الانتفاضة الشعبية التاريخية ... حفاظا على ما تبقى من ارض السودان الشمالى.
بقلم/ عبد الجبار محمد ادم
يصرح البشير هذه الايام بان انفصال الجنوب ليس بنهاية العالم ... ويقول السودانيون كلمتهم الصريحة والواضحة: انفصال الجنوب يعنى نهاية حزب المؤتمر الوطنى.
يجىء الاستقلال ( الاضمحلال) هذا العام حزينا وكئيبا، وشطر عزيز من ارض السودان يعلن استقلاله فى التاسع من يناير ، استقل السودان ارضا ولم تستقل شعوبه بل استغلت ( بضم ما يلزم) ثقافيا و تنمويا منذ العام 56م، وتحول مربع الاحتلال العسكرى الى احتلال منهجى من الاستعمار الانجليزى بالوكالة للمركز ( الخرطوم) ليصب فى صالح فئة من السودانيين دون سواهم، لم تستطع تلك الفئة بان تقود البلاد الى نهج دستور دائم يؤسس للمساواة والتنمية والوحدة زهاء ثلاثة عقود حتى جاء استعمار غريب على السودان ومن نوع اخر الا وهو استعمار الحركات الاسلامية العالمية متمثلا فى انقلاب الانقاذ يونيو 89م ، والذى ادى الى تفتيت النسيج الاجتماعى والابادة الجماعية وتشتيت السودانيين فى مشارق الارض ومغاربها ليقبع هو العلى القدير على صدر الوطن يسرق ثرواته وينهب خيراته لصالح مشروعات الاسلاميين فى شتى بقاع العالم، بالنسبة للبشير وزمرته ليس المهم وحدة السودان وتجانس ورفاهية شعوبه، بل تفتيت السودان ودعم الاسلاميين عالميا،
اولا: انتفاضة اهل السودان القديم على اخفاقاتهم :
وضعت ابنة الزعيم الازهرى جلاء اعلام سوداء على منزل ابيها الكائن فى مدينة امدرمان لتعبر عن حزنها لانفصال الجنوب الحبيب، وهى تدرى ان والدها قد اسهم فى تفتييت السودان عندما اعلن امام اول برلمان سودانى بان هوية السودان هى عربية اسلامية. وبكى السيد الصادق المهدى عندما هجمت قوات امن المؤتمر الوطنى على مقر حزب الامة بامدرمان وكسرت يد ابنتة د. مريم، وهى بذلك قد كفرت عن كسر رقاب من قضوا فى مجزرة الضعين فى عهد والدها عندما كان رئيسا للوزراء عام 1987م. وصرح السيد محمد عثمان الميرغنى فى اجهزة الاعلام واعترف بان الزعيم جون قرنق قد اوصاه بوحدة السودان ترابا وشعبا، وللاسف لم يكن الميرغنى من المشيعيين لجنازة الزعيم الراحل، بل ولم يزر مقبرتة حتى اليوم. وزرفت عينا نافع وغندور دموعا بعد فوات الاوان، عندما بكت امراة من الجنوب فى ندوة بقاعة الصداقة ولسان حالها يقول: واه سوداناه ... ( خوفا لانفصال الجنوب). واصابت الهيستريا الدنيئة عفوا ( الدينية) خال البشير الطيب مصطفى وهو يزبح بقرة قربانا لانفصال الجنوب امام احد مقار الحركة الشعبية فى اليوم الاول لاستفتاء تقرير المصير لجنوب السودان، وكأنها صدقة على روح ابنه الذى زجت به قوات الدفاع الشعبى لمحارب الجنوبيين. اما المناضلين الشرفاء ومنهم الاستاذ حسنيين ودعوته لانتفاضة شعبية تؤكد جليا انة قد نفض غباره اولا من جلباب الاقطاعية ممثلة فى حزب الاتحادى الديمقراطى، وتبرأ من القديم ووقف بكل شجاعة منحازا للشعوب السودانية المقهورة تحت وطأة استعمار الحركات الاسلامية بالوكالة من قبل المؤتمر الوطنى ويعلن بان الانتفاضة على النظام فرض عين على كل سودانى.
ثانيا: المؤتمر الوطنى يهدى جنوب السودان لامريكا على طبق من ذهب:
وجدت امريكا والمجتمع الدولى ضالتهما المنشودة فى حزب البشير الضعيف كاول حكومة سودانية تعمل على تقسيم البلاد وتشريد العباد، بالرغم انها كانت لديها فرصة عظيمة بعد توقيع اتفاقية نيفاشا للحفاظ على وحدة السودان الا ان فترة الخمسة سنوات ضاعت عجافا، لم يجد المجتمع الدولى الا حزب البشير الضعيف لتفتيت السودان مقابل حفنة من حوافز ومن بينها رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب والنظر فى ديون السودان الخارجية، الحوافز جزرة فاسدة تتعفن بمجرد اعلان نتيجة الاستفتاء بعدها سوف ترفع امريكا العصاة وتفتح ملفاتها وحساباتها القديمة مع حزب البشير الذى يحكم السودان بالوكالة لصالح الحركات الاسلامية.
اذا خيار شعوب السودان الشمالى هو الانتفاضة الشعبية التاريخية للحفاظ على ما تبقى من ارض وشعوب الشمال الجغرافى للسودان متماسكة، وانهاء احتلال الحركات الاسلامية العالمية للسودان بواسطة المؤتمر الوطنى، وحتى لاتقوم حرب بالوكالة بين تلك الجماعات وامريكا بالسودان، واقامة المؤتمر الدستورى الذى يحقق الهوية والمواطنة والتى هى اساس للبنية السياسية والاجتماعية الثقافية والاقتصادية لنهضة الشعوب السودانية، وربما تعود دولة الجنوب خلال الفترة الانتقالية بعد تغيير نظام البشير وعصبته.
عليه تهيب كتائب ( جند الوطن ) الجناح العسكرى للجبهة الوطنية العريضة السودانية بالقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى وقوى الهامش فى الشمال والشرق والغرب، و مناطق الانقسنا وجبال النوبة ودارفور ، اضافة للقوى الصامتة بالمركز او الجبهه الوطنية العريضة، بان تهب من غفوتها الطويلة فى عهد البشير المظلم وعصبته الفاسدة وان تهيىء نفسها لانتفاضة شعبية عارمة واننا على اهبة الاستعداد لحمايتها عسكريا وفى الوقت المناسب ، فى شتى بقاع السودان بعد اعلان نتيجة استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان مباشرة، استنادا بان حزب البشير فقد شرعيته بانفصال الجنوب الحبيب، وسوف تقود سياساتة لتقسيم ما تبقى من ارض السودان، السودانيون على ثقة بان يكون 2011م عاما للتغيير وخير وبركة للشعوب السودانية الصابرة،
الخلود لشهداء الدولة السودانية ....
والمجد للشعوب السودانية ...
وعاشت قوى الانتفاضة السودانية صوتا مداويا للتغيير القادم ... باذن الله
عبد الجبار محمد ادم
قائد كتائب (جند الوطن) الجناح العسكرى للجبهة الوطنية العريضة – الخرطوم
بريد الكترونى: [email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة