جيعان وعندك أخلاق..؟؟
شمائل النور
في (عز) هذه القضية المفصلية،والأسعار تلتهب دونما رحمة،والمواطن يبدو انه سوف يأكل في خاطره إن إستمر الوضع بهذه الصورة،وسط هذا الجو الملتهب،تحدثنا الحكومة عن كيف ان مسيرتها لن تتوقف بانفصال الجنوب،وكيف انها سوف تصب جل جهدها في تحصين الشباب وحفظهم من الشياطين التي تتلاعب بهم،ذلك حتى نخلق أسر وأجيال تربو على الأخلاق الفاضلة والكريمة،والذي لا يعيش في السودان يتخيل ان البلد (ماشية على حل شعرها)،لكن جميل جدا أن يكون المجتمع نظيف،ومن وجهة نظر الحكومة لن يتأتي هذا إلا بالتطبيق الرادع لحدود الله الشرعية على كل من تسول له نفسه بفعل لا يمثل فيه الشيطان دور المتهم.
في هذا الوقت الذي يُجبر المواطن فيه على التقشف أكثر مما هو متقشف،ويبحث عن طريق حلال للقمة عيش كريمة وأحيانا كثيرة يضل عن هذا الطريق الحلال،أيضاً المواطن المسكين المغلوب على أمره مطالب بالحفاظ على منظومة الأخلاق كاملة دون مساسها باي شائبة تشوبها،ولا يُقبل فيها المجاملة،ودون ذلك القطع والجلد،كيف نساوي بين طرفي هذه المعادلة.؟ ان المجتمع المعافيى الذي يخلو من أي مظهر سلوكي منحرف أو اية ممارسات مشينة وفق هذا البناء الأخلاقي المتكامل هو في الواقع مجتمع لا ينهكه التفكير في زيادة سعر الخبز او السكر أو هو غير مشغول أصلا بهموم المعيشة المعقدة التي كبلتنا بها الحكومات،وصرنا لا نفكر إلا في كيف نأكل وكيف نشرب،فكيف تكتمل الأخلاق تحت وطأة الجوع.؟ وكيف نخلق مجتمع ملائكي لا سرقة فيه ولا زنا ولا إغتصاب ولا قتل ، واهله جوعى.؟
توقعت لو ان الخطاب الحكومي في هذه المرحلة ركز على تخفيف أعباء المعيشة ودعم السلع الأكثر إستهلاكا،والتي زدناها نحن إستهلاكا بالحديث فيها،المعيشة فقط دون سواها من القضايا الجانبية،وكنت أتوقع أكثر ان يكون هناك تحول كبير في الخطاب بحيث يتحول من الخشونة إلي الأقل خشونة ولا نطمع في أكثر من ذلك،لان المرحلة الحالية صعبة الهضم للجميع حتى وإن إتفقنا حول أسبابها،فالمواطن المسكين مازال ينتظر وينظر عبر المنابر الإعلامية عله يسمع خبرا يحمل له خيرا،لكن للأسف الشديد لا شيء يسر المواطن،وإن كان هناك مجرد نافذة للسرور هو أن تستقر الأوضاع كماهي،دون أن تسوء أكثر مما هي عليه،والحال الواقع لا يبشر.
لو وفرت الحكومة للمواطن كل سبل العيش الكريمة وذللت أمامه كل الصعاب التي تحول بينه وبين العيش الكريم،وإحترام الحريات الإنسانية،وتوفير وضع إنساني،سوف تجد الحكومة نفسها أمام مجتمع تصبو إليه دون أن تدعو اليه بالتهديد بالصوت الجهير وسوف توفر على نفسها الكثير.لكن أن نطلب من الذي يموت جوعا ان لا يسرق،هل هذا يقبله المنطق،فهذا (كباسط كفيه إلي الماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه)
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة