نادية البنا
انت سودانى وسودانى انا ضمنا الوادى فمن يفصلنا منقو قل لا عاش من يفصلنا قل معى لا عاش من يفصلنا......وبعد خمسين سنة ....انفصلنا. بشهادة وقيادة كل المجتمع الدولى الاقليمى والمحلى .....انفصلنا.... ومنقو الان يبث رسائله المختلفة عبر كل الوسائط الاعلامية معلنا ان سبب انفصاله عن نصفه الاخر وجوده تحت ادنى كل خطوط الفقر والجهل والمرض وانه بات وشيكا من تحقيق حلمه الازلى المتمثل فى بناء دولة جنوبية جديدة تضمن له ولابنائه العيش الرغد الكريم عندما يتنعم بعد الاعمار والتعمير باحدث ما قدمته التقنية المعاصرة فى المجال الخدمى ....الصحى ...العلمى...التعليمى....التكنولوجيا والاتصال....البنى التحتية وبناء الدولة والانسان.
ومنذ ان وقعت اتفاقية نيفاشا كان قد تم الانفصال. وهى السيناريو الذى صاغه ببراعة فائقة اليمين الامريكى ( جورج دبليو بوش- وقانون سلام السودان الذى اصدره الكونغرس عام2002) والدوائر الصهيونية والاتحاد الاوروبى . لتنفيذ هذه الصفقة والتى ستعود على هذه الدول بالخير الوفير.....فقال منقو لنفسه فلندعهم يعمرون بلدى طالما ان حكومتى المزعزمة اخفقت فى بنائه بصرف النظر عن كل ما سينتج بعد ذلك ....وقال البشير بالانفصال وكل دست الحكومة معه.....فلندعهم ينفصلوا (يعنى شنو ؟!!! بلا دوشة فارغة) طالما تمت الصفقة مقابل بقائى ومجموعتى فى الحكم .وقالت اسرائيل ( فتاة الغرب المدللة جدا على حساب رقاب العباد فى كل البلاد) الان جاءت اللحظة الحاسمة مع هذا الاستفتاء الرائع ...لانشاء وتاسيس كيان مسيحى وسط دول حوض النيل... واخيرا تحققت نبوءات حكماء صهيون فى حيازة الماء العذب –الثروة ولارض.اما الاتحاد الاوروبى فهو اساسا( صاحب الجتة والراس ) فهذا الانفصال وعبر الامبراطورية التى لم تكن تغيب عنها الشمس-بريطانيا- كان قد بذر نواته التى اتت اكلها الان –ابان استعماره الكوليونالى منذ القرن الماضى. اذا لم تتم هذه الصفقة البكر فسوف تتحد كل هذه الدول لاتمامها حتى من خلال التدخل العسكرى مثلما حدث فى –افغانستان – والعراق-.وامام هذا الخيار والواقع الجديد – وعلى اعتبار ان الرهان المقدم لاخى منقو هو الخروج من ظلامية التخلف لللحاق بمصاف الدول المتقدمة ليس امامنا الا القبول بهذا الواقع الحال الجديد متمنين لاخينا منقو عيش البركة والرفاه . ومتغنين معه –منقو قل قد عاش من يفصلنا قل معى قد عاش من يفصلنا . اما الخارطة التى كانت عبر الزمان تسمى بالسودان فسنودعها بنشيد لن ننسى اياما مضت لن ننسى ذكرااااها او بانشودة – الفيتورى – كان اسمها امدرمان كان جنوبيا هواها ...... كان اسمها امدرمان كان جنوبيا هواها..واصبحت الان فى خبر كان وترى ماذا سيصبح – بعد الانفصال- اسم السودان؟!!!!!!
اخى منقو
للاسف الشديد بعد ان اعادوا اكتشاف الاسلام من جديد فى السودان شمالا ..... وعلى الرغم من وجود فترات حكم شبه ديمقراطى احيانا الا ان العقل السودانى واما م صراع الحضارات الراهن بتجلياته المتمثله فى العولمة والحداثة وما وراءها- وعبر مقولاته وانجازاته اجتماعيا وثقافيا يبدو انه وبرغم ( دخول الكهرباء للمدن والارياف ردحا من الزمان فى البلاد) يبدو انه لا شئ يتسرب من النور اليه حقيقة على صعيد الحقوق الديمقراطية –التطور العام- وحقوق الانسان. فوجدناه يعيد تكرار نفسه عبر انماطه المعتادة المتمثلة فى التبنى –التوفيق- او الرفض ودائما بدعوى المحاصرة بين التراث والمعاصرة او قل الاصالة والحداثة .فى الوقت الذى يظل فيه المجتمع السودانى راكدا ناعما فى ثباته وسباته فى تبعيته وسكونه مستكينا لهذه الاعادة وذاك الاكتشاف . الذى تعتقد ايدولوجيته انه المرجعية الفاعلة والمركزية ذات التاثير الثابت العميق المستمر حتى يومنا هذا والى ان يرث الله االارض لكن التجاوزات التى تحدث باسم الدين الاسلام براء منها.واولاها انه عندما اعلن الحرب على ابناء الوطن الواحد وعلى الابناء والاجداد والاحفاد اسماهم-- كفارا واعلن عليهم الجهاد فىالوقت الذى فرض فيه الاسلام الجزية على اصحاب الديانات الاخرى معاملا اياهم افضل معاملة. ثم ماذا عن حرب دار الفور اول من كسى الكعبة المشرفة؟!!!!.اما عن تطبيق الحدود الشرعية فتجاوزاتها تعكسه الثورة التى اجتاحت العالم بسبب نشر فيديو جلد الفتاة لاحد الحدود والله وحده يعلم اين الحقيقة؟!!! لكاننا نحيا فى القرون الوسطى فتتحلزن تغييراتنا المجتمعية فى حلقات من السيئ للاسواء-
اخى منقو
تلبية لنداء حكومة الجنوب فى العودة الى الديار للاستفتاء ومن ثم الاختيار –فقد عاد اكثر من 700 الف مواطن الى الجنوب من ضمن اكثر من مليون ونصف جنوبى يعيشون ردحا من الزمان فى الشمال.وذلك ضمن برنامج العودة الطوعى الذى تنفذه حكومة الجنوب وعدد من المنظمات الدولية الراعية للبرنامج بحيث اصبح مرسى مدينة جوبا والذى كان يغرق –بعد الخامسة مساءا – فى سبات عميق بات لا ينام لكى يستقبل البواخر التى تحمل معها احلام المئات من الجنوبيين الاملين فى انشاء الدولة الوليدة القادمة والذين صاروا يرددون عبر الوسائط الاعلامية انهم كانوا يعيشون على الهامش فى الخرطوم وانهم الان سعيدين بانضمامهم الى برامج الايواء مع كثير من اخوانهم الذين فقدوا ارتباطهم بالجذور –ولا زال التهجير مستمرا الى مواطنهم الاصلية .وبالرغم من ذلك عاد كثير منهم الى الخرطوم ثانية الامر الذى دفع بحكومة الخرطوم الى التشكيك بمقدرة حكومة الجنوب على ترتيب اوضاع العائدين بصورة جادة فى بداية لمشوار جديد مع واقع اخر. فى الوقت الذى تعرض فيه الخرطوم عبر تلفازها بعض القصص لجنوبيين يرفضون العودة للجذور واخرين متزوجين من شماليات ولهم ابناء وبنات منهم وان موضوع العودة بالنسبة اليهم يبدو مستحيلا. وعلى صعيد اخر يعرض تلفاز الجنوب احاديث لعائدين يشكون من ويلات التهميش وسوء المعاملة والتعب من مطاردات بوليس الشمال للذين يتاجرون فى الخمور وغيرها.........ترى عماذا سيسفر هذا الانفصال على المستويين الثقافى والمجتمعى؟!!! فالسودانى فى شطرى الوادى(جنوبيا كان ام شماليا) هو كائن ثقافى يتشكل سلوكه و قيمه وعاداته واتجاهاته وتصوراته ومعتقداته وتتشغل بمرجعيات وبنيات معرفية مشتركة –الى جانب وجود ثقافات للاقليات بحيث تشكل فى معيتها وكليتها الثقافة العامة الغالبة التى تطبع ذهنية ونفسية المجتمع ككل – والاتجاه الغالب الان هو عدم قبول كثير من ( النفسيات السودانية) لهذا الانفصال وهذه القضية القومية الخطيرة حتى بعد ان يتم التدشين الرسمى للحظات التاريخية المتميزة الفاصلة لهذا الواقع الجديد والذى ستتحدد على نتائجه كثير من القضايا والمسائل الاخرى كقضيتى –دارفور- والبجا-.
من اقوالهم:-
( نحن نرفض اعلان دولة اسلامية فى السودان – ونرفض تطبيق الشريعة الاسلامية لاننا نريد دولة علمانية نريد بناء سودان جديد...سودان علمانى او سودان يغلب عليه اى طابع الا الطابع الاسلامى)
د. جون قارانق
( فى حال انفصال الجنوب- سنقوم بتعديل الدستور وستكون الشريعة والاسلام هى المصدر الرئيسى للدستور وسيكون الاسلام هو الدين الرسمى للدولة وستكون اللغة العربية هى اللغة الرسمية للدولة لذلك لا مجال لحديث عن التعدد الثقافى والاثنى) المشير البشير
(لا احب اللغة الدبلوماسية عليك ان تتمتع بالشفافية ) د. نافع للوس انجلوس تايمز –صحيفة امريكية –
( الاحزاب السياسية لو اعطيت عمر نوح ولو كان الشعب السودانى اهل الكهف لن تستطيع انجاز ربع ما انجزته الانقاذ ) د. نافع على نافع
( لماذا التحقنا نحن ابناء الشمال بالحركة الشعبية؟!! نحن ذهبنا الى الحركة الشعبية من اجل سودان واحد ديمقراطى ومتطور – وليس لمساعدة الجنوب على الانفصال) د. الواثق كمير
( ومع تسليمنا بان اتفاق نيفاشا2005 يمثل شانا داخليا – فان تهافت القنصليات الغربية ونجوم هوليوود والاعلام الاجنبى وحماسهم الزائد للاسراع بانفصال جنوب السودان عن شماله يشكل طمعا مخيفا يهدف لتسهيل عملية استغلال ثرواته النفطية- شرخ الشرعية الدولية وخرق سيادة اكبر البلاد العربية والافريقية مساحة)
د. ماهر ادريس البنا
( على الجنوبيين التصويت على الانفصال عن الخرطوم اذا ارادوا ان يكونوا احرار واذا ارادوا التخلص من استعمار الشمال) سلفاكير رئيس الحنوب
( اذا انفصل جنوب السودان عن شماله فسيصبح "الانفصال" حقا لكل جماعة سياسية او طائفية فى البلاد العربية ان تتحرك وتنشئ دولة- على اعتبار ان هنالك سابقة حصلت- وجرت وفق " الشرعية الدولية" والقانون الدولى وبالاخص الضمير الانسانى) غادة الحورانى –كاتبة-
(قالت سوزان اليزابيث رايس-سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة والتى عملت من قبل فى مجلس الامن القومى وعملت كمساعد لوزير الخارجية الامريكى للشئوون الافريقية فى عهد بيل كلينتون – بان مجلس الامن جاء الى السودان ليضع الخطوط تحت الكلمات وبان المجتمع الولى متحد ليتم الاستفتاء فى موعده وبان يكون متماشيا مع نصوص اتفاقية السلام الشامل. وكانت سوزان رايس قد صرحت" للاسوشييتدبرس " فى ختام رحلتها الى السودان تعليقا على حديث رئيس حكومة جنوب السودان بان الخرطوم تمارس " التعطيل" – قائلة بحتمية اجراء الاستفتاء حتى لو عطلته الخرطوم). خالد عثمان – المهاجر-
نادية البنا
ملبورن 10/01/11
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة