مابين غوردون براون و الرئيس السودانى عمر البشير
بقلم الصادق عمر
المتابع لمجريات الأحداث فى السودان يدرك ماآلت اليه الأمور حيث يحترق
هذا الجزء الغالى من امتنا يوما بعد يوم نتيجة للأطماع الخارجية والعربدة السياسية التى تمارسها الحكومة السودانية والتي هى غارقة فى كيفية تثبيت نفسها فى الحكم وتصفية حساباتها مع خصومها السياسيين. لقد وقعت الحكومة السودانية فى الفخ ونفذت ماخطط لها بأمتياز والدليل الأنفصال السلس لجنوب السودان الذى اصبح وسيصبح نواه لانفصالات تطال السودان أولا عن طريق دارفور وغيرها بل وتتعداه عربيا و أفريقيا ولقد بدأنا نسمع بمطالبة الأقباط بحكم شبه ذاتى للمسيحيين فى مصر تمهيدا لأنفصال كامل لااستغرب ان يحدث فى المستقبل القريب أسوة بما حدث فى جنوب السودان وقد طالب قبلهم أكراد العراق بالانفصال الكامل و لنا ان نتصور مايحدث الآن فى اليمن و لبنان و الصومال والبقية تاتى
لقد نجح الغرب فى شغل الرئيس السودانى وحكومته بمشكلة دارفور ومايسمى بالمحكمة الجنائية حتى يتم تنفيذ المخطط الذى دبر باحكام لتنقضى الفترة الانتقالية بعد نيفاشا على حين غفلة ليجد الرئيس السودانى وحكومته أنفسهم امام انفصال حتمى للجنوب والذى أدى لزلزلة شديدة بدأت معالمها واضحة فى حالة الانكسار والضعف الذى ظهر فى شخصية الرئيس وان حاول اخفائها أثناء لقاءه الأخير مع قناة الجزيرة, كما انه واضح فى الساحة السياسية السودانية من توترات واحتقانات سياسية بالاضافة الى ارتفاع جنونى فى اسعار السلع الضرورية مع بوادر حرب جديدة بدأت تلوح فى الافق فى أبيي وغيرها من النقاط العالقة التى لم يتم الأتفاق عليها بين الحكومة والحركة الشعبية, الحرب هذه المرة لن تكون كسابقتها بل ستكون اشرس وستقضى على ماتبقى من الجسد السودانى الجريح الذى عانى ماعانى خلال تاريخه الحديث. الحرب الجديدة ان وقعت ستكون بين دولتين والدولة الوليدة ستكون مدعومة وبقوة من امريكا واسرائيل وأعوانهم الذين لايريدون خيرا للسودان و أهله وقد سمعنا مؤخرا ان حكومة الجنوب قد بدأت بالفعل ترحيل شحنة الاسلحة الاوكرانية من مدينة ممبسا الكينية الى جنوب السودان عن طريق البر باشراف وكلاء امريكا فى المنطقة كينيا ويوغندا والأخيرة معروفه بعدائها السافر للسودان وانها لن تألوا جهدأ فى تفتيت السودان و من يدري فقد تنتقل حمى الانفصال اليها من خلال جيش الرب.
الرئيس السودانى رغم خطورة الموقف و تفتت الوطن وتشظيه نجده وحزبه عازمون على المضى فى ذات الطريق الذى تم رسمه من قبل اولئك الذين لايريدون لنا خيرا والدليل على ذلك دعوته لتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تحت مظلة المؤتمر الوطنى ذلك الحزب الذى يجيد اقصاء الآخرين بأساليب قذرة وكأن السودان حكرأ لهم, الدليل الثانى والذى لايختلف عليه أثنان هو أنسحاب الوفد الحكومى من مفاوضات الدوحه بدعوى فحواها ان السلام سيصنعه اهل دارفور من الداخل, لا افهم كيف يستقيم هذا؟ ولماذا فاوضتم الحركات المتمردة فى أبوجا و طرابلس وانتهاءأ بالدوحه؟ وماذا ستفعل سيدى الرئيس مع الحركات التى تحارب فى الميدان؟ هل ستدفن رأسك فى الرمل وكأن هذه الحركات لاوجود لها؟ وماذ ستفعل سيدى الرئيس عندما تمسك امريكا المستبدة العصا بيد والجزرة باليد الأخرى؟ أمريكا تعى تمامأ ان سياسة العصا قد أثبتت جدواها مع الحكومة السودانية وهذا يتردد فى وسائل الأعلام ألأمريكية بل والعربية أيضا. ماهذا التخبط السياسى سيدى الرئيس؟ كيف يصنع أنسان دارفور المغلوب على أمره والذى هو ضائع بين مطرقة الحكومه وسندان الحركات المسلحة والتى تعمل لحسابات دول اقليمية و عالمية كما هو الحال فى الحركة الشعبية والتى دفعت انسان الجنوب البسيط وعبأته ليصوت للأنفصال من غير ان يدرى ماهو الأنفصال وماهى تبعاته؟ لقد نفذت الحركة الشعبية هذه الجريمة فى حق انسان الجنوب بل فى حق كل سودانى اتباعأ للأوامر التى فرضت عليها من واشنطن ولندن وتل أبيب لكى تنفرد هذه العواصم بخيرات الجنوب وتستنزفها فى الوقت الذى تعانى منه هذه العواصم وغيرها من أعداء السودان من تبعات الأزمة المالية العالمية. سيدى الرئيس اسال الله ان يهديكم الى الطريق الصواب حتى يعم السلام فى جميع أرجاء دارفور وكفانا كبرياء وتعنت. سيدى الرئيس لقد قضيتم الخمس سنوات بعد نيفاشا فى صراعات ومغالطات مع الحركة الشعبية ونسيتم قضية السودان الأولى فى هذه المرحلة الحاسمة ألا وهى الوحدة حتى فقدت الحركة الشعبية الثقة فيكم وضاقت زرعا واستجارت بالأمريكى الظالم ليشهر عصاه فى وجهك ومن ورائها جزرة مسمومة لا تفتأ تذكرك بأقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وأزالة أسم السودان من قائمة الدول الراعية للأرهاب. سيدى الرئيس مافائدة هذه الوعود الجوفاء وقد أنفصل جنوب السودان وسوف تنفصل دارفور اذا أستمريتم بنفس هذه السياسة العرجاء. أنك مخطئ سيدى الرئيس أن كنت تظن أن ألولايات المتحدة سوف تفى بما وعدت وستكون الحركة الشعبية مخطأة أيما خطأ أن ظنت أن ماتفعله واشنطن ولندن وتل أبيب هو من أجل زراق عيون أهلنا فى جنوب السودان وان غدا ناظره لقريب. ألايخيفك سيدى الرئيس أن يكتب التاريخ أنك من تم انفصال الجنوب فى عهده؟ ألا يخيفك سيدى الرئيس أن يسجل لك التاريخ أنك فشلت فى الحفاظ على وحدة السودان؟ لا أفهم كيف امتلكت من الجرأة المذمومة أن توقع اتفاق حق تقرير المصير؟ أما كان أفضل لك أن توكل هذا الأمر للشعب السودانى من خلال استفتاء شعبى ليقول الشعب كلمته أسوة بما يحدث فى أوروبا أو حتى أسرائيل الغاصبة للأرض الفلسطينية وحينها لن يجرأ التاريخ ان يسجل بين حناياه انك رئيس فشل فى المحافظة على وحدة تراب بلده
سيدى الرئيس ندرك تماما أن لكل جواد كبوة و لكن كبوتكم ليست ككل الكبوات. لقد حان الوقت أن تجمع الشعب السودانى من حولك بكل طوائفه وألوان طيفه السياسى وأن تسمع لما يقولون بدل أن تقترح وتملى عليهم وان دعى الأمر للتنحى عن السلطة ولما لا؟ وهذا يذكرنا بمواقف السياسيين فى اوروبا وامريكا وانه ليس ببعيد تنحى رئيس الوزراء البريطانى السابق غوردون براون طوعا عن رئاسة حزب العمال البريطانى عندما منى حزبه بهزيمة طفيفة أمام حزب المحافظين. لو كنتم سيدى الرئيس مثل غوردون براون لما انفصل الجنوب، ولكن مازالت امامك فرصة أن تحذوا حذو غوردن براون وحينها ستحافظ على ماتبقى من التراب السودانى وستكفى البلاد والعباد شرور كثيرة. لقد حان الوقت ان يقول الشعب كلمته, لقد حان الوقت ان تكون هنالك حكومة وفاق وطنى تمثل كل الشعب السودانى. لقد حان الوقت ان نطبق تعاليم ديننا السمحة من حرية اجتماعية وعدل واخاء ومساواة فى الحقوق والواجبات ننعم بها جميعا.اجزم لك سيدى الرئيس لو طبقت هذه المبادي لانتصرت فى معاركك ضد امريكا وغيرها ولاختار الجنوبيون الوحدة طوعا لأن الله سبحانه وتعالى مع الدولة العادلة. اعلم سيدى الرئيس انه مالم نطبق العدالة بمعناها الحقيقى فسوف ننتقل من هزيمة الى اخرى حتى نفنى تماما وحينها لن يجدى الندم ونكون قد فقدنا الدين والدنيا. لقد حان الوقت ان تعترفوا بانكم اجتهدتم ولم تصيبوا. وأطمأنك سيدى الرئيس ان هذا لن ينقص من شأنكم بل سوف تكبرون فى عيون هذا الشعب وحينها سوف يحترمكم هذا الشعب وسوف ينسي ذلاتكم لأنكم سوف تكونون أول من يعترف بخطأه فى تاريخ السياسة السودانية وسيسطر لكم التاريخ هذا الموقف الفذ ورحم الله حكومة عرفت قدر نفسها. وأن لم تفعلوا فسوف يكون مااقترفتم اضافة جديدة الى أدمان الفشل من قبل النخبة السودانية والذى اعتدنا عليه ولكن اعلم سيدى الرئيس ان فشلكم لن يكون كفشل من سبقكم أو من سيأتى بعدكم وحينها سينتفض الشعب السودانى ضدكم وسيكون مصيركم اسوأ من مصير بن على لأن لكم ما لايحصى ولا يعد من الاعداء داخل السودان وخارجه. ختاما اسأل الله ان يلطف بالسودان واهله وان يبعد عنهم الشرور والفتن وان يوحدهم على قلب رجل واحد حتي يستطيعوا ان يحافظوا على ماتبقى من السودان, اللهم آمين
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة