خالف تذكر
تستوقفني هذه الايام اقلام مريضة تكتب في الشان السوداني وتنفس زفرات كراهية مريضة لاشخاص لاينتمون للسودان القديم انما اتو وافدين عليه لايدرون شيئا عن كوش وممالك البجة وممالك الدينكا الذين امتدت دولتهم حتي شرق السودان وممالك الفور والسلطنة الزرقاء والفونج والعنج لايعرفون ان لغة السودان القديم كانت خليط من هؤلاء اذ ثبت ان مفردات اللغة عند النوبة في الشمال ونوبة الجبال والباريا في جنوب السودان الي حد ما متشابهة في جذورها وكذلك يتم اخذ عينات وراثية لاثبات الصلة التي اشار اليها علم اللسانيات في هذا الخصوص ومن بعد ذلك امتزجت بعض الدماء العربية الفارة بجلدها الي افريقيا لتضيف الي اللون الابنوسي اخرا كاوكاويا والان ذهب الابنوس وترك الكاكاو وحيدا حائرا فليتوقف هؤلاء عن عنجهيتهم في ادعاء انتسابهم للعروبة يكفيهم ان يدعوا انهم اشباه مسلمين لان المسلم الحقيقي من سلم المسلمون من لسانه ويده ومن بين هذه القبائل النيلية السودانية جنوبية وشمالية كثير من المسلمين وحتي اسلامنا لم يدعي ان العروبة فخرا فليكن لكم اسوة بقول المصطفي صلي الله عليه وسلم لافرق بين عربي وعجمي الا بالتقوي .
اذا جاز لنا ان نقول ان الغالبية في السودان الشمالي ونفصد به الشمال والشرق وجزء من الغرب والوسط تدين بالاسلام فلا يجوز لنا ادعاء العروبة لهذا الجزء من الوطن الغالي اللهم الا اذا كان المقصود عروبة اللسان وفي هذه الحالة علينا ان نعترف بعروبة السودان الجنوبي حيث ان لسانهم عربي جوبا والشمال ا لدارجة العامية السودانية .
ان مشكلة السودان الحقيقية ليست في الهوية وان كانت تمثل جانبا منها وانما تتمحور في توفير الامن الاقتصادي( فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف ) صدق الله العظيم ونحن قد ابتعدنا عن تنفيذ الخطط االاقتصادية المرسومة قبل وبعد الاستقلال متمثلة في توطين الثقل الصناعي والزراعي والتجاري في اقاليم السودان المختلفة ابتداء من مصنع نسيج انزارا والتعليب بكريمة والبصل بكسلا وارومة ومصنع البان بابنوسة ومصنع سكر الجنيد وحلفا وعسلاية وكنانة ومشاريع الجزيرة و وحلفا والرهد والدمازين وحتي السدود كسنار والرصيرص انتهاء بمروي والطرق البرية بورتسودان(الشرقي) والشمال والغربي وتبقي الجنوب ولا ادري لماذا لم ينفذ طريق نمولي علي الاقل في خلال الستة سنين المنصرمة اهي غاية في نفس يعقوب للتمكين من فصل الجنوب وتمزيق الوطن وكذلك الخطط الاقتصادية الخمسية والعشرية وطويلة الامد التي كانت تشمل شبكات الطرق القطري والقاري والجسور لنقل خيرات السودان وتصديرها باقل التكاليف لشمال وجنوب وغرب وشرق القارة الام افريقيا ومن ثم الانفتاح علي الدول العربية و الخليجية اقتصاديا وكافة دول العالم كما يجب متابعة الخطط السابقة في مجانية التعليم والصحة وكافة الخدمات الضرورية للمواطن مع توفيرها له كدافع للضرائب وليس بتحويلها لبند الاجور في الميزانية كل ذلك كان سيمنع تكدس المواطنين في قلب البلاد ولم تكن لتتفاقم قضية التهميش هذه التي ادت لفصل هذا الجزء العزيز الجنوب بجانب اسباب اخري وهنالك ايضا مسالة توزيع الدخل القومي بمعيار الانتاج لكل اقليم و لاباس من اقتطاع جزء يسيرمن دخل كل اقليم للمركز لتامين المنظومة الاتحادية كما هو معمول به في الدول الكبري اضافة الي الاتفاق علي دستور دائم تنتظم فيه الاهداف القومية تتعاهد علي تنفيذه منظومة ثنائية او ثلاثية لاحزاب كبري تضم في احشائها وبين جنبيها كافة قطاعات الشعب التي ترتضي هذا الحزب معبرا عن رغباتها علي ان يضمن كل ذلك في اطروحات الحزب المعنيوعلي ان تتواجد هذه الاحزاب بنفس المسمي والاهداف في كل اقاليم السودان وبذا يحكم المنتخب منها الشعب وتقف الجهة الاخري مراقبة لتنفيذ الدستور ومعارضة للاخطاء ومحاسبة في ظل سلطة قضائية واعلام مستقل حسب الدستور
وفي هذا السياق يتم تكريس السلطات الاربعة لخدمة الوطن والمواطن بشفافية و يتم تامين الحريات ليتمكن كل من الصوت العالي(الاعلام الحر الوطني ) والعدالة من فضح الممارسات غير المسئولة ومحاسبة اي مسئول ارتضي ان يحمل الامانة ليؤديها لاصحابها اذا دعته نفسه المريضة الي الخيانة والعياذ بالله .
وعليه فان اهل كل اقليم اذا تحرروا من المركز بامكانهم تامين متطلباتهم الامنية والاجتماعية والثقافية والخدمية وقس علي ذلك
من هنا شان كل مواطن يهتم بشؤون وطنه انادي بان لامناص من العمل علي توحيد البلاد كافة بالرجوع الي تحكيم الضمير عند النخب حاكمة او معارضة و التي ان كانت تمتلك نفسا امارة بالسؤ فلا اشك ان بين جنبيها نفسا لوامة ارجو الا تكون قد ماتت حتي تتمكن البلاد من العيش في سلام واطمئنان فالبلاد ليست لكم وحدكم وتذكروا ان هنالك شعبا فقيرا قام بتعليمكم واطعامكم وعلاجكم مجانا عندما كنتم واهليكم تعانون الفقر المدقع فليس هذا جزاؤه ايها العاقون وان الذي يخون وطنه لابد من ا ن يناله القصاص وفي التاريخ عبر فلتعتبروا.
اما الجنوب اذا انتظمت العدالة البلاد فلابد من عودته لحظيرة الوطن الام فلا اشك في وطنيتهم ولسان حالهم يقول ما الذي جبرك علي المر قالوا الامر منه .
ومما تقدم نرجو ان نحكم صوت العقل في التعامل مع تراب الجدود وانادي الزمرة الحاكمة عن التوقف في حال انفصال الجنوب عن مصادرة صوت الشعب المتبقي من دولة السودان وارغامه علي تبني رغبة السلطة في فرض اسلام سياسي مرفوض من الاغلبية فنحن كافة قطاعات الشعب رغم اختلاف دياناتنا واعراقنا ننادي باسلام حقيقي اسلام عمر الفاروق وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما ونريد ذلك من خلال انتطام دعوة حقيقية لتجديد انخراطنا في الاسلام الحقيقي وليس القشرة كما هو حادث الان وذلك من خلال دعاة المجتمع المدني الذين ظلوا بدعون للاسلام باخلاص ومثابرة من جميع الطوائف الاسلامية في السودان وبينما نترك هذا المد ينساب بهدوء نلتفت نحن الشعب السوداني المتبقي الي نشر قيم العدالة والمساواة ونبذ الجهوية والتشرذمات وتصفية الاذناب والرؤوس الملوثة والمكتسبة لثرواتها عن طريق الثراء الحرام بجميع اصنافه ووسائله من استغلال للنفوذ والمناصب في سرقة ثروات هذا الشعب المغلوب علي امره يجب ان يزاح هؤلاء واذا دافع عنهم النظام فليذهب النظام غير ماسوف عليه
انها لحظة الحقيقة ومواجهة النفس ومحاسبتها انه مفترق الطرق للملمة اطراف ماتبقي من الوطن او عودة لسودان الممالك الممزق( استرتيجية القوي المعادية المتربصة باذنابها من بعض ابناء الوطن المحسوبين عليه)
وان كانت هنالك مشورة شعبية لاعطاء حكم ذاتي لمناطق الانقسنا وجنوب كردفان فما المانع ان ينداح ذلك علي كل المناطق المنسية في بقاع الوطن في شرقه وغربه وشماله في منظومة وحدوية بشكل فدرالي او كونفدرالي او اية مسميات اخري تضمن وحدة السودان ام يجب ان ننتظر ان يحمل الاخرون السلاح ثم نكيل لهم التهم بالتبعية للامبريالية واللاوطنية ان الاوان لحكم المركز ان ينتهي فلا مجال له في هذا البلد القارة هل تصغي لنا كافة منظومات المجتمع المدني والعسكري وكذلك كافة الفعاليات والوان الطيف السياسي والتكنوقراط النقابيين هيا لصياغة دستور يرتضي به ويتفق عليه الجميع بان تتم الدعوة لمؤتمر دستوري لاقامة سودان موحد مترابط يعمل علي استعادة الابن المفقود الي حظيرة الوطن الام ( السودان بثوب جديد) هيا لتكوين حكومة وحدة وطنية ممثلة لكافة قطاعات الشعب السوداني هيا لفصل السلطة التنفيذية السياسيةعن القضائية حيث يحكم ميزان العدل الذي يعمل علي توفير الحريات التي كانت تتمتع بها البشرية منذ ميلاد الانسان الاول هيا نستثمر مدخراتنا وعوائدنا والمتبقي من الذي فرطنا فيه لاعمار المشاريع الزراعية في كافة ارجاء الوطن الحبيب لنكون سلة غذاء لافريقيا الفقيرة الجائعة ومن بعد ذلك العالم اجمع ولتعش وطني الغالي متعافيا قويا متماسكا موحدا رغم انف العملاء والطغاة والذين في قلوبهم مرض
.محمد جمال
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة