منطقة عمليات
الرئيس عمر البشير
د. محمد عبدالسلام
إننا نواجه أوقاتا صعبة, وفي مثل تلك الأوقات تتصاعد الحساسيات لدرجة تجعل الكتابة عن بعض الموضوعات مهمة شاقة أحيانا, فلا يريد احد ببساطة أن يضع يده علي جرح كبير, أو أن يلمس وترا حساسا,
أو أن يقترب من' أنف أحد', لكن الأيام القليلة الماضية شهدت ظاهرة' ليست غريبة', فقد قابلت أشخاصا مصريين مصابين بحالة حزن حقيقي بشأن مايجري في السودان, فالحماس الذي تتم به العملية الانتخابية في الجنوب, ينبئ بأن المصير هو الانفصال, ولم يبد خلال أيام الاستفتاء الماضية أن لدي أحد في جنوب السودان القدرة علي الجهر بالوحدوية, وإلا سيبدو وكأنه خائن.
وبالطبع لايفكر أحد هناك في أن هذا الوضع يحزن بعض المصريين الذين عاشوا لفترة طويلة علي نغمة وحدة وادي النيل, أو وحدة مصر والسودان, آو نظريات العمق الإستراتيجي الذي أصبح ضحلا قليلا, ولديهم الحق في ذلك, فهم يفكرون في مصيرهم هم, وإن كان من الممكن ملاحظة أن التفكير يتم بطريقة' يوما بيوم', فلايوجد استعداد هناك للتفكير فيما هو أبعد من الاستفتاء, رغم أن المسألة كلها ستنتهي في شهور قليلة.
هنا يأتي السؤال الحساس, فبعد فترة ما, ستطرح في كتب التاريخ أسئلة مختلفة, أهمها علي الإطلاق, يدور حول المسئول عن انفصال جنوب السودان.
لن يجيب أحد الآن عن هذا السؤال, لكن أحيانا مايرغب المرء في أن يعرف ماهي مشاعر الرئيس عمر البشير في اللحظات الحالية, وكيف يري موقفه وهو يري أن الدولة التي ورثها عن سابقيه, باعتبارها أكبر دولة إفريقية, وربما عاشر دولة من حيث المساحة في العالم تنقسم أمامه وفي عهده هو, وكيف سيبدأ بعد فترة في رسم خريطة جديدة تختلف عن تلك التي كنا نرسمها ونحن' مغمضو الأعين' في حصص الجغرافيا, وهل يعتقد هو شخصيا أنه المسئول عن الانفصال, خاصة وأنه وصل إلي الحكم في عام1989, أي منذ فترة طويلة, وجري كل ماجري أمام عينه وبين يديه. لن أستكمل ذلك بالحديث عما يطرح أحيانا بشأن الطريقة التي كان الرئيس البشير ينظر بها إلي الجنوب, فهي ليست تحليلات مؤكدة, لكن لنأمل علي الأقل أن تتم قراءة أي دروس, فالمهم الآن, فيما يبدو, هو المحافظة علي الشمال.
نقلاً عن الأهرام المسائى
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة