التحرير و العدالة في منبر السلام الأخير
أمين عبدا لماجد أحمد أمين
[email protected]
منذ ظهور الناس في مسرح هذا الكون أو بعد حين من ذلك . انقسم الناس, ما بين قابع مستسلم للواقع و ما هو متطلع إلي الأفق لهذا سمو بموجب عناوينهم من الصراع . قوي تمثل الشر وهي التي تعمل في الظلام تجسيدا للمكر و الأنانية الموغلة باتجاه فرعنة الذات, بالمقابل هنالك قوي الخير التي تعمل في النور من اجل للحب و الحقيقة و الجمال ولارساء قيم النبل و الشهامة و التجرد و الانحياز إلي الضعيف و المظلوم و المكلوم .
إن الصراع الأزلي بين هاتين القوتين العبرة فيه بالنهايات و الخواتيم وحتمية الغلبة للخيردوما . لان مستقبل الناس و تعمير هذا الكون ملقى علي عاتق الثائرين علي معطيات كل واقع متردي لا يليق بآدمية البشر و كرامتهم من اجل التغيير الايجابي باستيعاب المتغيرات للواقع و ثوابته واستقراءها علميا وفق جدلية التاريخ لتطويعها والاستفادة القصوي منها من اجل الانتصار للإنسان و تعمير الأوطان. تلك هي مسلمات حركة جيش التحرير و العدالة والمنطلقات الفكرية لكل من انتمى إليها.
إن قوي الظلام و التضليل مازالت سادرة في وهمها و ايهامها للناس وخادعة لهم , لتتلمسس لها مكانا في الصدارة رغم عمي بصيرتها وقصر نظرها كعهد هؤلاء عبيدا للمال و الجاه يتباهون بإدامة معاناة الغلابة الصابرين علي ضنك النزوح و زل اللجوء و التشرد ومر غربة في وطن بعد عز و زين حال فيسلبوا بذلك أمل الشعب في الخلاص من معاناتهم و محنتهم . تلك القوى تتزايد بفقر الشعب و جوعه و حرمانه و ترهن سلامته و أمنه و استقراره لأطماعهم الشخصية وأوهامهم. قوى الظلام تعمل جاهدة لإطالة أمد الصراع إلي حين اقتناص فرصة لمصادرة مكتسبات أهل دارفور و التخلي الفج عن قضاياهم واختزالها علي نحو معيب الي سقف تفاوضي لا يتناسب بل يتناقض و مشروع الثورة النضالي و المطلبي (الاتفاق الإطاري لحركة العدل و المساواة مثالا) . لم يحسنوا إيجاد تكتيك يمكنهم من التنصل من اتفاقهم الإطاري سوى محاولتهم اليائسة للتشكل من جديد وذلك بدعوتهم لخلق جبهة مع تنظيمات هم أنفسهم أكدو على عدم و جودها – الحركات الصفرية - ومع ذلك تطاولوا علي منجزات الثوار الأحرار التي انحازت لها الوساطة الدولية .
إن استعانة العدل والمساواة بعرابها الشيخ الترابي و رحلاته المكوكية للدوحة و تسخير كل إمكاناته وعلاقاته كي يعيد لها الاعتبارفي المنبر بعد ان فقدوه بعنجهيتهم وكبريائهم . كانت تظن انها مقدمه فأل عليها لكن خاب ظنهم فيه, لقد ظنوا انهم بعصاه السحرية يقطعوا الطريق علي الاتفاق المرتقب رغم مخاطبته لجذور المشكل,, لكن يبدو ان رحلاته المكوكية تلك لم تفلح الا في وضع حواريه في برتكول ملحق لاتفاق التحرير والعدالة, أي في المرتبة الثانية. تسير الركبان هذه الأيام بأخبار لمباحثات مهمة أطرافها الوساطة والحكومة والرفيق عبد الواحد نور,, إن أفلحت تلك المباحثات فسيكون الماراثون التنافسي حتى للمرتبة الثانية. هذا المسلك يطابق تماما محاولة الحكومة السودانية للتنصل من العملية التفاوضية التي حسم أمر جولتها الأخيرة عبر مقترح الوساطة حول القضايا الخلافية بين الطرفين لصالح قضية دارفور و ممثلها في التفاوض حركة /جيش التحرير و العدالة. مواقف التحرير والعدالة التي هدفت منذ البداية عند توقيع الاتفاق الاطاري لاشراك المجتمع المدني والنازحين واللاجئين بالإضافة إلى القوى السياسية, هي ذاته ما تسوقه الحكومة السودانية في مايسمى بالحوار الدارفوري- الدارفوري, تلك الحيلة سوف لن تنطلي على أهل دارفور لانه لو كانت هنالك إرادة أصلا للحكومة لدفع استحقاقات اهل دارفور لما كانت هذة الرحلة المضنية للتفاوض من أبشي الى الدوحة , ولم تكن هنالك الحوجة لضمانات ووساطات دولية.
تتصارع القوتان, الخير والشر, كما أقدمنا في مسرح قضية دارفور. قوي الشر تفعل فعلها من جديد لتطيل أمد الصراع ليطول بذلك معاناه أهل دارفور, الاستقطاب يصل زروته لتعيد فرز قوي الخير من جديد , تمحصها هذه المرة من رحم الخوف و المرض و الجوع و خضم الفقر و الموت و الزل و الهوان ليعي الناس معني السلام و أهميته و ليعلموا حقا و صدقا لماذا انتخبه الله جل شانه إسما له و اصطفاه تحية بين عباده و جعله إكسيرا للحب و خارطة طريق لدار السلام التي وعد المؤمنون وهم شهداء الله علي الارض لذلك يصطفون حول من ياخذ الكتاب بقوة المخلصين و المنحازين لخياراتهم و المتفانين في خدمتهم و الممسكين عن سلبهم و نهبهم و إيذائهم و الصابرين علي اذي السفهاء و المرجفين المتقاضين عن اللمم وسقوط الخصوم في وحل الكذب و النفاق والكراهية و سوء الخلق و الاخلاق و هم علي ردهم لقادرين .
حركة /جيش التحرير و العدالة بوحدتها الطوعية و تنوعها و إنفتاحها علي الفضاء السياسي القومي و الإنساني و المعرفي تشكل في عمر تكوينها القصير تجربة تاريخية كبيرة ودرسا متفردا راقيا في جدلية التراضي و ديمقراطيه الطرح و الحوار و إدارة التناقض لتفرد بذلك سقفا مشرعا للامل و تفتح للشعب شرفة للحرية و العدالة وتخط وعدا أخلاقيا ملزما للسلام و تحقق بذلك ما لم يكن حلما حتي لأفضل المتفائلين دع عنك اللذين يراهنون علي انهياروحدتها و تماسكها في ليلة . الحركة جلبت عبر الحوار والتفاوض ما يعيد لدارفور استقرارها و عافيتها و ها نحن مفخرة الثوار و يا ثوار و جمهور شعبنا الأحرار في رحابكم تلك قدلة التحرير و العدالة في وضح النهار.
إن حركة جيش التحرير و العدالة قد طرحت بنفسها رقما في الفضاء السياسي, رقما لا يمكن تجاوزه و معادلا موضوعيا لا غنا عنه لصناعة التاريخ السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي ليس فقط لدارفور بل لدولة السودان الحديثة وبلغت في الامر شاوا بعيدا جعلت فيه جمهور الاحزاب السياسية مخزونا استراتيجيا لها متطلعة الي تدشين حزبها السياسي قريبا عقب التوقيع إمتثالا لرغبة الجمهور و إيمانا ببرنامجها و بدورها الطليعي في إدارة ازمة الواقع السياسي السوداني المأزوم و قدرتها علي جعل البلاد ربعا للسلام و الأمن و الرفاه و فضاءا للحرية و الديمقراطية و الحكم الرشيد .
ولكي لا أتمادى زهوا بما حققناه في طاولة التفاوض في دوحة الخير من انتصارا حقيقيا لأهلنا في دارفور و انجازا علي مستوي افراد مساحة للحرية و الديمقراطية يؤسس لمجتمع ديمقراطي معاصر انتظره شعبنا السوداني زمانا . اقدم اضاءات حول ما جاء في المقترحات المقدمة من قبل الوساطة بشأن القضايا العالقة والتي أمنا عليها دون تحفظ. نود إشارة الي ان تحكيم الوساطة ملزم للطرفين بناءا لمنهج المنبر التفاوضي المعتمد خاصة علي خلفية ما دارحول ذلك المنهج من اللغط من أصحاب النفوس الضعيفة, المهزومين نفسيا الذين هدفوا لتشويه ما انجزته التحرير والعدالة لاهل دارفور عبر ترويج الشائعات بهدف النيل من حركة التحرير و العدالة .
إضاءة حول ما جاء في ملف السلطة و الوضع الاداري في دارفور:
تمثل دارفور في مؤسسة الرئاسة بنائب رئيس وفق احكام الدستور و تثبيت مبدا هام جدا وهو مبدأ معيار نسبة السكان في التمثيل في مؤسسة الرئاسة وفي مجلس الوزراء و المجلس الوطني وكما هو الحال في مجلس الولايات بحيث يكون مساويا لتمثيل اي ولاية من الولايات الاخري .
اما عن في اقليم دارفور, وهي من النقاط التي استماتت الحركة في الحصول عليها , فقد تقرر من الوساطة أن تنشأ سلطة اقليمة بأجهزة تشريعة وتنفيذية تمكنها من تطبيق الاتفاق نفسه فضلا عن إنها تمثل رغبة اصيلة لكل ابناء دارفور.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة