|
|
Last Updated: Jan 12th, 2011 - 22:21:57 |
كلام الناس الثلاثاء
نور الدين مدني
لا تراجع ولا نكوص
* بحمد الله وتوفيقه مضت عملية الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب بسلاسة
|
نور الدين مدني |
رغم الأحداث المؤسفة التي حدثت في أبيي وفي ولاية الوحدة، وهي أحداثٌ
متوقعة، ولكن المهم محاصرتها وتجاوزها لكي تنتهي عملية الاستفتاء بسلامٍ
وأمن.
*مرةً أخرى نهنئ أهل الجنوب في الداخل والخارج بممارسة حقهم الدستوري
والتعبير عن إرادتهم، ونبارك لهم مسبقاً نتيجة الاستفتاء حتى وإن كانت
لصالح الانفصال الذي لم نكن نريده أن يتم.
*كل هذا لا يبيح لأولي الأمر في الشمال أو الجنوب الحجر على آراء ومواقف
الآخرين ما دامت تتم بصورةٍ سلمية، وفي هذا نستنكر ما حدث في مقر حزب
المؤتمر الوطني بواو، ونطالب بإطلاق سراح المعتقلين واحتواء الأمر سلمياً
بل والسعي لإتاحة الفرصة لكل الأحزاب والفعاليات السياسية في الجنوب
لممارسة حقها في التعبير عن مواقفها وآرائها سلمياً لضمان الاستقرار
الأهم لإستكمال بناء دولة السودان الجنوبي إذا تم الانفصال.
*نستنكر أيضاً ما حدث في منزل الزعيم الراحل المقيم إسماعيل الأزهري الذي
حاول فيه بعض المنتسبين للحزب الاتحادي الديمقراطي "الموحد" التعبيرعن
حزنهم للنتيجة المتوقعة من الاستفتاء بصورة سلمية وحضارية، ولا نرى في
عملية توشيح منزل الأزهري بالسواد العام ولا في التعبير بالرسم ما يخل
بالأمن والسلام العام.
*لم يكن هناك ما يبرر اعتقال ابنة الزعيم الأزهري عضو المكتب السياسي
للحزب سامية الأزهري، ولا مسؤولة الإعلام عبير عثمان، ونحمد الله أن
انتصر صوت العقل ولم يتم اعتقال أحد، ولكن ما حدث يعطي إشارةً سالبة لما
يمكن أن يحدث إذا تم التضييق على الحريات في محاولة للعودة للمربع الأول
للانقاذ الذي تجاوزه الواقع العملي.
*إن انفصال الجنوب- إذا تم- لا يعني النكوص عن العملية السلمية التي
عززتها اتفاقية نيفاشا 2005م، والاتفاقيات الأخرى التي فتحت الباب أمام
المعارضة الخارجية للعمل سلمياً من الداخل، ولا يعني التراجع عن الحريات
السياسية التي تكفلها السماء قبل الأرض؛ فالله سبحانه وتعالي ترك لابن
آدم الخيارين إما الشكر أوالكفر، فما بالكم في أمور الدنيا التي قال فيها
خاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم: "أنتم
أعلم بأمور ديناكم".
كلام الناس الاربعاء
الحزن وحده لا يكفي
* بعيداً عن السياسة ودهاليزها وحيلها التي أعيت صناعها، دعونا نحول
الحزن النبيل الذي بدأ يعبر عنه بعض المواطنين بوسائل مختلفة مثلما فعل
صاحب وكالة انباء الخرطوم سابقاً مدير المركز الثقافي بالخرطوم بحري علي
طه مهدي الذي قام برفع الأعلام السوداء بمنزله وبمقر المركز للتعبير عن
حزنه للمتوقع من نتيجة الاستفتاء من امكانية انفصال الجنوب عن الوطن
الأم.
* أسرة (السوداني) من إدارة وتحرير وعاملين بادرت بتبني مشروع وداع حميم
للمواطن السوداني من أهل الجنوب أمانويل تعبان، وقدمت ما تستطيع بصورةٍ
رمزية للتعبير عن حزنها لفراق أمانويل وسط مشاعر إنسانية صادقة تعبر عن
عمق العلاقات التي تربط بين ابناء الوطن بغض النظر عن معتقداتهم أو
أعراقهم أو انتماءتهم السياسية والجهوية.
* إن العودة الطوعية للنازحين حق مشروع بدأ تنفيذه بموجب قرار مجلس الأمن
1590 في عام 2006 وفق خطة وضعتها الأمم المتحدة بموافقة طرفي اتفاقية
نيفاشا، وتم بموجبها مساعدة عدداً كبيراً من النازحين واللاجئين للعودة
الى مواطنهم، ولكن بقيت أعدادٌ كبيرة منهم في الشمال.
* مع بدء ترتيبات التحضير للاستفتاء على تقرير مصير الجنوب قررت حكومة
الجنوب وضع خطة عاجلة لإعادة المواطنين من أهل الجنوب الى مواطنهم، ولكن
واجهتهم مشكلات جعلت بعض العائدين معلقين بين الشمال والجنوب، بعضهم لجأ
الى خارج البلاد، وبعضهم عاد الى الشمال مرةً أخرى.
* ليس الوقت الآن وقت تلاوم، ومن الذي تسبب في دفع أهل الجنوب مضطرين
للدخول في هذه التجربة الانسانية الصعبة، بل إننا نبارك للذين ارتضوا
بكامل إرادتهم ممارسة حق تقرير المصير الذي كفله لهم الدستور وقانون
الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب، ولكننا نتحدث عن واقع انساني يحتاج الى
تحرك شعبي إيجابي للمساهمة الفاعلة في دعم هؤلاء المواطنين دون التدخل في
خياراتهم الطوعية.
* إننا نعول أكثر على منظمات المجتمع المدني في كل ربوع البلاد لاقتناعنا
بأن الواجب الإنساني الأخلاقي يحتم على الجميع بمختلف معتقداتهم وأعراقهم
وتوجهاتهم السياسية وجهاتهم الجغرافية الفعل النافع من أجل مد يد العون
والمساعدة والدعم للمعلقين من النازحين وحماية حقوقهم في العودة الطوعية
لمواطنهم.
* هذا لا يعني فرض العودة على المواطنين من أهل الجنوب في الشمال، وإنما
لابد من حماية حقهم في مواصلة حياتهم بسلامٍ في وطنهم الكبير ليظلوا جسور
اتصال بين المواطنين السودانيين في المستقبل إذا تم الإنفصال، وليعززوا
معنا جميعاً دولة المواطنة والتعايش الإجتماعي السلمي بين كل مكونات
السودان الباقي في حال الإنفصال.
* إن مشاعر الحزن النبيل وحدها لا تكفي لمحاصرة تداعيات الاستفتاء التي
بدأت تلقي بظلالها السالبة على المواطنين، خاصةً في منطقة ابيي التي لم
يحسم أمر وضعها بعد، ولابد من تحويل هذا الحزن الإنساني الى جهود عملية
لمحاصرة هذه التداعيات، خاصةً في الجوانب الإنسانية دون أن يعني هذا
إعفاء الحكومة الإتحادية وحكومة الجنوب عن مسؤوليتهما في حماية أمن وحقوق
المواطنين، خاصةً في مناطق التمازج التي ينبغي أن تظل آمنة بمنأى عن
خلافات حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
مقالات سابقة
مقالات و تحليلات
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 05 سبتمبر 2010 الى 25 ديسمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع
|