لا سلطة تعلو على صوتك ايها الجنوبي سوي سلطة الخالق الذي خلقك حراً كريماً عزيزاً / أ / عزيز كافي
جنوب السودان كتاريخ وحضارة وكيان سياسي وحاضر ومستقبل ، بات يقف اليوم مباشرة امام مفترق طرق خطير ومصيري اكثر من اي وقت مضى وازمات عصفت وولت، إذ يقف اليوم شعباً ووطناً وقوي سياسية واجتماعية امام خيارين لاثالث لهما ، فأما ان يكون كما يجب ان يكون شكلاً ومضموناً.. اولايكون فلن تقوم له قائمة بعد..
يا شعب جنوب السودان الاحرار في الداخل والخارج قادةً وقاعده ، انتم موعودون اليوم الاحد الموافق التاسع من يناير /2011 بيوم عظيم ومقدس لصناعة التاريخ لانفسكم بمناسبة التصويت لصالح البقاء في وحدة طوعية او الخروج من المأزق التاريخي الذي اوقعته السياسات الهوجاء والممارسات الخاطئة للتركيبة الحاكمة في الشمال, وانتشال الجنوب من مخاطر الكارثة الوطنية والحرب الاهليه التي إستمرت قرابة 37 عاماً، فصوتك امانة ومعركة تاريخية.
سوف تذهبون اليوم الي صناديق الاقتراع وعليكم ان تتذكروا نضالات الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان واسماء المؤسسين و القادة الكبار الاحياء منهم والشهداء، سلفا كير، فاقان اموم ،جيمس هوث، نيال دينق، اوياي دينق، وبقية العقد الذين وضعوا حجر الاساس للثورة من اجل هدف نبيل هو ان يعيش شعب جنوب السودان حياة كريمة لذلك حاربوا فترة 21 سنة متواصلة فقدوا خلالها من الرفاق ما يقارب 3000 ثلاثة مليون شهيد وشهيده ورغم ذلك قهروا كل المستحيلات وهزموا الجيوش وحرروا الاراضي بالسلاح حتي وصلوا الي محطة (نيفاشا) كفترة إنتقالية سياسية عمرها 6 سنوات لإلتقاط الانفاس والتفكير العميق في مستقبل الجنوب وفرصة للشماليين لجذب إخوتهم في الجنوب الي وحدة طوعية وقد حكم علي تلك الوحدة الكاذبة بالفشل التام لعدم رغبة المؤتمر الوطني في ذلك بعد هزيمتهم في كل المعارك السياسية من قادة الحركة الشعبية وخوفهم من مغادرة كرسي السلطة، خلال الفترة الإنتقالية ظل قادتكم يرفعون شعار وحدة السودان - على أسس جديدة - يتساوى فيها السودانيون بقيم العدالة والحرية والكرامة إلا ان ذلك لم يجد اذان صاغيه، لان هدف المؤتمر الوطني الشريك في الاتفاقية كان همه الاول والاخير السلطة شرعياً او بالتزوير وفعلاً نجحوا في مخططهم لانهم ضمنوا فترة 5 سنوات زوراً، و لكنهم وقعوا في شر اعمالهم عندما وجدوا كل شعب الجنوب قد بني جدار عازل يفصل بين وحدة السودان القديمة والوحدة باسس جديدة.
اخي واختي عليكم كمواطنيين جنوبيين عاديين ان تتذكروا اسلوب الترهيب والترويع والقمع والقهر والفرض بالاكراه التي تم ممارسته في حقكم كمواطنيين درجة ثانية و جلبت لكم ويلات المصائب والكوارث والفتنة والحروب وعدم الإستقرار والتشريد والتي بنت في انفسكم مرارات تاريخية لا تنسي ثم قرروا مصيركم بانفسكم وهذه هي اللحظة المهمة لاجيال ذاقت ويلات الحروب يقررون مصيرهم بانفسهم مع تقديم الشكر للحركة الشعبية لتحرير السودان التي اوصلتكم الي صناديق التصويت.
بعد ذلك عليكم ان تترحموا علي ارواح الشهداء علي راسهم،د/ جون قرنق وناشقاك، مؤسسي الحركة الشعبية لتحرير السودان وبقية الشهداء الذين ضحوا بارواحهم ودمائهم ، ثم تتحركوا جميعاً سريعاً كتفا الى كتف ويداً بيد في مسيرات شعبية متجمعه وبخطوات ثابته من كل احياء مدينة جوبا – ملكال واو، وباقي مدن العالم ، والتوجه الي مراكز التصويت و إعلان دولة جنوب السودان وتحديد مستقبلكم ومستقبل الوطن الذي تاخر كثيراً، و بتلاحم كل شعب جنوب السودان و بصفاء النفوس والرؤية وصوابية القرار اؤكد لكم بانكم قادرون علي بناء الغد المشرق والأمل الواعد لانفسكم ولأبنائكم واحفادكم واجيالكم القادمة من بعدكم بالتصويت للإنفصال ولا شيء غير الإنفصال والتحرر من قيود الجلابة التي دامت 55 عاماً ، وهذا اقل ما يمكن ان يكافي به الشعب في الجنوب مؤسسي وشهداء الحركة الشعبية.
عليكم ان تختار الإنفصال بدون خوف لانه لا سلطة تعلو على صوتكم سوي سلطة الخالق الذي خلقكم احراراً كريماً عزيزاً غير مقموع ولا مستعبد لاى قوة على الارض.
مهما قدمتم من التضحيات فإنكم لن توفوا الرفاق من المؤسسين والشهداء في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان حقهم، فلهم كل التحية علي ما قدموه من تضحيات ونضالات
وعاش الشعب وجنوب السودان حراً مستقلاً . |