كلام الناس
نور الدين مدني
التسامح المتبادل لإستدامة السلام
*أبدأ أولاً بتهنئة فريق "السوداني" الذي تابع بمهنية وموضوعية عالية تغطية عملية الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، وأكرر التهنئة لاخوتنا من أهل الجنوب بممارسة حقهم في تقرير مصيرهم رغم أننا كنا أحرص على وجودهم في وطنهم الكبير، ولكننا نبارك لهم خيارهم ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم في بناء دولتهم بسلام، وأن يستفيدوا من التجارب المحلية والإقليمية والعالمية لترسيخ دعائم الاستقرار والتعايش الاجتماعي واستدامة السلام في بلادهم ومع جيرانهم خاصةً الدولة الأم.
*إننا جميعاً في حاجة إلى تعزيز قيم التسامح والعفو بيننا حتى للذين ظلمونا؛ لأن الأديان السماوية كلها وديننا الإسلامي خاصةً علمنا أن نتعايش مع الآخر الملي وغير الملي ما دام مسالماً لنا، وأن نجادل الآخرين بالتي هي أحسن من أجل تعزيز السلام بين الناس كافةً.
*لذلك فإننا نبارك دعوة الفريق سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب مواطنيه إلى مسامحة اخوانهم الشماليين، رغم أن الحرب الأهلية التي كانت بين أبناء السودان في الشمال والجنوب لم تكن من جانب واحد، وأنها كانت مفروضة فوق رؤوس المواطنين في الشمال والجنوب الذين ليس لهم ناقة ولا جمل في هذه الحرب.
*ما يهمنا الآن هو طي صفحة الماضي في الشمال والجنوب وبدء صفحة جديدة أولاً مع المواطنين هنا وهناك وبينهم جميعاً بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، وعدم الدخول في جدل بيظنتي عن الذين صوتوا للوحدة أم للانفصال سواءً في الشمال أو في الجنوب أم في دول المهجر.
*قلنا ومازلنا نقول إن من يريد الرحيل إلى الوطن الجديد نقدر خياره ونسعى سوياً من أجل تحقيق رغبته بطريقة أخوية كريمة، ومن يريد أن يبقى في وطنه الأول نحترم خياره في أن يعيش مع اخوته في الشمال إلى أن يقرر بكامل حريته إما الذهاب للوطن الجديد أو الهجرة إلى الخارج مثله مثل غيره ممن يختارون الهجرة.
*لا مجال للتلاوم الآن، ولا وقت لإثارة فتن تكلفنا جميعاً في ظرف لا يحتمل أية إهدار للمال والجهد في معارك انصرافية.
/////
محمد
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة