مقارنة الفساد بين بن علي في تونس و البشير في الخرطوم
طه عثمان بن عبد العزيز
عندما نشر موقع يكيليكس أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير يملك مبلغ 9 مليار دولار في البنوك السويسرية كان الناس بين المصدق و المكذب حيث أسرعت عددا من قيادات المؤتمر الوطني في نفي ذلك و هي عندما أسرعت بالنفي تريد نفي ذلك عن نفسها و في ذات الوقت كان اتهام الشعب التونسي للرئيس بن علي زين العابدين بالفساد و خاصة زوجته الثانية ليلي و عائلتها عائلة الطرابلسى و التي استطاعت أن تعين أفراد عائلتها في مناصب حساسة ثم السيطرة علي الاقتصاد التونسي و هو ذات الاتهام الموجه للرئيس البشير في أن زوجته الثانية وداد تملك عددا من المشروعات الاقتصادية و الاستثمارية في السودان ثم السيطرة علي أرضي للدولة و بناء عددا من العمارات في قلب الخرطوم و تقدر الثروة التي تملكها في البنوك السودانية 168 مليون جنيه سوداني و هي موزعة علي بنك الخرطوم و البنك السوداني الفرنسي و بنك أبوظبي إضافة لحسابين بالعملة الصعبة واحد باليورو علي بنك أبوظبي 16 مليون يورو و الأخر بالدولار يقدر بمبلغ 23 مليون دولار في البنك السوداني الفرنسي و يدفع لها فائدة 15% سنويا و لها حسابان في الخارج في البنوك السويسرية تقدر 47 مليون دولار فالسؤال المهم من أين جاءت بهذه الأموال.
يملك أشقاء الرئيس البشير عددا من الشركات العاملة في مجال الاستثمار و المضاربات المالية و الاستيراد و التصدير ثم شركة في المضاربات العقارية و تقدر ثروتهم 195 مليون دولار و قد اشتروا عددا من العمارات و الفلل في مليزيا و لهم استثمارات هناك و مكاتب تجارية و أيضا مكاتب في كل من سنغافورة و هونج كونج.
وزعت وزارة الإسكان في ولاية الخرطوم عام 1993 في عهد قلام الله أراضي سكنية لقيادات المؤتمر الوطني في كل من الرياض و الطائف و بلغت 679 قطعة سكنية من الدرجة الأولي تبلغ مساحة كل منها 760 متر مربع كما وزعت قطع سكنية بالقرب من المركز الإسلامي الأفريقي و مدينة الأزهري للقيادات من الصف الثاني في المؤتمر الوطني بلغت 935 قطعة سكنية مساحة كل منها 620 متر مربع كما وزعت عددا من الأرضي في كل من الفيحاء و النيل و الفتيحاب لكل من القيادات الأمنية و المخابرات و قيادات الجيش العليا إضافة إلي تمويل من أجل البناء من بنوك الدولة ثم بعد سنة أعفيت الديون ثم أسست عدد من قيادات المؤتمر الوطني عددا من شركات في مجال البترول و المعادن و الاستيراد خاصة المضاربة في الصمغ العربي و الحبوب و الدواء و المواد الغذائية ثم التحم في توزيع إنتاج مصانع الاسمنت حيث تأخذ عل كل جوال أسمنت ثلاثة جنيهات و كذلك في كل مصانع السكر حيث يؤخذ من كل جوال خمس جنيهات و ارتفعت إلي عشرة جنيهات و تأخذ خمسين قرشا علي كل جالون من المواد البترولية و كلها تذهب إلي المؤتمر الوطني و توزع علي قيادات المؤتمر الوطني.
أن الفساد الذي قام به الرئيس زين العابدين بين علي و عائلته و ذات الفساد الذي يقوم به الرئيس السوداني عمر البشير و بعض من عائلته الذي اثروا ثراء فاحشا بحكم التسهيلات التي تعطيها الهم الدولة باعتبار أنهم أقرباء و أشقاء الرئيس كما أن الرئيس بن علي قد حكم الشعب التونسي حكما أمنيا و ديكتاتوريا خاصة أن بن علي جاء من مؤسسة عسكرية و كان رئيسا لجهاز الأمن ثم وزيرا للخارجية و قد أعطي سلطات كبيرة جدا لسلطات ألمن و المخابرات و قتل العديد من قيادات المعارضة و المواطنين المحتجين بسبب الغلاء و في ذات الوقت نجد أن الرئيس البشير جاء من مؤسسة عسكرية و أعطي أجهزة الأمن و المخابرات سلطات واسعة و أيضا متهم من قبل المحكمة الدولية بإبادة و جرائم حرب ضد المواطنين في دارفور و الرئيس البشير يمارس الحكم بشكل ديكتاتوري فظيع جدا قد ارتكبت أجهزته الأمنية انتهاكات لحقوق الإنسان و الاغتصاب و التعذيب و القتل بقيادة الدكتور نافع علي نافع الذي كان مديرا لجهاز أمن الدولة ثم جاء من بعده صلاح عبد الله غوش و هؤلاء سوف يقدموا إلي محاكمة عاجلا أو أجلا بإذن الله.
الغريب في هذه المقارنة و الأحداث التي تجري في تونس حيث كل أجهزة الإعلام في كل دول العالم تتابع ما يحدث في تونس و تطورات الأحداث فيها من خلال بث مباشر و لكن أجهزة الإعلام السودانية وخاصة الفضائية السودانية المملوكة للدولة أكتفت فقط بنشر خبر أو أخبار عارضة ثم تكتفي بصورة سريعة حتى لا تعطي الموضوع بعدا مثل الحجم الذي تجري به الأحداث و أن ذلك ناتج بقرار من قيادات عليا حتى لا يتأثر الشعب السوداني بما يحدث في تونس رغم أن كل الأوضاع متشابه تماما من حيث الحكم الديكتاتوري في البلدين و من حيث الفساد الذي استشري في كل مفاصل الدولة و النهب الذي تقوم به قيادات الإنقاذ و تهريب الأموال لدول جنوب شرق أسيا و ألان بدأت تفتح لها حسابات و استثمارات في البرازيل و هو الدافع الذي كان وراء إقامة علاقات دبلوماسية في البرازيل و ألان هناك محاولة لإقامة علاقة دبلوماسية مع الأرجنتين و كل ذلك تحاول قيادات الإنقاذ و المؤتمر الوطني أ، تحضر نفسها للخروج من السودان إذا انفجر الوضع في السودان كما انفجر في تونس.
نحن الآن نرصد كل الفساد الذي استشري في الدولة و قيادات الإنقاذ في العشرين سنة الماضية و كل الانتهاكات التي حدثت و حالات القتل و التصفيات السياسية التي قام بها التنظيم السياسي الذي ليس له علاقة بالإسلام أو رغم التشدق و التصريحات حول الشريعة الإسلامية فهل الشريعة تسمح للرئيس أن تنهب أسرته وزوجته أموال الدولة و أن يفتح له حساب في البنوك السويسرية بمليارات الدولارات هل الشريعة تسمح لقيادات الإنقاذ و التي تأخذ من أموال الدولة أن تبني عمارات و فيلل بمبالغ تفوق مليارات الدولارات هل الشريعة تسمح بتطبيق الشريعة الإسلامية فقط علي الضعفاء و يعفى منها أهل الحسب و النسب و عالية القوم " و الله فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" هل الشريعة تسمح كل من حاول أن يكشف بؤر الفساد يتعرض للضرب و الاعتقال و المصادرة هل الشريعة يبيت أهل المؤتمر الوطني و بطونهم مضخمة بالشبع و يبيت 95% من أغلبية المواطنين السودانيين يتضورون جوعا لذلك نرجوا من كل من يملك وثيقة أو لديه بينة ضد الفساد أن يرسلها علي عنواني لأننا بصدد كتاب عن الفساد في عهد الإنقاذ و نحصر الأموال التي ضاعت من البلاد بسبب النهب و استباحة المال العام و ننتظر رسائلكم ووثائقكم.
ملاحظة مهمة جدا أرجو من كل سوداني أن يلاحظها أن الدكتور إبراهيم عبيد أصدر قرارا وزاريا ممهورا بتوقيعه أمس لمديري كل الأجهزة الإعلامية بعدم الإشارة للأحداث الجارية في تونس أو التعليق عليها و هي تبين حالة الهلع و الخوف الذي يعيش فيه النظام حيث أن كل الدلائل تؤكد أن السودان هي الدولة المرشحة لانتفاضة شعبية بعد تونس وخاصة أن العوامل و الأسباب التي أدت للثورة في تونس هي موجودة الآن في السودان و خاصة أن و يكيليكس أكدت الرئيس البشير يمتلك 9 مليار دولار هربت من أموال البلاد في حسابات في البنوك السويسرية.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة