رسالة إلى مصطفى سيد أحمد في ذكرى رحيله
لا غيبتك كانت مرضية ولا فوتك كانت مبلوعة
كمال طيب الأسماء
نشتهيك ... ويا ما نحلم نحكي ليك عن حالنا بعد رحيلك ونحن ما زلنا نصارع زمن الأسى المشدود على أوتار الكآبة. وقد أصبحت كل أحلامنا وحقائقنا التي نتوه في البحث عنها في عداد أساطير الخرافة. ترنح دربنا في كل المشاوير. أما مشاوير الأغاني فنحن فيها نلقاك دوما. نراك ونحسك ونثور ونهتف معك. ولكننا لا نعانقك ولا حتى نصافحك. الجرح يرتد بينا ومع ذلك "ما بتموت فينا الأغاني. فأغنياتك علمتنا الكثير وفتحت في دنيانا مسارح للمرح وشيدت في أعماق روحنا صوامع للفرح. فأنت الذي "شلت معنا كتف الغنا الميَّـل. نراك معنا وكأنك على صفحة زجاج. نناديك ونناديك وأنت لا لوحت بي إيديك لا اتلفت
ظللنا نعاين في الوجوه ونسأل عليك وسط الزحام يمكن نلاقي البشبهك!! سألنا عليك مدن مدن.. في المنفى في مرفا السفن. ولم نيأس، قلنا يمكن طيوفك في أواخر الليل تمر. انتظرناك ولم تأت "فعصرنا سلافة الليل حزنا
ظننتك، وأنت تغني، كنت تغني لنا فقط من أجل الفرح والمرح ولم أدر أنك كنت تستقرئ حاضرنا ومستقبلنا مفردة مفردة. فها نحن بعدك ما زلنا نضحك للزمن العريض برغم قساوته وعنفوانه، نحاول نسف متاريس الطريق في زمن زادت فيه خوازيق البلد وكادت تقع محنة . لا البلد الزمان ياهـو. ولا الجرف الزمان ياهـو. ولا الناس الزمان ياهـن
تغطت الأرض بالتعب. قاتلنا سنينا واقتتلنا وما زالت تلك اللعنة .. لعنة الخوازيق ملتصقة بجسد الواسوق والأبرول بل أنجبت مدافعنا خوازيقَ أخرى. وما زلنا بعد كل ذلك نداري الحزن الأكبر
أتذكر تحديك في ولوج نص الحداثة وإيقاعاته الداخلية وأنت تتغلغل بأناملك وأوتارك في نسيج الكلام وتلغي بذلك عدم استحالة تلحين النص الحديث فنسجت من
حاجة فيك تقطع نفس خيل القصائد
ومن
خبريني والمساء الشاحب الخطوات يحترف التعب
ومن
وافترضتك لون أساسي يمنح اللوحة ازدواجية القراية
ويفتح الضو بين خطوط الريشة
والخط الإضافي الجاي من شبكية الزول البشاهد "1"1
***
نسجت منها لوحة الإبداع الخالد، وجعلت منها عبرا ناسفة لأزمان السبات، ومنارات واصفة للناس الطريقة وللعصافير الجهات
وتأكد .. لا الزمن يقدر يحول قلوبنا عنك، ولا كل المسافات وإن استحالت بإمكانها أن تشغلنا عنك، ولا الليالي بمخمليتها وروعتها بإمكانها أن تمحو من عيوننا ملامحك
وما زلنا نرفع أكف الضراعة كي نلقاك بعد الزوال في مرافئ ربانية جميلة وأنت تنعم
برضا الرب طالما كنت معنا في الملمات الخطيرة أخا في الإنسانية
_______________________________
(1)كان الراحل مصطفى سيد أحمد ينطلق في تلحينه لنصوص الشعر الحديث من أن عدم وجود موسيقى خارجية للنص لا يمنع تلحينه وأن الموسيقى الداخلية كافية وذلك لأن المفردة الواحدة تمثل وحدة وزنية إيقاعية قائمة بذاتها
***
كمال طيب الأسماء
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة