تونس .. الشعب اراد الحياة.. !!
بقلم : محمد سليمان
اخيراً وعلى صيحات الشعب التونسى المناضل الجسور وثورته هرب الطاغية والدكتاتور زين العابدين بن على ولم تنفع كل تنازلاته تلو التنازلات التى قدمها للشعب من اجل اخماد الثورة فى وجه ونظامه الاستبدادى الذى اذاق التونسيون الزل والهوان طوال ثلاثة وعشرون عاماً من حكمة وحولهم الى خاضعين لسياساته بفعل القبضة الامنية والاعتقالات والارهاب لكن اخيراً قال الشعب كلمته الفصل فيه وفى نظامة.
هكذا الشعب وعبر التاريخ عندما يريد الحياة يفعلها وفى لمح البصر ليقول للطغاة ودعاً الى مزابل التاريخ كغيركم من المتجبرين والدكتاتوريين , فقد قدم الشعب التونسى عبر ثورثه دروس وعبر لشعوب العالم وخاصة على شعوب المنطقة العربية والافريقية التى تحكم عبر الدكتاتورية والحكم الموروث جيلاً بعد جيل.
والرئيس التونسي زين العابدين بن علي وحسب ما تبين من سيرته الذاتية ونشر على موقع الجزيرة نت فهومن مواليد 3 سبتمبر 1936 بمدينة حمام سوسة، هو ثاني رئيس للجمهورية التونسية بعد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
وهو خريج المعهد الفني بسوسة، والتحق بالجيش سنة 1958 ثم واصل تكوينه العسكري بأحد المعاهد العسكرية في مدينة سان سير بفرنسا.
تولى بن علي عدة مهام، فعمل ضابطا في أركان الجيش حين تم تأسيس إدارة الأمن العسكري سنة 1964، ومديرا عاما للأمن الوطني سنة 1977.
عين سفيرا في بولندا سنة 1980، وتولى مجددا الإدارة العامة للأمن الوطني سنة 1984، كما عين وزيرا للأمن الوطني سنة 1985.
أصبح عضوا في الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري سنة 1986، وأمينا عاما مساعدا للحزب ثم أمينا عاما للحزب بعد ذلك.
عين وزيرا للداخلية بحكومة رشيد صفر ثم عوضه كوزير أول، مع الاحتفاظ بوزارة الداخلية سنة 1987.
تولى بن علي رئاسة تونس في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 بانقلاب أبيض على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. وانتخب رئيسا للجمهورية في انتخابات سنة 1994 و1999.
وفي 2002 أجرى تعديلا دستوريا مكنه من الترشح لفترة رئاسية جديدة في 2004 وفاز فيها بـ94.4%, ثم ترشح مجددا في 2009 لولاية خامسة وفاز بنسبة 89.62% من أصوات الناخبين.
ان الدرس الذى قدمة الشعب التونسى لهو جدير بالتأمل والقراءة مفادها ان القوة الامنية وقبضتها والارهاب لاخافة الخصوم السياسيين وارهاب الشعب لن تجدى نفعاً لحكم الشعب وان السحر حتماً سينقلب على الساهر يوماً ما ويتحول الى ضدة وان بن على لن تنفعة كل سلطته واخيراً قرر المغادرة بعد سقوطة المريع.
اننا فى السودان ما احوجنا الى مثل هذه الثورة فى ظل هذه الايام ضد السلطة الطاغية سلطة المؤتمر الوطني التى جسمت على صدر الشعب السودانى ومارست فيه كل انواع القتل والبطش والتجبر والقطرسة والظلم وانتهاك حقوق الانسان والحريات وزجت بالمعارضين فى السجون وعملت على تقسيم الوطن وتمزيقة فلا بد لمثل هذا النظام ان يسقط ويتوارى ويذهب الى مزبلة التاريخ غير مأسوف علية.
ان جريمة تقسيم الوطن هى اكبر كارثة ومهما دفع قادة المؤتمر الوطنى من تبريرات انهم نفذوا الاتفاقية واعطوا شعب الجنوب حريتهم فى الاختيار فان ذلك غير صحيح فاذا نظرنا الى الاتفاقية نجدها تحدثت عن الوحدة الجاذبة واذا نفذ الوطنى جاذبية الوحدة لكفانا انفصال الجنوب وتقطيع اوصال الوطن لكنها الاحادية ماذا نجنى منها غير هذا ناهيك عن جرائم دارفور التى نفذها النظام عبر مليشياته ضد المدنيين فى ابشع جريمة فى ظل الالفية الجديدة ونتج عن ذلك ان اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد رموز النظام ناهيك عن معاناة المواطنين فى ظل سياسة المؤتمر الوطنى الذى فقد نفط الجنوب فقام بزيادة اسعار السلع والخدمات لتغطية عجزة ولا تهمة معاناه مواطنيه طالما هم فى السلطة .
ان تملل الجماهير فى كل بقاع السودان وخروج طلاب جامعة الخرطوم والجزيرة فى مظاهرات ضد الوضع الراهن هى بداية الشرارة لثورة الشعب القادمة وكل المؤشرات تشير الى ذلك.
اخيراً التحية للشعب التونسى الحر مفجر الثورة وادعوة الى التمسك بثورته لتحقيق التحول الديمقراطى واستعادة كرامته وامنه واستقرارة ورفاهيته وحريته من اجل حياته كما قال الشاعر التونسى ابو القاسم الشابي
اذا الشعب يوماً اراد الحياة ** فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلى ** ولابد للقيد ان ينكسر.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة