القوة .. أيضا
لقد حدثتكم في مقال سابق عن مصطلح القوة . و كيف فهمت عند تناول قضية دارفور في أبوجا . من قبل الوساطة الإفريقية وبقية الحضور من المجتمع الدولى . ... حينها كان الجميع يحصون أجهزة الثريا و سيارات اللاندكروزر اللتي تمتلكها الحركات . مما دفع حركة العدل والمساواة فيما بعد أبوجا أن تعيد رسم سياستها طبقا لهذا التعريف للقوة . و تبعا لتقلبات العلاقات الإقليمية في تلك الفترة إستطاعت الحركة أن تقتنى من الموارد مما أهلتها لجمع طابورا طويلا من السيارات و توزع عددا كبيرا من أجهزة الثريا , بل أضافت الووكتوك ) الي منظومتها . الخبراء يسمون هذه العناصر مع عناصر أخرى شبيهة بعناصر القوة الصلبة .
فيما بعد أبوجا تغيرت المصطلحات على مستوى العالم .. .. و لمصطلح القوة نصيب في هذا التحول . إذ أتى الي سدة الرئاسة في أمريكا الرئيس أوباما الذي لديه تعريف للقوة يختلف عن سلفه . وهو تعريف أشمل للقوة ظهرت أولى تطبيقاته بما يسمى القوة الشاملة . التي تعنى تكامل عناصر القوة الصلبة و الناعمة . والظروف المناسبة لإستعمالاتها . .. و لا غني في عالم اليوم إلأ أن يكون المرء مالكا لهاتين العناصر من القوة .
الخبراء يعرفون القوة الناعمة .. .. بمجموعة المؤثرات القيمية .. و المبادئ و الأساليب و السلوك الحضاري الإنسانى .. بلإضافة الي الموروث الثقافي و أساليب تقديم العون الإنساني .. و الإقتصادي و التلقي من الأخرين . مما يعضد التواصل و الإستحسان من المجتمع الإنساني . و تلقي السند و الدعم الدولى و بناء الصداقات و التحالفات . .. .. كما يعني أيضا منظومة القيم تلك .. في دعم التماسك الداخلي و إلإنصهار المجتمعي .
فكرة ( المقبولية ) كعنصر من عناصر القوة الناعمة قديمة قدم التاريخ الإنساني .. .. و سجلت التجربة الصينية في هذا الإتجاه وقائع يمكن الرجوع و الإعتبار بها . كما ذكرت في مقال سابق تنكرت حركة العدل و المساواة ليس لهذا القيم و حسب و لكن حتى لقيمها الراتبة في هذا الإتجاه و أنكرت على رفقاء دربها في ثورة دارفور .. .. و بذلك فقدت ( المقبولية ) لديهم .. و من خلفهم أهل دارفور . .. و لا أريد أن إسترسل في سلسلة المفقودات هذه الثروة القيمية لكن أجمل لأقول أن الحركة إضطرت بكسب من سوء سلوكها . . الأطلال على قضية دارفور من شرفات المسرح بدل أن تكون رائدة و قائدة لها .
على النقيض تعى حركة التحرير و العدالة التزاوج بين عناصر القوة المختلفة . لذلك أصرت أن تستكمل وحدتها الداخلي , رصا لعناصر المقاومة جميعا في طابور واحد لمواجهة المؤتمر الوطني . لا زالت معقد العدل والمساواة في هذه الوحدة فارغا يتنظر شاغريه ., لم تصرفها الإستهتار و الشتائم من هنا و هناك . ... التي ووجيهت بها عن جادة الطريق .. حتى صرعت المؤتمر الوطنى في بيان حجة دارفور أمام الوساطة الأممية الإفريقية , في واقعة الدوحة . هذه فقط جولة أولي و هنالك جولات معارك تلى ... و لن تتراجع الحركة في أى ميدان في ريادة قضية دارفور أمام طغمة المؤتمر الوطنى مهما كلفها ذلك . فهي ثورة حتى النصر .
عثمان واش
6يناير 2011
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة