زمن ياسرعرمان
يعتبر الباش مهندس (الطيب مصطفى) رجل سعيد الحظ اذ تمكن ان يشاهد امنيته الغاليه وهدف حياته وهو فصل جنوب البلاد عن شمالها يتحقق امام ناظريه ولم يتوانى في الاحتفال بذلك وذبح الثيران ولم يراعي شعور شعب الشمال الحزين لتمزق نسيجه الاجتماعي في بلد اذا توفى فيه احد جيرانك فأنك تلغي حفل زفافك وتؤجله حتى لو كنت وزعت رقاع الدعوة ، هذا شعب نبيل وحزنه نبيل كذلك .
ولكن السؤال بعد انفصال الجنوب هل تبقى للاستاذ (الطيب مصطفى) وصحيفته اي هدف لتحقيقه تماماً مثلما يفرغ الفنان من رسم لوحة او وضع لحن او المهندس من تشييد بناية فأن عمله يكون قد انتهى وعليه ان يبحث عن مشروع آخر ، ولكن قلم الاستاذ لازال نشطاً اسبوعياً لابد ان تقرأ له ثلاث مقالات في مواضيعه الاسيره وهي التخلص من سرطان الجنوب او الترله المنفسه كما يقول بالاضافه لتناوله سيرة (ياسر عرمان) أو (باقان اموم) .
واحياناً ( يهبش) هنا وهناك في جماعة الترابي وغيرهم .
للاسف فأن كل من يتصدى للباشمهندس (الطيب مصطفى) يبدأ بالشتيمه واتهامه بالعنصريه وهو ايضاً لايقصر ويرد بمثلها والجميع عنده (روبيضة) ويعني بها الرجل الجاهل الذي يتحدث في الأمور العامة . وأنا اختلف مع هؤلاء في وصف العنصريه فالرجل له نظرته (الضيقه) للامور فيما يخص الجنوب واهله ولا يتعلق الامر بالافرقانيه او العرق والا فأنه كان سوف يطالب بفصل مناطق اخرى في السودان يقل فيها نسبة الدم العربي او ينعدم ولكنه ينظر بصفة خاصة للجنوب كمشكلة تطاولت اكثر من خمسين عاماً وكشعب له ثقافه مختلفه وتاريخ مضطرب مع الشمال وراى من الخير ان يذهب كل في في سبيله وهو رأي يمكن الرد عليه بسهولة ولم يستطيع ان يقنع به الا كتاب صحيفة (الانتباهه) وروابط كثيرة تشد الشعبين لبعضهما ، على كل حال ما عاد فصل الجنوب مثار نقاش وقد اختار ابناؤه تكوين دولتهم نتمنى لهم كل نجاح وجيره طيبه انشاءالله .
ولا اعتقد انه توجد فائدة او حكمة بعد الآن بأن تقوم صحيفة الانتباهه وغيرها بتصيد اخطاء الحكام في الجنوب او سؤ اوضاعه ، فهذا يعد تدخل في شأن داخلي وعليه ان يعزز التفاهم المشترك والتعاون في كل مجال .
هذا عن الجنوب اما عن حربه ضد (ياسر عرمان) و (باقان اموم) فهذا شأن آخر . (باقان اموم) كان يحمل (وش القباحه ) عن الحركة تماماًمثل د. نافع سفيه الانقاذ وقد انفصل (باقان) الآن ببلاده ولم يتبقى للطيب الا الحديث عن ياسر . يمكن ان تلاحظ الآن ان 35%من مقالات الانتباهه تتحدث عن الاستاذ ياسر عرمان واهل الانقاذ كلهم يكرهون ياسر عرمان لصلابته وقوة حجته وايمانه بمبادئه وتجرده .
هل تذكرون كيف كان يضج البرلمان السابق بالاستاذ ياسر خصوصاً عند مناقشته قوانين التحول الديمقراطي ، وعندما طرح إلغاء عقوبة الجلد لوحشيتها وأن هناك عقوبات بديلة ولم يرتض أقواماً ذلك ولكن عندما شاهدوا شريط جلد الفتاة في الميدان العام وصرخاتها وعويلها أدركوا أنه كان على حق . وانا اعتبر الاستاذ ياسر من السياسين الافذاذ الذين انجبتهم بلادنا ، كان قائداً منذ ان كان طالبا ًبالاتحادات الجامعيه وانتمى لحزب عرف منتسبيه بالتضحيه ونظافة اليد وقدموا لشعبهم الكثير ، ثم لما هجر ذلك الحزب انتقل للاحراش صمد وقاتل فيها واحد وعشرين عاماً وكان من القيادات التي ساهمت في توقيع اتفاقية السلام الشامل التي انهت الحرب2005 . ومن الواضح ان دورالاستاذ ياسر الثوري النقي في زمن فساد المسئولين هذا لم ينتهي بانفصال الجنوب وكذلك لم ينتهي دور قطاع الشمال رغم خيبة الأمل في انفصال الجنوب ولكن يعمل قطاع الشمال ونظيره الجنوبي كل في بلده لتحقيق الأهداف المرتجاه فسوف نحقق الوحدة مجدداً على أسس سليمة . إن من يقول أن الاشتراكية انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي واهم . ومن يقول بانتهاء القومية العربية بهزيمة (صدام) أيضاً واهم . إنها أفكار خالدة تتجدد بتطور المجتمعات والأفق الإنساني ولا تندثر . إن حراك الطبقات الكادحة الآن في الوطن العربي التي بدأت تهدد العروش والحكومات نحن جزء من هذه الحمم والبراكين ، إن ادعاء الحكومة بأن زيادة سعر السكر والمحروقات من أجل القضاء على التهريب للدول المجاورة لأن أسعارها هنا أرخص حجة واهية ، إذ على الأقل كان يجب صرف هذه السلع للمواطنين عن طريق التموين فيأخذ المواطن حاجته بالسعر الأقل والباقي يمكن أن ترفع الدولة أسعاره إذا كان ذلك ضرورياً ، ولكن الحل الأمني لكل مشاكل البلاد وما يعكسه ذلك على الاقتصاد لا يحتاج لبيان ، فالسودان به كثير من المناطق المهمشه واحلام الفقراء التي تنتظر الخلاص كما أن الأستاذ (ياسر) يعتبر مقبولاً من الشماليين والجنوبيين لخلق صلات افضل بين الدولتين .
ان الدور المرتجى من الاستاذ ياسر عرمان كبير وهو لايخيب رجاء شعبه فهذا زمن ياسر عرمان .
عصمت عبدالجبار التربي
سلطنة عمان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة