ليس تطاولاً... و لا سطحية
كوري كوسا / السودان
في مقال سابق حمل عنوان (أبيي الحزام الناسف في خاصرة السودان) و نشرته مشكورة صفحة المقالات و التحليلات بSudanese on line ، و كان الحديث فيه قد تناول موضوع الصراع العنيف الدائر بين المسيرية و دينكا نقوك بشأن ملكية منطقة أبيي. و يبدو أن كلمات المقال قد اثارت حفيظة البعض من قراء الصفحة، فعقب الكاتب جبريل حسن أحمد بمقال رداً على ما كتبت و كان فيها ما فيها من نعوت و توصيفات لا شك قرأها كل من إطلع على مقاله. لكني هنا لستُ بصدد الرد عليه من باب تحويل الأمر إلى سجال (هذا يصد و ذاك يرد)، لكن للدفاع عن رأي و توضيح موقف. إن الرأي الذي سقته في ذلك المقال لم يكن محض تطاول او سطحية كما زعم الكاتب، و إنما حقيقة و أمر واقع و إن المسيرية شعب متنقل يصبحون في أرض و يمسون في أُخرى بحثاً عن العشب لماشيتهم أينما كان. و أن السلطان كوال أروب و هو أحد سلاطين نقوك في ثلاثينيات القرن المنصرم عندما إستفتته الإدارة البريطانية بين الإنضمام بمنطقة أبيي إلي منطقة بحر الغزال التي كانت تتبع لها أصلاً في السابق او البقاء ضمن إدارية جنوب كردفان، فإختار كوال أروب و وفقاً لأسباب كان يراها في ذلك الوقت البقاء ضمن كردفان. و هو نفس الخيار الذي إختاره إبنه السلطان دينق مجوك الذي خلفه بعد وفاته. و هو أمر يكشف عن سعي الإدارة البريطانية في وقتها لمعالجة الخطاء الذي إرتكبته بضمها( المنطقة لأسباب إدارية ) إلى الشمال و ذلك في زمن لم تكن فيه إتفاقية نيفاشا و لا خُبراء لجنة لاهاي موجودين. ثم أخيراً الوثائق التأريخية القديمة التي إستند عليها قرار الخُبراء في الفصل بشأن قضية أبيي. و ختاما لا يجوز أبداً أن تتهم أحد ما بالسطحية و التجديف في زمن الشبكة العنكبوتية و الكم الهائل من المعرفة و المعلومات حيث يستطيع أي كان أن يحصل على المعلومة اللازمة بكبسة زر فحسب.
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة