نعم المطالبة بقوانيين إسلامية هو السبب يا د. عبد الرحيم على
لاحظت فى الآونة الآخيرة أن الجبهة الإسلامية وفى محاولات هروبها وتنصلها من مسئولية إنفصال الجنوب تحاول أن تنفى أى علاقة لتحكيم ما يسمى بقوانيين إسلامية و إنفصال الجنوب ولهذا تراهم يصّرون على إستخدام " أن تأريخ إعلان د. قرنق التمرد كان سابقا لاعلان نميرى تطبيق قوانين سبتمبر بستة أشهر " محاولين تكذيب د. قرنق أو إيجاد تناقض فى حديثة عن أسباب تمرده . جاء ذلك فى أكثر من تصريح إبتداءاً من الترابى مروراً بنافع إلى أحدث عضو فى الجبهة الإسلامية . ورد هذا أيضا فى المقابلة التى أجراها وليد الطيب مع عبد الرحيم على رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطنى والتى نشرت بصحيفة الراكوبة الألكترونية . وبالرغم من صحة الوقائع ، أى أن التمرد فعلا جاء فى مارس 83 و سابقاً إعلان نميرى تطبيق قوانيين سبتمبر بستة أشهر إلا أن الحديث عن دستور إسلامى يحكم السودان لم يكن وليد 83 فقط وإنما بدأ قبل ذلك بكثير كما يعلم الجميع . وحتى إذا أعتمدنا حديثهم فإن لجنة صياغة قوانيين سبتمبر كانت قد بدأ تشكيلها قبل 83 وبما أن د.قرنق كان ضابط إستخبارات فإن إحتمال علمه بعمل اللجنة أو ما عزم عليه نميرى كان كبيراً وذلك قبل تمرده فى مارس 83 أو أن تمرده كان إستباقاً لعدم إعلان نميرى تلك القوانيين . ولكن الشى الذى لا جدال فيه أن المناخ السياسى قبل 83 وبكثير كان يغلب عليه طابع الدين وذلك لسيطرة أحزاب الأمة والإتحادى والجبهة الإسلامية بمشاريعهم السياسية التى تقوم ولا تزال على إنشاء دولة إسلامية فى السودان . وما فشلنا المستمر فى إعتماد دستور دائم فى السودان إلى الآن إلا بسبب تنازعنا فى هل يكون إسلامى أم خلافه ، وأن " أحد أسباب " نميرى لتطبيق قوانيين سبتمبر ما هى إلا محاولة منه لسحب البساط من تحت أقدام الأحزاب التى تنادى بدستور إسلامى وذلك لكسب ود الشارع الذى كان يغلى تلك الأيام كما يعلم الجميع . فهل ذلك مناخ يساعد أو يجعل أناس لا يدينون بالإسلام على تقليب خيار الوحدة ؟
هل هناك قوانيين إسلامية فعلاً ؟ وما هى الشريعة ؟
سئل الرسول ( ص ) لماذا جئت ؟ قال جئت لأتمم مكارم الأخلاق ، وهذا إعتراف منه بالرجوع إلى الأديان الأخرى إن إشتكل علينا أمراً فى القرآن أوالحديث أوبعد أن يقسو الإجتهاد ، تلك هى شريعته ، موجهات وأطر ومبادئ ومثل وقيم يجب أن يحذوها المرء فى تعامله مع الآخرين حتى لا يحدث الفساد وسفك الدماء .
لم يأتى ( ص ) لإقامة دولة " هذه أمور دنياكم وأنتم أدرى بها " ، كما لم ينشئ دولة . كان بالمدينة عشائر وقبائل تحكم نفسها بنفسها أما هو فقد كانت وظيفته تعليم الناس كيف يحسنون لنفسهم ولبعضهم البعض بتلك الشريعة.
وبما أن القرآن ليس ثابت وفى تجدد مستمر بمقدار تجدد الزمن والمكان إذن من الصعب أن تكون به قوانيين لأن من طبيعة القوانيين أن لا تبقى على حال واحدة ، وطالما أن حاجات الناس فى تجدد مستمرفإن ذلك يتطلب قوانيين تواكب تلك التجددات ، والله نفسه كل يوم هو فى شأن . إذن كيف هى مخلوقاته ؟
وهذا سبب إختلاف التفاسير وإختلاف الناس فى كل تاريخ الإسلام وإلى اليوم وما بعده إلى أن يتفق الناس حول ما معنى شريعة .
وهذا سبب تعصب و تشدد المسلمين الذين لا يتحدثون العربية والذين يعتمدون على ترجمات معانى آيات غير متجددة وليس القرآن نفسه .
من أين جاء فقه الضرورة ؟ هل لان هنالك قصور فى القرآن أو السنة ؟ لا ، لايوجد هنالك قصور ولكن الحقيقة أن القرآن والحديث يطالبان بشريعة فقط ليس إلا وهى أن تكون خيّرا وأن لا تكون شريراً وذلك هو الفرق بين الشريعة وما يسمى بقوانيين إسلامية ، ومعاذ إبن جبل حكّم تلك الشريعة أى مكارم الأخلاق ، والذى أستجدّ عليه إجتهد فيه .
ماهو التحريف ؟ هو التفسير بما يتوافق ويكون فى مصلحة فئة على أخرى ، أن يحدث التفسير ظلماً . ذلك ما لا تقبله الشريعة .
وفى رده أيضاً على أسئلة وليد الطيب قال عبد الرحيم على رداً على سؤال أسباب تفضيل الجنوبيين خيار الإنفصال قال ،" أن الجنوبيين شعروا أنهم مختلفين ولهذا فضّلوا دولة تخصهم ." هل سمعت عزيزى القارئ مثل هذه الإجابة من قبل ؟ من أى أحداً كان فى هذا السودان ؟ وأيضا ذلك كان جزءاً من هروبهم ون مسئولية الإنفصال . دعاة الدولة الإسلامية هم فقط الذين يودوا أن يشعر بهم الناس أنهم مختلفون لا لسبب غير أن يجدوا المبررات لحكم الآخرين والسيطرة عليهم ، من يرجعون أنسابهم لخارج السودان هم من يودوا أن يشعربهم الناس أنهم مختلفون .كل ذلك لأجل تحقيق أغراض وأهداف شخصية لا علاقة لها بدين أو نسب . الجنوبيين سواء كانوا مسلميين أو مسيحيين أو أصحاب أديان أخرى طالبوا بالعدالة والمساواة لا اكثر ، الجنوبيون يعرفون تماما أن لا فرق بينهم وبين الآخرين ، تساكنّا وتلاقحنا وتزاوجنا فجرت الدماء فى عروق بعضنا البعض أو ثقافة قلنا بسببها جميعاً أننا سودانيون . وبسبب محاولات ذلك التميز طالب وسيطالب غير الجنوبيين بالأنفصال .
نبيل منصور
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة