شكرا جزيلا ... لشعوب الجنوب ولاهل الشمال !
تمكنت شعوب الجنوب من فضيحة الافتراءت والاكاذيب التي تناقلتها وسائل الاعلام بغرض زرع المخاوف في اوساط الشعب السوداني وقتها بان ايام الاقتراع علي حق تقرير مصير جنوب السودان ستكون هي الاسواء علي التاريخ مع ان البلاد ظلت هي الاسواءعلي الدوام ولا اريد ان اقلب المواجع من خلال هذه الاسطر وهذا لم يكن مقصدي لان المظالم والانتهاكات وغيرها من الاوجاع الوطنية هي التي حالت دون قعدة السودان علي جغرافية واحدة بعلم واحد ونشيد وطني واحد بل هي السياسات التي دفعت شعوب الجنوب لاختيار تقرير المصير دون املاءات خارجية او اجندة خفية ولكن هو الاحساس بالظلم وعدم الانتماء لان القانون يقسم ويصنف ماهية مواطنيه بسحناتهم ودياناتهم والسنتهم ولاجل هذا كان حق شرعيا وطبيعيا ان يختار شعب جنوب السودان بلادا تتناسب مع قاماتهم السامقة كما الابنوس والتاريخ خير شاهدا علي الضيم والمعاناة والاقصاء والمجازر التاريخية وغيرها من التضحيات التي دفعت ثمنا للحرية والانسانية ولاجل ان يكون هذا ممكنا قدم الجنوب ملايين من الشهداء ثمنا لذلك وتشرد كثيرون في البلاد المجاورة كينيا يوغندا واثيوبيا واريتريا والكنغووافريقيا الوسطي ونزح اخرين الي الاقاليم الشمالية من البلاد وبعضهم هاجر الي بلادا بعيدة استراليا وكندا وامريكا والدول الاسكندنافيةوكل بقاع الدنيا لتبدأ مسيرة معاناة اخري في بلاد الغربة بعيدا عن ارض الاجداد فلقد عاني الجنوبيين في المهجر ما عانوا كما عاني الاخرين في معسكرات اللجؤ وهي ذات المعاناة التي عاناه من بقي في الهجرة او النزوح الداخلي , الشكر لاهل الشمال لحسن الضيافة والسماح لكل من حسسنا بالغربة فيما اعتبرناه وطنا لنا جميعا فبرغم من حسن معاملة اهل الشمال لشعب الجنوب الا ان من في السلطة كان يصر باننا لسنا علي قدر التساوي والتعامل فالتجربة كانت مريرة ورغما عن هذا ارتضينا ان نتقاسم الهموم الوطنية مع اناس لا يعيرونا اي اهتمام وكنا علي الدوام تمومة جرتق فكانت المظالم السياسية منذ مؤتمر جوبا 1947 وغييب اهل الجنوب بقصد من مسالة تقرير مصير البلاد عام 1956 في حين ان توريت قد ثارت اربعة اشهر قبيل الاستقلال المزعوم وتأوه الجنوب وتوجع ايما اوجاع دون ان تقشعر جلدة الشمال السوداني بل كان الشمال يزيد ايلاما لجرحا غائرا ينزف جنوبا . ومضينا بجروحنا نحو ما حسبناه بدرا ولكن وجدناه ابو لمبة يقود الي مزيدا من التوهان والعطش و الجوع وفي الاخر الموت ولهذه الاضاءة المضللة كانت الطلقة الاخيرة التي قادتنا الي هذه اللحظات التاريخية, فالتاريخ ذاخر بالعبر والسجلات السوداء ولقد ساهمت الدولة في اقصاء الاخر من خلال اشكال عدة فلقد قال المركز باكرا في محاولاته اليائسة لمعالجة المشكل السوداني فلقد اختصره في عربنة واسلمة الجنوب وبذا تنتهي الازمة ولكن خابت المساعي منذ عبدالله خليل حتي عمر البشير وعيرهم من دعاة الاسلمة والعروبة ولقد سعت النخبة في المركز الي تشويه صورة كل ما هو جنوبي مهما كان تفوقه الاكاديمي او غيره ليرسمو صورة ذهنية معينة ظلت ترتبط بالمواطن الجنوبي وسعت النخبة الشمالية علي مختلف منابتها علي صناعة قيادة جنوبية تتناسب مع الصورة التي في مخيلتهم ويردون لها الدوام ولحتي تستمر مشروعاتهم الوهمية وصمونا بالالحاد والكفر والصهيونية حتي ليتثني لهم من خلق فجوة بيننا والعالم الاخر اسلاميا او عربيا وداخليا استغلوا عدم وعي اهلنا في الشمال وخاطبوهم الخطاب العاطفي عن الدين والوصاية والجهاد وهاجت وماجت الدنيا علي الجنوب الكافر عدو الله والوطن وجاهد الشمال فينا وكأننا جنوب شرق اسيا فهذه هي جزئية غير مرتبة انسابت بعفوية ولكن تاريخ النخبة الشمالية وسياساته تجاه الجنوب يتمرمق في السواد .
مجددا نشكرا اهل الشمال علي الضيافة والعشرة الطيبة والشكر لشعب جنوب السودان لما بذلوه من جهد ومثابرة وصبر علي الاهانة والذل حتي ليكون هذا ممكنا بتقرير مصير اشاد بنزاهة الاعداء قبل الاصدقاء فالتحية لكم والمجد والخلود لشهدائنا
عمر يوسف نقور جوك
جوبا
جنوب السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة