من الآخِر
الاختلاف حول وضع دارفور الادارى انصراف عن اصل القضية
اسماء محمد جمعة
ظل السودان يحكم اداريا بنظام الاقاليم فترة طويلة الا ان جاءت ثورة الانقاذ التى قامت بتغيير كل شى وبعد ان كان عدد الاقاليم لا يتجاوز العشرة ضاعفته فى الولايات، ولكن الامر المهم ليس فى عدد الاقاليم او الولايات وانما فشل الحكومات فى اثبات نجاح التجربتين وما زال سودان الولايات حتى الان هو سودان الاقاليم كل ما نجحت فيه الحكومة هو رفع عدد الولاء ليشارك فيه اكبر عدد ممكن من الولاء برتبة حكام اقاليم كلهم لم يضيفوا شيئا الى التجربة السياسية ولا لولاياتهم و الذين استطاعوا ان يحققوا شيئا هم من الفئة الحاكمة حقيقية وليس من اولئك الذين يعملون فى بلاطهم امثال ولاة دارفور اساتذة المدارس ، وكنت يوما ارى فى الولايات انها يمكن ان تتطور المناطق اسرع من الاقليم ولكن بعد ان رأيت كيف استبيحت الولايات من قبل حكامها وخاصة فى دارفور كفرت بالفكرة فهى وان كانت مفيدة تبدو فى هذا الزمن غير ذلك ، بل وسيئة للقاية فقد قسمت الاقاليم الى ولايات ولاتها يفعلون مايريدون و يستنزفون الناس و عاشوا حياة ترف منقطع النظير ثم قسمت الولايات الى محليات و بالقبائل لدرجة ان شمال دارفور وحدها مثلا بها ما يقارب العشرين محلية بعض معتمديها قبل سنوات قليلة كانو طلابا لا ادرى هل هىى محليات ام محلات وفى الحقيقة الامر سيان لان المحليات فى دارفور هى فعلا محلات لانه لايمكن لوالى يخاف الله ان يجعل منها محليات وهى لا تملك مصدر للدخل احيانا سوى من الفحم والحطب ورغم ذلك المعتمدين يعيشون فى ترف ونعيم ظهر واضحا على وجوههم النحيلة حين جاءوا اليها ، فى حين ان الشقاء يبدو واضحا فى المواطنين ، انها فعلا محلات يسترزق منها البعض وفى العادة تقسم حسب الولاء للوالى ، هل هذه هى نعمة الولايات، لا اريد الخوض فى مرارة تجربة الولايات والاقاليم او المقارنة بينهما لان ذلك يحتاج لان تخصص الجريده كل صفحاتها لمدة شهر، ولكن لان الامر يبدو لى اكبر بكثير وخاصة اذا نظرنا الى تجربة دارفورالمنكوبة ورأينا الجدل الدائر بين ابناء دارفور فى بعضهم فيما يتعلق بموضوع وضع دارفور الادارى دون غيرهم فى السودان وكأن الامر مصدر حياة او موت فى ارض ورثوها من ابائهم ناسين تماما انهم افراد لا يمثلون الا انفسهم كان لابد لنا ان نخوض فى هذا الامر من اجل الحق . ان تعاد دارفور اقليما واحدا او تظل ولايات حسب نظام الانقاذ الامر لا يبدو لى ذو قيمة عظيمة ان كان هناك ساسة مفكرون عاقلون يهتمون بامر الناس قبل مصالحهم لان المهم هو الاستقرار والتنمية وليس الوضع الادارى فى حد ذاته ، ومن العار ان يتجادل الساسة فى تجارب لم تثبت نجاحها فى بلد لم تثبت فيه اى حكومة نجاح يذكر ، وهى تجارب تتعلق بحياة الناس وليس شى اخر. لكن الامر المؤلم حقا الان مسألة الجدل بين ابناء دارفور فى موضوع الاقليم والولايات هذا اصبح مساومة ومكايده بين ابناء دارفور والحكومة من ناحية وبين ابناء دارفور فى بعضهم من ناحية اخرى ، ان يكون الجدل بين الحكومة وابناء دارفور منطق ولكن ان يكون بين ابناؤها فى بعضهم لا استطيع تفسير هذا الامر الا بانه سمسرة سياسية ولا ادرى ما المتعة التى تجدها الحكومة فى الابقاء على هذا الجدل دائرا وان تصر على حسمه بالاستفتاء ليحاول كل منهم حشد الاراء وتصل الى نفس الطريق المسدود وتحصد دارفور مرة اخرى نفس الالام ، هل لانها تستمتع بان ترى ابناء دارفور يتشاجرون ام انها تقصد الامر فى حد ذاته وتريد لابناء دارفور ذلك عمدا ،ام ان فى الامر مآرب اخرى اذ ان سخرية اهل الحكومة من خلاف ابناء دارفور فى هذا الامر بالذات يثير القلق ، ام ان ابناء دارفور مغفلون فعلا ويستحقون ما يفعل بهم ، ان مسألة الوضع الادارى لدارفور هذا دخل فيها نوع من التحدى بين مايسموا رموز دارفور السياسين فى الحكومة و هم الان يعيشون فى الخرطوم فى قصور فارهة وكسبوا من مشكلة دارفور ما لم يحلموا به واسسو اعمالهم فى الخرطوم وناسبوا ناس الخرطوم واصبحوا جزء من مجتمع الخرطوم و هناك فى دارفور لا يملكون سوى انهم ابناء هذى او تلك القبيلة وهذ يؤكد انهم اصبحوا اصحاب مصالح شخصية فى دارفور ، لان ما نراه الان فى نظام الولايات لا احد يستطيع الدفاع عنه وبالذات فى دارفور ومن يفعل فهو حقا يحتاج ان يراجع نفسه . ان نظام الاقليم بعض المطالبون به معارضون من النوع السافر يكايد الحكومة بعد ان انسد باب الريد بينهم مثل ابنها البار خليل ، وبعض يريد ان يدعم قبيلته ويعزز من مكانتها وهو امر واقع فى دارفور طبعا لا يمكن نكرانه وما نعرفه جيدا ان هناك بعض من ابناء دارفور فى المعارضة والحكومة لا يهمهم كثيرا ان تظل دارفور ولايات او تعود اقليم المهم عندهم وجودهم القبلي وهو امر فى غاية السوء طبعا ويدعم نجاح الفشل فى دارفور ولا احد منهم سيكسب يوما، وبعض يطالب بسلطة اقليمية مع الابقاء على الولايات كما هو حال حركة التحرير والعدالة فى منبر الدوحة ويبررون ان ذلك به مميزات جيدة خاصة فى مسألة فساد الولاة وضمان حق الولايات وتنفيذ المطالب والتنمية والتعامل مع المركز ، كل له منطقه ولكن تبقى العبرة لمن يعتبر ، ماذا يضير ابناء دارفور ان احقوا الحق واتفقوا على نظام ادارى يحقق مصلحة دارفور اقليم او ولايات او سلطة اقليمية مثلما يفعل الناس فى كل اجزاء السودان الذين لم يتسبب وضع مناطقهم الاداري فى اى مشكلة لماذا نحن فى دارفور فقط نترك مشاكلنا الاصلية ونمسك فى ما هو ليس مشكلة بل هو انصراف عن جوهر القضية والارجح انه (تصريف ) مع سبق الاصرار ولكن هل من لبيب ؟ ، صحيح ان الامر يبقى مرهون بقائد نظيف يولد من اهل دارفور يجمع الناس على فكرة واحدة ولكن علي ابناء دارفور ايضا ان يتركوا الامور تسير بصورة طبيعية ،وقبل ان يحدث ذلك فلنطبق مالم يطبق من قبل وليدعم الناس النظامين معا لارضاء للجميع ولو ان السياسة عندما تدخل فيها الترضيات تصبح فوضى. السلطة الاقليمة اعتقد انها افضل لدارفور الان وهى تجمع الولايات فى اقليم علها تخرج دارفور من النفق المظلم الذى ادخلت فيه وعلى اهل دارفور ان يبصموا للفكرة بالعشره لانه بالفعل وجود سلطة اقليمية امر مهم لحسم اللعب السياسي هناك وهؤلاء الولاء لابد من وال عليهم ، ولكن ان تظل المسألة مجرد تحدى بين الساسة من ابناء دارفور فهو امر غير مقبول اطلاقا. اما السؤال المهم لماذا ترفض الحكومة الاقليم ؟ هل لانها تخاف الانفصال كما فعل الجنوب ام انها تجامل اتباعها الذين يقفون الى جانبها، ان كانت تريد ارضاء اتباعها نقول لها دعيهم فليذهبوا الى الجحيم وان كانت تخاف الانفصال فهى كاذبة ورغم ذلك نقول لها لا تخافى دارفور لن تطلب الانفصال ابدا ، وكيف لها ان تفعل وتطلب الانفصال من من لا يحق له ان يتصرف فى السودان اصلا ؟ ثم ان دارفور ليست كالجنوب ، هى احق بالسودان لانها المساهم الاكبر فى صناعتة وهى التى ناضلت وحفظت لسودان كرامته فى زمن دعم فيه البعض الاستعمار ووقفوا الى جانبه انجليزيا كان ام تركيا ودارفور بريئة من كل عار لحق بالسودان الا عار خليل وزمرته الذين خرجوا من صلب الانقاذ ومدرستها المشؤمة ، وهى جزء من كل الاقاليم الاخرى وهى اصل السودان عروبة وافرقية واسلام وما قدمته للسودان اكثر من اى اقليم اخر وهذا يفرض على اى حكومة ان تكافؤها ان كانت عادلة وشجاعة وخاصة الانقاذ لانها من فرض عليها التمرد بتبنيها وتربية امثال خليل ولان سياسات الحكومات المتعاقبة الخاطئة بما فيها الانقاذ اثرت عليها كثيرا ولا احد يستطيع ان ينكر ذلك والانقاذ هى التى اتت بخليل وشيخه الذين اشعلا نار الحرب فى دارفور بعد الانشاق المعروف وعليها ان تتصرف مع كل شياطينها . ان المطب الذى وضع فيه ابناء دارفور انفسهم بشأن الوضع الادارى لا يرقى ابدا الى مستوى المسؤلية السياسية او الاجتماعية او حتى الرجالة ان كان هناك من يعتقد ذلك ، اقول كلامى هذا وانا اعرف تماما ما خفى وما ظهر عن هذا الموضوع لان بعض منهم بلغت به الجرأة ان يقسم ملء ايمانه ان مسألة الاقليم او الويات لن تتحق حتى وان دارفور (نعق فيها البوم) هل هذا مستوى لسياسي فاهم اليس هذا نجاح منقطع النظير للفشل فى دارفور ، ولا ادرى اى قوة عين هذى التى يتمتع بها ابناء دارفور الذين يقال عليهم ساسة . دارفور الان وصلت الى وضع صعب وكل من يساوم بها فى هذا الوقت فهو انسان غير كريم ان كان من المعارضة او الحكومة او الحركات المسلحة وان عدم الاتفاق يثبت فعلا ان ابناء دارفور يساومون بها ويتكايدون ليس الا وسيثبتون غبائهم ايضا ان ظل هذا الاختلاف قائما، فقد كشفت لنا الايام ان قادة الحكومات السودانية لا يناصرون الشعب حتى وان انفصل كل السودان ولم يبقى منه الا الخرطوم فالافضل ان لا يمضى الناس فى طريق يبدو واضحا الى اين سينتهي فالامر لا يحتاج الى ذكاء خارق . ان مسألة الابقاء على الولايات لا اعتقد انه امر له من الاهمية ما يجعل ابناء دارفور فى الحكومة يتمسكون وينشغلون به ولا حتى الاقليم هو كذلك لمن هم خارج الحكومة فالمهم هو ان تستقر دارفور وان يكون لها وضع ادارى مستقر وان تمضى عملية السلام وان يقف عليها رجل نزيه نظيف رفيع المستوى ، وكفاكم فشل سياسي يا ابناء دارفورفى الحكومة عشرين سنة لم تذق دارفور طعم الاستقرار وانتم تجمعون المال من مناصب الشيطان عشرين سنة ضيعتم فيها خيرة الشباب من اجل ان تظلوا قادة وسادة وقد ورثتم الفقر جدا عن اب كفاكم انتماء لمدرسة الشيطان ، كفاكم شعور بالنقص دارفور بها قادة يستحقون فعلا ان تولوهم قيادتكم وتمضوا خلفهم وسيقودونكم الى بر الامان افهموا فقط ان الحرب والخلافات التى تمضون خلفها تجركم الى ان تكونوا جنوبا اخر وانتم احق بالسودان فلا تسمحوا بذلك .
.
من الآخِر
الاحتفالات بعيد الاستقلال و الغربة فى عز الوطن
أسماء محمد جمعة
لقد مر السودان خلال تاريخه الحديث بالعديد من التحولات السياسية كل مرحلة تركت أثارها على خارطة شعبه . خاصة اخر احتلال وهو الحكم الانجليزي المصرى الذي نال منه السودان استقلاله عام 1956و يحتفل السودان اليوم بمرور 55 سنة على خروج الانجليز ، كان من المنطق ان يكون قد استقر وتقدم بحيث يتحدث هو عن نفسه من واقع الحياة والظروف المحيطه بالشعب و55 سنة جديرة بان تضعه فى مصاف الدول المتقدمة مع العلم انه بلد زاخر بالموارد ، الا ان الحقيقة مختلفة تماما وبدلا عن ذلك واصل السودان فى مشوار التخلف وعدم الاستقرار نتيجة للفشل فى ادارة شئونه الاقتصادية والسياسية من قبل الحكومات التى تعاقبت عليه دون فرز ،اكثر من اربعين عاما تولت ادارته حكومات عسكرية دكتاتورية وباقى السنوات حكومات ديمقراطية فاشلة . والقارئ لتاريخ السودان المديد بعد خروج الانجليز يلحظ انه لم يعرف الاستقرار قط منذ ان تشكلت أول حكومة قومية وحتى حكومة الانقاذ النسخة الثانية ، لم تحظى اى من هذه الحكومات باستقرار يسهم فى تحقيق رفاهية الشعب ، بسبب السياسات والحسابات وأصبحت الساحة السياسية حلبة صراع سياسي دائم بين من يريدون تخليد انفسهم ومن يرغبون فى تذوق طعم المناصب ولم يؤسس ما اطلق عليهم بالزعماء والصفوة الوطنين فى اول عهد الاستقلال لسياسة نزيهة وظلو فى حالة (ضرار) لاتنتهي الا ان ظهرت مدرسة الشيطان وقلبت الموازين راسا على عقب وظهر جليا ان الكثير منهم يستغلون ظروف السودان للوصول الى السلطة للابقاء على وضعهم اكبر فترة ممكنة و أصبحت السلطة هى الازمة الحقيقية التى حالت دون استقرار السودان وتحقيق استقلاله الحقيقى ، والساحة السياسية الان تعكس لنا عمق هذه الازمة بوضوح ، ولان الوضع الاجتماعي مرهون اساسا باستقرار النظام السياسي ونزاهته ها هو السودان يصل الى ما لا يتناسب مع اعوامه الخمسة والخمسين ، فرحلة الغلاء الطاحن وتدنى الخدمات الاجتماعية ، ومطالبة الناس بالمشاركة السياسية المستمرة ،ورحيل الجنوب كلها دليل بان الحكومة تعمل ضد الشعب ما يؤكد ان الاستعمار ما زال باقيا ما يجعلنا نقول ان المستعمر قد خرج بجسده وترك روحه الشريرة تحاصر الشعب متمثل فى استعمار ابليس للنفوس وهو يتحكم فى افعال الكثير من الساسة اذ ان ما يحدث ليس تصرف بشرى خالص فلا شى ينقص السودان ليظل واقفا حيث تركه الانجليز . وعليه فان الحقيقة تقول اننا لم ننال استقلالنا بالكامل لان الاستقلال الحقيقى هو خروج هذا الشعب من ازماته ووحدته وتحقيقه للقومية السودانية التى هى الان ايضا ازمة اخرى من ازماته التى تجلب له المشاكل ، والاستقلال الحقيقي ايضا احترام الحكومات لرأى الشعب واعترافها الكامل بحقوقه والتنافس بشرف لتحمل امانة ادارة البلاد . الاستقلال الحقيقى هو رهن قرار الوطن للشعب كله بجميع تفاصيله وليس لفئة سياسية او قبلية محدودة كل هذه الاشياء معدومة تماما فى الساحة السياسية التى تبدو امامنا فتجعل كل انسان يشعر وكانه لم يخرج من ذاك العهد الذى نسميه استعمار ظالم ، نعم ظلمنا الانجليز وهم مهما كانو مجرد غزاة طامعين لا هم لهم سوى مصالحهم لن يأسف الناس عليهم كثيرا ، ولكن ان يفعل ذلك انابة عنهم ابنا الوطن نفسه هو امر بالفعل مؤسف ولن يذهب غضب الشعب سدى فظلم ذوى القربى اشد من وقع الحسام المهند وحين يلتى وقت الحساب سيكون غالىا جدا . المعروف ان الدولة تحتفل بعيد الاستقلال لتذكر ابناء الشعب بان هناك عمل تاريخى قام به ويجب المحافظه عليه ، ولكن هذه الاحتفالات اليوم تعتبر ناقصة بسبب ما يعانيه الوطن من احتمالات وتأويلات تجعل كل الناس فى حالة قلق دائم وكل من يسأل عن حاله له الف قصة كل واحدة تكفى ان يتمنى الانسان لو لم يكن ينتمى الى هذا الوطن ويلعن اليوم الذى جعله سودانيا ، لقد تعودت الحكومة طيلة عمرها المديد هذا ان تتحفنا دوما بالمفاجات المرعبة من وقت لاخر وهى ان بدأنا الحديث عن اى واحدة منها سنؤلف كتب لا حصر لها ، مفاجات تشجع حقا كل سودانى ان يرحل ويمزق جوازه فى اقرب مطار ويطلب حق اللجو السياسي او يتمرد ويحمل السلاح ، او يفعل اى شى ليأخذ حقه او ليبعد عن هذا الوطن الذى لا يجد فيه ما يجعله ينتمى اليه ،فالحياة اصبحت طاردة وعزت فيه حتى الانسانية ،بل مفاجآت تشجع الكثيرون على الخروج بلا عودة او الموت اسفا وحرقة خاصة الذين توقف عندهم التفكير وانشلت عقولهم من هول ما يكابدون .ان العام الفين وعشرة كان حافلا بزيادة الاسعار وارتفاع تكاليف المعيشة والمصائب التى لا حصر لها وسلوى الناس ان السبب هو ارهاصات الانفصال و سيتحسن الحال بعد ذلك ولكن هاهو الانفصال قد تأكد دون ان يحدث شى وهاهو العام الفين واحدى عشرة يكشر عن انيابه بامر الحكومة ليتبدد امل كل الشعب فى الحياة الكريمة باعلان زيادة اسعار اهم مقومات الحياة فى السودان لتكمل مع الزيادات السابقة القبضة على رقاب الشعب .
ان المعلومة التى لا تغيب عن بال اى انسان ان اى دولة عانت من الصراعات والمشاكل السياسية كان اهم الاسباب فيها تردى الاوضاع الاقتصادية التى تدفع اى شعب لان يثور والسودان خير مثال لتلك الدول فالصراعات التى حدثت فى كل شبر منه اسبابها فى المقام الاول سوء الظروف الاقتصادية اذ ان ان كل المناطق التى اشتعلت حروبا كان هدفها رفع التهميش الاقتصادى الواقع عليها من قبل المركز ، ورغم ذلك لم تتعظ الحكومة ولم تحاول ان تجد مخارجا لهذه الازمة بل نقلتها الى الخرطوم التى هرب اليها الناس من جحيم الفقر فى الاطراف .
ان الزيادات التى تحدث باستمرار فى تكاليف الحياة هى حقا مصيبة وكارثة على الشعب والوطن وامر غير مقبول مهما كانت مبررات الحكومة لان مكابدة الحياة من اجل البقاء يجعل الانسان يشعر انه غريبا فى وطنه وعيب على الدولة ان تغرب شعبها فى وطن يبلغ مليون ميل مربع وافر الموارد المادية والبشرية كل ما يحتاجه هو التشارك فى ادارته بنزاهة وشرف.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة