بسم الله الرحمن الرحيم
وزير المالية ...(ترليون) ماسوره كبيرة
اول امس والبرد القارس يضرب العاصمة الخرطوم من كل حدب وصوب ، ايغظتني امي الحبيبة والتي بلغت من العمر عتيا وطلبت مني ان احضر لها طلب (كوارع) او (ضلافين) كما يروق لها ..
انطلقت علي الفور وبجلباب النوم نحو مطعم في حارتنا وفي جيبي مبلغ 7 جنيهات وهي كافية جدا لشراء طلب الكوارع لأمي التي اعتبر اوامرها وطلباتها اوامر سامية ملكية تنفذ علي الفور ..
قبل ذيادات وزير المالية الاخيرة المجحفة الظالمة الخالية من القيم الانسانية النابعة من عاداتنا وتقاليدنا الرائعة المشهورة كان طلب الكوارع بمبلغ جنيهان ونصف مع رغيفتين وليمونه وبصل وشطة بالدكوه ، وهذا لعمري شئ عظيم ومشبع للغاية ..
استلمت طلب الكوارع واعطيته مبلغ 3 جنيهات ليردوا لي الباقي وهو نصف جنيه سوداني لاغير والذي اعتبره ثروة عظيمة وذلك لانه يوصلني بالحافلة لسوق الشهدا وسط امدرمان حيث انطلق منها للخرطوم وبالعكس ..
ضحك صاحب المطعم وقال لي : يا استاذ طلب الكوارع بعد زيادات وزير المالية اصبح بمبلغ 4 جنيهات ..
قلت له يا راجل كيف الكلام ده !!! دفعت له مبلغ 4 جنيهات وانا ادعوا لسعادة وزير المالية البطل الهمام بطول العمر و(العافية) بلغة اهل المغرب العربي ولما لا فهو الرجل الذي يأكل الكسرة ويتنقل بباصات ولاية الخرطوم الجديدة ويبلغ راتبه الشهري اكثر من 40 مليون بالقديم وهلم جرا ..
تبقي لي بعد طلب الكوارع مبلغ 3 جنيهات وهي كافية لشراء السكر والشاي واللبن وبضع لقيمات ، نمت بعدها قرير العين وذلك لاني حققت رغبة امي وهي (الكوارع)..
في الصباح الباكر طلبت من الطيب صاحب البقالة ان يعطيني نصف رطل سكر وحبة شاي ولقيمات ، لكني فوجئت بان السكر واللبن واللقيمات قد ذاد سعرهما فدعوت اكثر لوزير ماليتنا الهمام ان يرحمه ويدخله الجنة ..
اعددت الشاي لأمي الحبيبة واعطيتها لقيمتان واحتفظت بالثالثة لليوم الاسود ..
بقي لي من 7 جنيهات جنيه واحد فقط فصعدت للحافلة لكن فوجئت بصديقة امي في الحافلة وهي تنظر لي بترقب وتفحص عظيمين ..
ادرت وجهي للجهه الاخري وذلك خوفا من ان يطير الجنيه مني وهو الذي تبقي لي فاذا قطعت لها التذكرة والتي تبلغ نصف جنيه فسوف اصبح في خبر كان واتجمد في سوق الشهدا حتي اطلب حق اللجوء الاجتماعي فيها ..
فجاءة احسست بيد تهزني من كتفي وتقول : ود امنه ازيك .. ترددت وتلعثمت وانهمرت حبيبات العرق من جبيني برغم البرد القارس وقلت لها اهلا اهلا خالتي ثم اصبح الصمت سيد الموقف ونزلت في الشهدا وانا خاوي الجيوب الا اني دعوت اكثر واكثر لوزير المالية بان يطول لنا في عمره وكرسيه ..
احترت وفكرت كثيرا في حل هذه الكارثة واهتديت الى ان اتصل باحد اصدقائي عبر موبايلي ففعلت ذلك علي الفور فجاءني صوت رقيق انثوي يقول : لقد اوشك رصيدك علي النفاد يرجي تعبئته ..
دعوت مرة اخري لوزير المالية وقررت ان ارسل لصديقي رسالة (sms) فهي اقل تكلفة وعلي الفور ارسلت الرسالة وتم استلامها ..
هنا لم ادعوا لوزير المالية بشئ ، اتصل بي صديقي وضحك كثيرا علي حالي الذي لا يسر عدو ولا صديق فارسل لي رصيد بملغ خمسون جنيها والحمد لله ..
بعت الرصيد بمبلغ 45جنيه وحين سالت بائع الرصيد قال لي انها زيادات وزير المالية الناعمة ..قلت تستاهل وربنا يخلي لينا وزير المالية ..
ركبت الهايس المتجه للخرطوم وعند وصولنا للمورده حيث سوق السمك علي ضفاف النيل قررت ان اشتري سمك لامي الحبيبة فهي تعشقه كثيرا ، لكن فوجئت بارتفاع سعر كيلو السمك للضعف ..غضبت كثيرا وقلت له :(ليه السمك ده بيأكل سكر ولا قمح ولا المركب بتشتغل بالبنزين) ؟؟؟
قال صاحب السمك هذه الزيادات من وزير المالية هنا بركت علي شاطئ المورده ورفعت يدي للسماء وطلبت من الله سبحانه وتعالي ان يخلي لينا وزير المالية ..
عزيز القارئ سئلني اكرم ابن اخي الصغير والذي احبه كثيرا كذلك هو سالني اكرم : انت ياعموا وزير الماليه ده ما سوداني ..
قلت له سوداني
قال لي متزوج
قلت نعم
قال عندو اطفال
قلت نعم
قال هل يجيد السباحة
قلت اعتقد انه لايجيد السباحة وذلك لانه من منطقة لا يوجد فيها نهر
قال طيب ياعمي اذا كان لايجيد السباحة بيدلع كده ليه ؟؟؟
يحكي ان امراة سودانية كان لها ابن دائم (الريالة) والريالة هي انهمار سائل من الفم لا يتوقف ابدا ..
قررت المراة ان تذهب لفكي مشهور جدا لوقف ريالة ابنها التي اعيت الجميع ..
اعطاها الفكي حجاب والبسته لابنها وفي الحال توقفت الريالة فرحت المراة كثيرا وذهبت للفكي تشكره علي فعله العظيم وسالته كيف اوقفت ريالة ابني وماذا وضعت له في الحجاب .. قال لها افتحي الحجاب بنفسك وحين فتحته وجدت صورة وزير المالية ..احتارت كثيرا وقالت للفكي : سجمي وزير المالية الجابو هنا شنو ؟؟؟
قال لها الفكي وزير المالية ده نشف ريق 40 مليون سوداني ما ينشف ريالة ولدك ده ..
سيدي الوزير اما زلت متشبثا بكرسيك وبا امتيازاتك الكثيفة والتي يمكن ان تسعد حاره باكملها ؟؟؟ ..
سيدي الوزير لقد اختارك الرئيس في هذا المنصب ظانا انك ساحر كوزير المالية الاسبق (ابو الجاز ) ووفر لك كل شئ لكنك خزلته وخزلت الشعب السوداني البطل ، فاستقيل واحفظ ماء وجهك : سيدي الوزير انت تريلون ماسورة كبيرة
هذا كله
جمال السراج اعلامي وكاتب صحفي
Email : [email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة