|
|
Last Updated: Jan 12th, 2011 - 22:21:57 |
اعلان دولة جنوب السودان لحظات الحزن والفرح
بقلم \ عبدالعزيز احمد عمر
اعتقد بان الدولة السودانية تتسع على مساحة شاسعة تمتد الى مليون ميل مربع من نملى الى حلفا ومن الجنينة الى طوكر وتعتبر الدولة السودانية من اكبر الدول على مستوى القارة الافريقية و تخبرنا الابحاث الاثرية بان من ضمن الحضارات الانسانية على مستوى المعمورة انطلقت من ارض السودان منها حضارات وممالك فى عصور قبل التاريخ وابان العصر المسيحى والعصر الاسلامى لذا تكالب عليها الطامعين من الخارج وكانت حملة محمد على باشا على ارض السودان فى عام 1821بمثابة نهاية للارث الثقافى القديم وتاسيس نظام جديد باسم المركزية والسلطة الادارية فى الخرطوم مما خلق نوع من اشكال الحكم الشمولى ولكن منذ استقلالها من الاستعمار ( الخارجى ) عام 1956 واثناء تعاقب الحكم الوطنى بمافيها الانظمة الديمقراطية والعسكرية ( الشمولية ) ظل السودان يعانى من اختلالات متعددة منها اختلال ميزان السلطة وتقسيم الثروات وغياب الشفافية والحكم الراشد والديمقراطية والتعددية مما انتاب شعور للمواطن السودانى فى الاقاليم المختلفة من ضمنها اقليم الجنوب , ودارفور وجبال النوبة والنيل الازرق والشرق بان مايسمى بالاستقلال كان بمجرد استنساخ الاستعمار الخارجى بواحد داخلى وبطريقة يمكن ان نقول بانها اكثر تخلفا فى ادارة البلاد مما دفع شعب الجنوب الى ثورة قامت على مبدئين (الاول )الاحتجاج والمطالبه بنظام حكم خاص للجنوب بحيث يمكنهم من ادارة شانهم ولكن عندما سفه مطلبهم من قبل السلطة المركزية انذاك سطع المبدا (الثانى) وهى الثورة المسلحة التى انطلقت فى منتصف الخمسينيان تعبيرا عن الغضب الذى انتاب الجنوبيون من عدم الاستجابة لمطالبهم بصورة سلمية فانطلقت (المجموعة الاولى) المسلحة والتى تسمى عند الجنوبيون بالانانة (ون) مما فتح باب للتفاوض بشان قضية الجنوب فى اديس ابابا عام 1972 وتم بموجبه اتفاق سياسى لمعالجة الازمة فى عهد الرئيس السابق جعفر نميرى ولكن سرعان ماانهار الاتفاق بسبب تسويفها فلم تتوقف النضالات فانطلقت مجموعة جديدة بسبب انهيار اتفاقية اديس ابابا تسمى مجموعة الانانة (2) فناضلت على مستوى الساحة العسكرية وقادت معارك ضارية مع القوات الحكومية فبعد حقبة زمنية ميسورة نظمت هذه المجموعة نفسها واعلنت عقيدتها كونها حركة مطلبية خاصة للجنوب الى حركة ثورية قومية اطلقت على نفسها الحركة الشعبية لتحريرالسودان والجيش الشعبى لتحرير السودان فتكالب عليها قيادات من مختلف اقاليم السودان وسطع على قيادتها الدكتور جون قرنق ويعتبر المؤسس الفكرى وقائدها الراشد واستلهم بفكره الراى السياسى السودانى والمجتمع الدولى مما خلق للحركة شرعية سياسية وعسكرية وتفويض شعبى وبعد نضال طويل وبسبب ضغوط داخلية وخارجية جنحت الحركة والحكومة السودانية الى الحوار والتفاوض برعاية الايقاد وتوصل الطرفان الى اتفاقية فى نيفاشا الضاحية الكينية سميت اتفاقية السلام الشامل وفى تقديرى ارى بان اتفاقية نيفاشا بالرغم انها اوقفت الحرب التى راح ضحيتها ملايين السودانيين لكن انها لم تستطيع من تحقيق اهدافها السامية وهى السودان الجديد الذى يتشدق بها كافة قوى الهامش كونه مفارقة مابين الافكار القديمة التى تدعو الى الحرمان والتطرف و مابين الفكار الجديدة التى تدعو الى الاحتضان والسعة فتضارب التيارين الجديد والقديم ساعد فى اجهاض فاعلية الاتفاقية مما جعل الجنوبيون من التخدق فى حق تقرير المصير الذى يمكن ان يقال بان حق تقرير المصير كان بمثابة الضمان الوحيد الذى يحدد مصداقية فعالية النظام فى التفاعل مع تنفيذ الاتفاقية بصورة شاملة لكن اليوم الذى اكتب فيه المقال يصادف اليوم الاول لاجراء الاستفتاء للجنوبيون فى تقرير مصيرهم اما اختيار الوحدة فى ظل الدولة الحالية او اعلان دولة مستقلة فباى حال استطيع ان اقول بان الجنوبيون فرحون فى اختيار مستقبلهم وجميع المؤشرات تؤكد بان خيار الانفصال او الاستقلال يمكن ان نقول هو الخيار المتوقع وان زيارة الرئيس عمر البشير الى جوبا مؤخرا واعلانه قبول خيار الانفصال يعنى اعلان انفصال الجنوب من طرف واحد من قبل المؤتمر الوطنى وعلى كل مطلع على حيثيات اتفاقية نيفاشا من بواكيرها يتفهم بان انفصال الجنوب وقع بالفعل منذ التوقيع على الاتفاقية فى عام 2005 فالسودانيون بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والجهوية والقبلية كونهم مواطنون حزيينين بانفصال اخوانهم الجنوبيون عنهم ولكن يغلب عليه فعل شى ليرضيهم نسبتة لعدم قدرتهم على فعل شى ويعنى بان الامور فى السودان يتربع عليها الحكومات (المؤتمر الوطنى) والحكام هم الذين يتحملون مسئولية انفصال الجنوب والحروب فى كافة الاقاليم المختلفة فنحن نعتقد بان قيام دولة فى الجنوب سوف تكون دولة قوية وذات مكانة مرموقة على كافة الاصعدة الاقليمية والدولية اذا ماء استفاد القادة فى الجنوب من الازمة الكلية للدولة السودانية وذلك ان تقوم دولة الجنوب على الديمقراطية والتعددية و صيانة الحقوق وان تخلق الدولة الوليدة سياسات خارجية معتدلة تقوم على العقلانية والواقعية وحسن الجوار فاما الشمال المتبقى يمكن ان يقال بان اذا لم تحل فيها الازمات الحالية واعادة النظر فى تركيبة الحكم الحالى فان الخيارات يمكن ان تكون مفتوحة. |
مقالات سابقة
مقالات و تحليلات
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 05 سبتمبر 2010 الى 25 ديسمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع