هل نحن أمة تكظم غيظها ؟
لا تخلو الدنيا أبدا من نكبات وعقبات ومشاحنات لا بد من أن تلقي بآثارها على النفس فتملؤها غيظا وهما وغما .وليس من المنطق أوالمعقول أن نوصي بتجنب الغيظ أو مدح من لا يغتاظ أبدا لآن ذلك قد لا يتأتى على الدوام . وقد سئل الشيح فرح ود دكتوك من قبل عن رجل " شتموه فما غضب وشكروه فما هاش " فقال اني برئ منه .
أما كظم الغيظ فهو امساك ما في النفس من الغيظ بفضيلة الصبر فلا يظهر له أثرا وهي العيادة حقا فما من جرعة يتجرعها العبد خير له وأعظم أجراً من جرعة غيظ في الله .
ولا يعني كظم الغيظ مجرد الصبر ومحاولة السلوان بل المضي أبعد من ذلك للبحث عن أسباب هذا الغيظ ودواعيه ومسبباته بروية وطول بال والتفكير العملي في كيفية تفادي عدم تكراره والحد من آثاره .
ونحن أحوج ما نكون في هذا الوقت بالذات وفي هذه الظروف البالغة الحساسية الى كظم الغيظ حتى يخبو واعمال الفكر حتى تتضح الرؤيا ويبين الطريق .
وليس من باب كظم الغيظ أن يبدأ بعضنا في القاء مسئولية ما حدث على الآخرين فكلنا مسئولون وكلنا لم يبذل قصارى ما في وسعه لتفادي ما قد الم بنا في واقعنا السياسي فنحن المدنيون البسطاء مثلا كان بوسعنا أن ننظم اجازاتنا وامكانيات مغتربينا لتسيير القوافل والطواف في أصقاع الجنوب قرية قرية والدعوة لصالح الوطن العريض دونما اعتماد على أي موارد خارجية . أما اذا خفنا من الملاريا والدوسنتاريا أو اختراق حربة طائشة من هنا أو هناك ، فلا يشفع لنا ذلك أن نلقي باللائمة على أي شخص آخر .
من هنا يكون كظم الغيظ هو الجام الغضب بالتؤدة والاناة وعدم التنصل من المسئولية كل في موقعه وثغره الذي يرابط عنده صغر أو كبر وتشابك الأيدي للتعاون معا للخروج من هذا المحنة وليس المزيد من السقوط في الهاوية .
اذا نظرنا الى صحافتنا واعلامنا المسموع والمرئي والى رأينا العام في السودانوالى احزابنا السياسية بمختلف أطيافها، فهل يا ترى نحن على الأغلب ممن لا يهوش ولا يغضب مثل الرجل الذي تبرأ منه ود تكتوك أم ممن يهيج وبصيح و يلعن بعضنا بعضا ويتنصل كل منا من مسئوليته وممامه أم نحن أمة تكظم غبظها لتنهض من كبوتها وتتعاون فيما بينها لتصحو من غفوتها ؟
أزهري عيسى مختار
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة