتٍ بالإنابة عنه، جهدا لإكتساب منفعة، بينما ننتظر نحن النتائج النهائية.
التصويت الناجح سيكون مدعاة ًللإحتفال، وخطوة ًملهمة للتقدم في رحلة إفريقيا الطويلة نحو الديمقراطية والعدالة. ولايزال باقيا، أن السلام النهائي في السودان سيتطلب أكثر بكثير ٍمن عمل إستفتاءٍ موثوقاً به. نزاعات الحدود، ووضع منطقة أبيي التي تمتد شمالا وجنوبا، تحتاج لحل ٍسلمي. سلامة المواطنة لكل السودانيين، خاصة الأقليات – الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب – يجب حمايتها. يجب إجراء ترتيب لتوزيع شفاف لعوائد النفط، التي يمكن أن تسهم في التنمية. ويلزم أن ُتعالج عودة اللاجئين برعاية فائقة لتمنع وقوع كارثة إنسانية أخري.
فإذا اختار الجنوب الإستقلال، فإن المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، ستكون من مصلحته أن يطمئن علي أن الدولتين القادمتين سينجحان كجارين مستقرين وقادرين إقتصاديا، لأن مصالحهما مرتبطة. جنوب السودان، تحديدا، سيحتاج شركاء علي المدي الطويل في مهمة تحقيق طموحات شعبه السياسية والإقتصادية.
سلام السودان بسلام دارفور
أخيرا، لا يمكن أن يكون هناك سلامٌ في السودان بدون سلام ٍدائم ٍفي إقليم دارفور غرب السودان. إن موت مئات الألوف من الدارفوريين الأبرياء – وبلاء اللاجئين مثل أولئك الذين التقيت بهم في معسكر يجاور تشاد منذ خمس سنوات خلت – يجب الا ُينسي أبدا. هنا، أيضا، يرقب العالم. حكومة السودان عليها أن ترعي إلتزاماتها الدولية. يجب إيقاف الهجوم علي المدنيين. وعلي قوات حفظ السلام الأممية وعمال الإغاثة أن يعملوا بحرية ليصلوا عونهم للمحتاجين.
وكما أخطرت القادة السودانيين في سبتمبر، سوف لا تتخلي الولايات المتحدة عن شعب دارفور. سوف نستمر في مساعينا الدبلوماسية لإنهاء الأزمة مرة واحدة. وعلي أمم أخري أن تستعمل نفوذها لجمع كل الأطراف حول المائدة وتأكيد أنهم سيتفاوضون بحسن نية. ولسوف يستمر إصرارنا علي أن السلام النهائي في دارفور يقتضي المحاسبة علي الجرائم التي ارتكبت، خصوصا الإبادة.
في صحبة شركائنا الدوليين، ستواصل الولايات المتحدة لعب دور ٍقيادي لمعاونة كل الشعب السوداني ليحقق السلام والتقدم الذي يستحقه. واليوم، أعيد عرضي لقادة السودان – إذا أوفيتم بإلتزاماتكم واخترتم السلام، فهناك طريق لعلاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، شاملة لرفع العقوبات الإقتصادية والبدء طبقا لقانون الولايات المتحدة في عملية إزالة إسم السودان من قائمة الدول التي ترعي الإرهاب،. وعلي النقيض، سيواجه الذين لا يحفظون إلتزاماتهم الدولية مزيدا من الضغط والعزلة.
ملايين السودانيين يتجهون لصناديق الإقتراع ليحددوا مصيرهم. هذه هي اللحظة التي يوجه فيها القادة ذوي الشجاعة والرؤية شعبهم نحو يوم أفضل. سيذكر التاريخ هؤلاء الذين يتخذون الإختيار الصحيح – وسيكون لهم شريكٌ ثابتٌ في شخص الولايات المتحدة." وبهذا أنهي رئيس الولايات المتحدة مقاله.
تعليق
بوضوح تام، ساد مقال باراك أوباما تفضيل لإستقلال الجنوب علي أي احتمال ٍعداه لأسباب إنسانية وسياسية لم يشأ ان يعالجها في داخل التراب الوطني السوداني، بل حملها في عدسة منظور ٍأمريكي وتكاتف ٍأممي خارجي. حبّذت مقالته الإستقلال لأنه "فصلُ جديدُ في التاريخ"، ولأنه يعني "عدم الإنزلاق لحمام الدم". وأحاطته بالحرص علي الإستفتاء بجهد باراك الرئاسي والعالمي، وبإلتزام الولايات المتحدة بالشراكة الثابتة مع من يمشي دربه. لم يذكر باراك أوباما كلمة واحدة عن الوحدة الطوعية – الهدف المنصوص عنه في إتفاقية السلام 2005.
ألمح باراك أوباما إلي الشعب السوداني ككل وحرص بلاده علي سلمه، قائلا إنه: "في صحبة شركائنا الدوليين، ستواصل الولايات المتحدة لعب دور ٍقيادي لمعاونة كل الشعب السوداني ليحقق السلام والتقدم الذي يستحقه". وأشار مرارا "لشعب جنوب السودان" تحديدا. والخلاصة أن مقالة الرئيس الأمريكي مبهجة ٌ لإنفصاليي جنوب السودان، وسيكتب التاريخ – إذا انفصل الجنوب – أن باراك أوباما كان أحد رعاة الإنفصال والمبشرين بمستقبله.
وقعٌ مريرٌ علي الوحدويين
إذا صحت هذه القراءة، فهي بالمقابل مريرةٌ ببالغ الألم للمجتمع المدني الإفريقي الموقع علي إعلان موبوتو مشددا مع الإتحاد الإفريقي علي وحدة القارة وبلدانها في مواجهة التكتلات القارية والدولية المنيعة. وهي مريرة للغاية بالنسبة لملايين الوحدويين السودانيين في جنوب الأمة السودانية وشمالها، وتضييقٌ عليهم، لأنها عونٌ علي الإطاحة بآمالهم في سودان ٍديمقراطي موحد، يبلغ به السودانيون عزة وطنهم الكبير، ويتقدمون في مصاف الدول التي أسهمت الولايات المتحدة نفسها في العصر الحديث في مساندة نضالها لنيل الحريات والحقوق والمواطنة الجامعة والتكتل القومي والقاري وفق مصالحها.
فلنتخيل: لو كان قدر رئيس غير أمريكي أن يكتب مقالاً يحبذ فيه إستقلال الجنوب الأمريكي عن شمال الولايات المتحدة أيام الحرب الأهلية الأمريكية الطاحنة والتي ُقتل فيها الملايين، لنفس الأسباب التي ساقها الرئيس باراك أوباما في تحبيذه البادي لإستقلال جنوب السودان، لوقع خطابه بالمرارة والتألم في نفوس موحدي الولايات المتحدة التي أصبحت بوحدتها وتجميع طاقاتها قوة عالمية عظمي. ولولا وحدتها لتفرقت أيدي سُبي، وكذا حال كل الدول العظمي الأخري. فلما تكون قارة إفريقيا وحدها هي الموعودة بإستقلال ضلوعها عن أجسام أممها ودولها الموحدة لتحيا في "سلام وتقدم"؟!
إدراكٌ سليمٌ لقضية دارفور
فهم الرئيس أوباما لوضع دارفور وأماني أهلها وحقهم وحق كافة السودانيين "بالمحاسبة" علي من بطش بهم بالإبادة وغيرها من الجرائم إدراك سليم لا شك فيه إنسانيا وسياسيا. ذلك أنه وضع القضية برمتها في داخل المجال السوداني وسيادته علي وحدة ترابه. فلم يُوعز بإستقلال دارفور "لتنعم بالسلام والإستقرار والتقدم" بذلكم الإستقلال، علي غرار ما اشتمله مقاله بشأن الجنوب.
المعلوم أن إقليم دارفور وأهله عانوا تاريخيا من قهر الحكومات المركزية في فترات مختلفة، واتجهوا إلي حمل السلاح ومحاربة المركز بعد أن بلغ السيل الزبي وفاض بهم الكيل. ولعين العوامل القهرية وحكم الشعب بالإستبداد، أشهر شرق السودان سلاحه، ويعمل الشماليون في ولايات النيل ما أوتوا من قوةٍ علي مناهضة الديكتاتورية. ولو إستمر الإستبداد والإستهتار في إزدراء مصالح الجماهير وحقوقها وحرياتها، فسيجري "حمام الدم" وتنشب الحروب.
ولكن، هل يستقل كل قبيل ودار في أوطان السودانيين بنفسه، أم يتوحد الجميع بما بينهم من "مصالح مرتبطة" و"حاجات مشتركة" و "كيان واحد" في الماضي والحاضر لإنهاء النزاع بسلام وموضوعية ووحدة وطنية؟ ومَنْ يضمن أن إستقلال أي جزءٍ في السودان الكبير سيحقق السلام والإستقرار لنفسه ولغيره في نفس الأرض المعروفة عبر القرون بأنها سودان واحد؟
نختم بعبارة كتبها الرئيس الأمريكي في مقاله: "السلام النهائي في السودان سيتطلب أكثر بكثير ٍمن عمل إستفتاءٍ موثوقاً به." والإشكال المتوقع تماما هو: هل يُفلح جنوب مستقل في إنهاء هذه الإشكاليات المعقدة، وهو علي ما هو عليه من حاجةٍ وإفتقادٍ لمقومات الدولة المقتدرة، أم أن استجماع السودانيين الوحدويين في الشمال والجنوب لكل مقدراتهم الوطنية وطاقاتهم القومية هو الأضمن للخروج بالسودان كله بالديمقراطية والوحدة الوطنية من أنفاق المجهول، مع الإحتفاظ بعون الولايات المتحدة والعالم، نحو ما يعد الرئيس باراك أوباما، وتطويره في طريق الوحدة الوطنية والمواطنة السودانية الواحدة؟!
وغداً يومٌ جديد.
"عصافير مجرحه بسكاكينك"
من أناشيد الموسيقار محمد الأمين
الخميس 13 يناير 2011
إعلان موبوتو 2003
يوليو 2003، أصدرت منظمات المجتمع المدني الإفريقي إعلان موبوتو معنونا لمؤتمر القمة الثاني للرؤساء الأفارقة المنعقد إبانها في عاصمة موزامبيق (4-12 يوليو 2003). جاء في ديباجة الإعلان: "نحن، أعضاء المجتمع المدني الإفريقي وقد إجتمعنا بمناسبة القمة الثانية لرؤساء دول إفريقيا وحكوماتها في موبوتو عاصمة موزمبيق مابين 27 يونيو و2 يوليو 2003، نرفع فيما يلي الإعلان التالي الذي ينطق بقناعاتنا، وما ألزمنا به أنفسنا. وندعو لإتخاذ الإجراء البالغ تحقيقا لإتحادٍ إفريقي يرتكز علي شعوب القارة.
تحقيق الديمقراطية بالمشاركة التامة
إدراكا لإلتزامكم لبناء شراكات مع كل قطاعات المجتمع المدني حسبما هو مودعٌ في ميثاق الإتحاد الإفريقي البناء؛ مؤمنين أن لنا دورا حيويا نلعبه في تكوين، تطبيق، رصد، وتقويم السياسات والبرامج لدفع التنمية في إفريقيا: نؤكد مجددا إيماننا وإلتزامنا بإقامة مجتمع إفريقي خصائصه: الوحدة في التعدد، والمساواة، والتكافؤ؛ كفالة حقوق الإنسان الجوهرية والحاجات الأساسية للشعب؛ المشاركة الفعالة وتقوية أصحاب المصلحة وبخاصة النساء، والمسنين، والمعاقين، والشباب، والفقراء في عمليات إتخاذ القرار؛ وتحقيق الديمقراطية بالمشاركة والتنمية الراسخة.
السودان: خرق مستمر لحقوق الإنسان
مثابرة عليه، فإننا في هم مقيم من فرض السياسات الليبرالية الجديدة وتبنيها وهي تواصل إفقار الشعوب الإفريقية؛ الخرق المستمر لحقوق الإنسان والحقوق الإقتصادية خصوصا في زمبابوي، وسوازيلاند، وليبريا، وساحل العاج، وبوروندي، والسودان، ويوغندا، وجمهورية الكنغو الديمقراطية، والصومال، ونيجريا، والصحراء الغربية بين آخرين؛ النزاع المدني والصراع المسلح في القارة؛ شروط التجارة المتدهورة في القارة؛ والإفتقار إلي التوصل للخدمات الإجتماعية الأساسية مثل الماء والطاقة والمعادن والنباتات الطبيعية والموارد البحرية.
قلق عميق من النهب
[نحن في قلق عميق من] النهب، وسوء الإدارة؛ تدهور الصحة والتعليم وتخصيصهما؛ تآكل إرث إفريقيا الثقافي وتجاهله؛ المستويات المنتفخة للديون الداخلية والخارجية؛ الإفتقار إلي الإرادة السياسية لمعالجة الإستغلال وسوء إدارة المصادر الطبيعية وإزالة إدارة الموارد المحلية؛ والإفتقاد إلي مشاركة المنفعة من خلال [البحث] والإرتقاء بالخلايا المعدلة جينيا والإختراعات الحياتية؛ الإفتقار إلي المصداقية من المؤسسات متعددة الجنسيات؛ عدوي وباء الآيدز وغيره من الأوبئة مثل الملاريا والسل وإنعكاساتها الإجتماعية والإقتصادية خصوصا علي اليتامي والأطفال والمسنين؛ وافتقاد التصرف الجماعي الناجز لحل مشكلات الأرض في إفريقيا.
التنمية وفق البناء الثقافي
ندعو لذلك رؤساء الدول والحكومات الإفريقية ليعترفوا بنظم المعارف الأهلية الموروثة والجوهرية للفقراء التي تحيا بين ظهرانيهم، والإنشغال بها وتوظيفها؛ فهي وسيلة لجعل الفقير منهمكا بعمليات النهوض الإجتماعي والإقتصادي بالإستثمار فيها مصدرا للتنمية. وندعو الرؤساء لخوض الحرب علي الفساد وانتهاج حكم إقتصادي طيب؛ وأن يجعلوا العون أكثر إستجابة لحاجات التنمية عبر تأسيس منتديً مشترك بين المجتمع المدني والحكومة لكسب المانحين وشركاء التنمية؛ وأن يحترموا إلتزاماتهم التي وافقوا عليها لتيسير المشاركة الشعبية وترقية حقوق الإنسان والديمقراطية علي نحو ما نصت عليه العهود الدولية والقومية وتطوير مؤسسات ديمقراطية محلية مستقلة ذاتيا تعمل في حيازة الأراضي وتوزيعها وحل نزاعاتها وإدارتها.
حماية حقوق الطفل
ندعو الرؤساء لإتخاذ سياسات إدارية للموارد الطبيعية؛ وعمل إطار قانوني يسّهل للمجتمعات المحلية الحصول علي الأرض والغابات والحياة البرية والماء ومصائد الأسماك والمعادن؛ والتأكيد علي أن كل العاملين بالدولة ملتزمين بآلية المراجعة الندية: فنحث الإتحاد الإفريقي ليُجري إستشارات واسعة يؤكد بها إجراء المراجعة بصورة موضوعية وشفافة؛ والتأكيد علي أن كل الدول الأعضاء مصدقة علي المعاهدات والإتفاقات الدولية وبروتوكولاتها مثل إتفاقية منظمة العمل الدولية (التي تحّرم أشكال العمل الرديئة للأطفال) جزءا من مهامها لتمنع إستغلال الطفل لاسيما الإتجار بنقله للإستغلال الجنسي مع ضرورة تطبيق الميثاق الإفريقي لحقوق الطفل.
تعزيز السلام بحل النزاع
ندعو لتعزيز السلام وآليات حل النزاع في القارة؛ وتولي وقفة موحدة وموقع عام لرفض "المواضيع الجديدة" في المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة الدولية، فندعو للإستثمار، والمنافسة، والشفافية في الأداء الحكومي، وإدرار التجارة وتسهيلها؛ والحيلولة دون تنفيذ الإتفاقات التي ضاعفت الفقر وانحطاط التنمية وانعدام العدالة؛ واستدامة سياسة لتنظيم فعالة لرصد تحركات إستثمار رؤوس الأموال والمؤسسات الدولية في القارة؛ وتقوية التجارة الإقليمية فيما بين القارة، وتحقيق تجانس الأطر السياسية في التجمعات الإقتصادية الإقليمية، بما فيها إنشاء آليات للتنظيم والسيطرة؛ إتخاذ إجراء جماعي بالنسبة للدعوة لإلغاء كلي وغير مشروط لديون إفريقيا الخارجية، واستعادة ثروتنا المنهوبة و"الطلب"علي التعويضات.
ومشاركة المجتمع المدني
ندعو للإيفاء بتعهدات داكار بشأن نوعية التعليم الأساسي بحلول عام 2015 بالإضافة لإعلانات سابقة في التعليم؛ الموافقة علي فضاء حسن الوصف للمجتمع المدني للإشتغال في محتوي الإتحاد الإفريقي والتعليم التنموي؛ التأكيد علي مشاركة الشباب في [برامج] تكافؤ الأجيال في كل وكالات الإتحاد الإفريقي والتعليم التنموي وعملياته؛ الخضوع لمبدأ الندية فيما بين وكالات الإتحاد الإفريقي والتعليم التنموي لضمان توازن الجندر [النوع] في عمليات إتخاذ القرار في كل دولة؛ تطمين مشاركة المجتمع المدني في بعثات الإتحاد الإفريقي الفنية المتخصصة، إيقاف تيار خصخصة المياه وعكس مساره، وقرصنة الكشوف والإختراعات بواسطة القوانين الوطنية، ومواقع التجارة الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي واستراتيجياتها، وتطبيق التزاماتها نحو الإتفاقات متعددة الأطراف والإقليمية لتأكيد مسؤولية المؤسسات؛ دعم التسويق الزراعي، والخدمات الممتدة، والتمويل والبحث مع تبني منظور للجندر لتحسين الأمن الغذائي؛ إطلاق سراح كل السجناء الأفارقة الصحفيين؛ وإلغاء كل التشريعات المضادة لحرية التعبير في إفريقيا.
تعليق
8 يناير 2011، ُنشرت مقالة هامة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أصدر فيها سياساته نحو وطننا بشقيه. فهو إصدار يؤثر علي مسير السودان في الحاضر والقابل لما لبلاده من نفاذ عالمي. قال فيه: "يجب أن ُتطبّق إتفاقية السلام تطبيقا كاملا – وهو هدف يتطلب التسوية."
والسؤال: كيف ُتطبّق الإتفاقية "تطبيقا كاملا" وقد حَكم عليها بعلم الإدارة الأميريكية التام استئثار طرفيها الوحيدين، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، بصلاحياتها وسكك قراراتها، وقد حملها الطرفان بمفردهما إلي الساحة السودانية وليداً ناقص الوزن، هابط الدم، ضيق التنفس، ملأ العالم بالصراخ والتشكي، فأشبعه الشريكان لعنا وركلا, ثم تغافلا عنه وانكبا علي عد قروش النفط واستعراض جوخ المناصب؛ ثم تخليا خمس سنوات كاملة عن أهم بنود الإتفاقية وأعظم موجهاتها: السير بتطبيقها الكامل نحو الوحدة الطوعية بتشجيع المشاركة الإيجابية لكل القوي الوطنية؟!
فما الذي يتبقي علي حكومتي الخرطوم وجوبا إجراؤه مما حثت عليه منظمات المجتمع المدني الإفريقي وأصدر الرئيس أوباما من حث علي "التطبيق الكامل لإتفاقية السلام بالتسوية والسلام"؟ وأين أصحاب القضية الحقيقيين، أهل السودان المستبعدين من صنع القرار في إتفاقية السلام، وأين أين الشريكان المنقلبين في تطبيقهما الإتفاقية إلي تطبيق شبه كامل"للإنفصال"، أن لم يضحي كاملا؟! نعود إلي أماني منظمات قارتنا الفتية، التي ينتسب إليها الرئيس الأمريكي بأبيه الكيني، في ضوء مقاله في سودانياتنا القادمة.
وغداً يومٌ جديد...
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة