بسم الله الرحمن الرحيم
وزير المالية ... (ماسورة كبيرة)
يحكى أن رجلاً اسمه احمد وأحمد هذا كان له شقيق صغير يدعى علي، وكان احمد وفي كل صباح ينادي شقيقه الأصغر بأعلى صوته: يا علي يا علي.. فيجيب على شقيقه الأكبر بـ(نعم) فيقول احمد له: (طز فيك)..
استمر هذا الحال لعدة شهور مما جعل علي يدخل في حالة نفسية سيئة لا تسر عدو ولا صديق الأمر الذي جعل علي يشتكي أخاه لوالده والغضب العارم يكسي وجهه..
طمأن الوالد ابنه وقال له: (غداً اصحو مبكراً ونادي شقيقك الأكبر وحينما يرد عليك قل له طز فيك)..
عجبت الفكرة علي ونام مبكراً وفي الصباح الباكر نادى اخاه أحمد: يا احمد يا احمد حتى استيغظ الجيران على صوته واستيقظت معه (العتاليت) والعتاليت جمع عتليت والعتليت (الديك) أو الديكة..
استيقظ احمد من نومه مفزوعاً وقال: من يناديني؟؟ فرد علي: (أنا علي يا احمد).. فقال له احمد طز فيك..
السيد وزير المالية خرج علينا بحزمة قرارات اقتصادية مدعياً أنها تأتي برداً وسلاماً على الشعب السوداني المكلوم والمحروق أصلاً بنار السلع الاستهلاكية الأساسية والتي تحرقه في مأكله ومشربه..
سيدي الوزير: لماذا لا تراعي شعبك الذي أنت منه ومن نسيجه الاجتماعي ولماذا هذا التوقيت (السخيف) والبلاد على شفير الانفصال؟؟ أما كان عليك أن تؤجل هذه القرارات الساقطة إلي ما بعد نتيجة الاستفتاء، فإذا جاءت النتيجة انفصال، فهذا في صالح قراراتك (الزخمة) ويمكن للشعب أن يسامحك فيها وذلك لأن نصف الكعكة التي كنت تستمتع بها قد ذهبت للفرنجة والغرب والصهاينة اليهود أعداء الله وأعداء الشعب السوداني المسلم المؤمن بقضاء الله وقدره..
سيدي الوزير ومن شواذية نصائحك في زيادة سابقة مهرت بإسمك طلبت من شعبك أن يأكلوا الكسرة بدلاً من الخبز وأنت لا تعلم أن الكسرة اصبحت وجبة الأغنياء والمبذرين أمثالك ومن معك من متبلدي الأحاسيس الذين لا يشعرون بالفقراء والمساكين من شعبك الذي تبرأت منه وأصبح وصمة عار عليك..
سيدي الوزير.. هل تذكر قصة المرأة العربية التي طلبت من ابنتها أن تزيد اللبن بالماء وذلك لأن أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب لا يراهم، فقالت ابنتها: يا أمي إذا لم يرانا الخليفة عمر فإن الله العزيز القدير يرانا ويعلم الغيب وما في النفوس، وقد سمع عمر بن الخطاب حديثهما فزوجها لإبنه عاصم..
سيدي الوزير إن الله يراك ويرى قراراتك الظالمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. عد إلي رشدك سيدي الوزير واستيقظ من أضغاث أحلامك وأعلم أن الكراسي التي تجلسون عليها هي كراسي حلاقين تنتهي بإنتهاء الحلاقة ووضع الكولونيا، ولكن الكلمة الطيبة تكون دائماً اصلها ثابت وفرعها في السماء..
ثالثة الأثافي وهي حين أعلن الوزير هذه القرارات الظالمة في المجلس الوطني صفق الأعضاء له ونسوا أنهم يمثلون الشعب السوداني..
إن أعضاء المجلس الوطني الذين صفقوا للقرار هم في حقيقة الأمر تائهون وتافهون وصدق إبليس السوداني الذي قرر فجأة مغادرة السودان من غير رجعة، وحين سألوه: لماذا يا إبليس ومن الذي اغضبك؟؟ ..
قال لهم: ناس المجلس الوطني علمتهم الكذب والرياء والتملق وأكل مال اليتيم وفنون السرقة وعندما امتلأت خزائنهم بالذهب والفضة كتبوا على واجهة أبراجهم الضخمة التي تقبل السحاب عبارة: (هذا من فضل ربي)..
سيدي الوزير إن لم تستحي فأصنع ما تشاء وإذا استحيت قدم إستقالتك وذلك لأن أمنا السودانية (ولادة) وأحذرك أن لا تقحم فخامة الرئيس البطل عمر البشير في هذه الزيادات وذلك لأن الرئيس ولد من رحم هذه الأمة العظيمة الخالدة بإذن الله تعالى...
هذا كله
جمال السراج
إعلامي وكاتب صحفي
E-mail: [email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة