إبك يا وطني الحبيب
CRY MY BELOVED COUNTRY
أحبك بتضحك و أحبك عبوس في عزة جبالك ترك الشموس ....
.....
نلتقيك اليوم يا وطني لقاء الأوفياء
قد تنادينا خفافاً كخيول الريح في جوف العتامير تنادينا
لك يا أرض البطولات و ميراث الحضارات نغني اليوم في عرس الفداء ....
أشحذ قلمي اليوم مرة أأخرى كاتباً – رغم ضعف و وهن صلتي بالكتابة في الصحافة و لكن الأمر جلل و و ما تحبل به قادمات الأيام أفدح إن لم يتم التدارك للوطن من قبل أبنائه بمختلف أطيافهم فتلك الأيام ما هي إلا ثوان معدودات بحسابات التاريخ و خلود الأوطان .. و لات ساعة مندم إن ولت الأيام و انصرمت و صار السودان في خبر (كان و أخواتها ) و حينئذ تكون ما أمرها من لحظات و ثوان أعمارنا عندما يكون باطن الأرض خير من ظاهرها لجيلنا إن تمزق الوطن ..إنني أكتب من منطلقي العقل و العاطفة في آن واحد معاً من أجل وطني الذي ينبض قلبي بدمه الذي يسري في عروقي متترجماً حباً ووفاءاً لهذا الوطن الشامخ الذي نهلنا من معينه السلسال العلم منذ بواكير الطفولة في بورتسودان حتى جامعة الخرطوم و ما أدراك ما جامعة الخرطوم في عهدها الذهبي أخلاقاً وعلماً فقد كانت في مصاف أرقى الجامعات في العالم.. و آه ثم آه مما للحديث من شجون عندما يكون الوطن هو محوره و فلكه لا سيما من أرض الإغتراب ..
و ما زال يدق ناقوس الذكريات العذبة عن وطننا العظيم السودان في عالم غربتنا و أقيانوسها المتلاطم الأمواج الذي لا يعلم قرار سفينتنا فيه نحن المغتربين إلا علام الغيوب فقد تسلم الجرة أو تتهشم مهشمة معها رأس صاحبها و هكذا هي سنة الحياة .. لكن كما تعلمنا في وطننا قول الشاعر :
و للأوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستحق
وقول آخر :
بلادي و إن جارت عليَ عزيزة و أهلي و إن ضنوا عليً كرام
وقول آخر أذكره بزفرة حرى تنطلق من القلب و تزلزل الكيان :
منقو قل لا عاش من يفصلنا
و أرددمن القلب قبل اللسان مليون ألف مرة (لا) في البيت الشعري أعلاه البسيط لفظاً و العظيم معنى , بل والأعظم أبعاداً.
.. يا قومي يا للهول هل يتمزق وطننا و ننعم بالحياة ؟ تصوروا لو أن رعيل الإستقلال- الذين ضحوا بالأنفس و النفيس و قدموا الأرواح و المهج لإستقلال السودان الحر الموحد كانوا على قيد الحياة - رأونا نحن أبناءهم نضيع و نفرط في الأمانة التي عهدوا بها إلينا و يا لها من أمانة إنها أمانة الوطن الحر الموحد الشامخ التي يجب علينا تسليمها للأجيال القادمة كما سلمها لنا آباؤنا و أجدادنا ؟
تعالوا يا أهلنا –أهل السودان إلى كلمة سواء نتفق علها لننقذ –أكرر لننقذ أمانة من أعظم الأمانات في أعناقنا – ألا وهي أمانة وطننا العزيز و كما قال أحد شعرائنا
جدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي اللي ما ليه تمن
ولنلقن المتربصين بوطننا درساً في توحد وطننا الذي كثر المتربصون و الطامعون في ثرواته و هم رابضون في إنتظار الإنقضاض على الفريسة فور إنفصال أجزائها ..
و في الختام أقول: قلبي على وطني ... لن يرحم التاريخ جيلنا هذا إن تمزق وطننا في عهده ,,فليتنادى أهل الفكر و الرأي الغيورون على الوطن لينقذوا الوطن من براثن التفتت و الإنقسام و الضياع فأعداء السودان يتربصون للإنقضاض عليه تقسيماً و نهبا .......و تباً ثم تباً للأهواء الشخصية و النزاعات و النعرات من قبل أبناء جيلنا أبناء الوطن الواحد في هذه المرحلة المفصلية الحرجة و الخطرة لوطننا ليكون أو لا يكون .. وتباً ثم تباً لمن لا يمتون لوطننا بصلة ويقولون (السودان للبيع )...و لي عودة فوطننا يستصرخ أبناءه لنجدته و إنقاذه مما يخبؤه بعض أبنائه له!!! و إبك يا وطني الحبيب .... CRY MY BELOVED COUNTRY
محمد عثمان محمد
مستشار قانوني
الرياض السعودية
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة