بسم الله الرحمن الرحيم
شاهد علي الدوحة
انه سابق لاوانه ان يتنبأ المرء عن كيقية نهاية القضية الدارفورية التي تعتبر من اعقد القضايا المعاصرة على الاطلاق . لذا اردت ان اوجز ما آلت اليه الامور في الدوحة اليوم، لعليَ ازيل بعض الغموض عن اذهان الذين هم بعيدين مسافة عن المحطة التي تدار فيها ملفات القضية.
تاكد لي تماما ان منبر الدوحة هو المنبر الاخير لحل قضية دارفور حلا شاملا وعادلا بموافقة كل الدول، حركة التحرير والعدالة و حركات اخري، الحكومة السودانية، المجتمع المدني الدارفوري ،المجتمع الدولي المتمثل في المبعوثين الدوليين المتواجدين في الدوحة الان( الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين ،الاتحاد الاوربي، الاتحاد الافريقي ، المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية) الذين حضروا الي الدوحة للابداء بآراءهم . بهذا قد قطع الشك للذين يساورهم تعددية المنابر بان الدوحة هي المحطة الاخيرة. ان الرسالة الضمنية التي نخرج منها هي من ارد السلام عليه القدوم الي الدوحة لركوب قطاره الذي لم يحدد لقيامها وقتا محددا حتى هذه اللحظة ولكن من المؤكد ان سنة 2011 هي السنة الاخيرة لحل المسألة الدارفورية.
ان دولة قطر بقيادتها الرشيدة ماضية قدما من دون ياس وقنوط وبرحابة الصدر دون تمييز بين حركة و اخرى او بين الحكومة والحركات في حياد تام ودولة بكرمها الفياض وايمانها الراسخ لحل قضية دارفور, قد خلقت جوا مواتيا للتشاور و التفاوض لاجتثاث الازمة من جذورها. اذا لا غلو ان قال قائل : في الشهور القليلة القادمة ستشهد الدوحة وفودا دارفورية و حكومية واقليمية ودولية او بمعنى اخر كل اصحاب المصلحة الحقيقية لإنهاء معاناة اهل دارفور،والوسيط القطري على علم ودراية من هم اصحاب المصلحة الحقيقية وخاصة بعد الرحلة المكوكية التي قام بها معالى الوزيرالي دارفور حيث التقى بالنازحين والمشائخ والاعيان كما التقى في زيارته الي تشاد باللاجئين. ان الوسيط المشترك الآن قد شرعت بإنشاء مفوضية لمتابعة تنفيذ اتفاق سلام دارفور بمباركة المجتمع الدولي الحاضر الان في الدوحة. هذا يعني حالما يتم الاتفاق سيكون المفوضية عونا لاليات اتفاق المرتقب وهذا تأكيد لاقناع الحادبين على قضية دارفور على ان الحكومة هذه المره لا يمكنها التنصل من تطبيق الاتفاقية على الارض.
كان و لا زال المجتمع الدولي( الدول النافذة) ترفع قضية دارفور كعصا تلوح بها في وجه الحكومة لتحملها على القبول بنتيجة استفتاء الجنوب لفصل الجنوب كدولة وليدة سلميا وهاهي الدولة الجديدة.أّذا لابد من وضع العصا مكانا تليق بها بحل القضية الدارفورية حلا عادلا و شاملا. ان هذه العصا رفعها اصحابها في وجه الحكومة لقضايا تنموية ولكن كبرتها وسننتها الحكومة من دون ان تدري عواقبها. فالعصا 2011 ليست بعصا 2003، فتحمل العصا الان اوزار الحكومة من التطهير العرقي و مصائب محكمة الجنايات الدولية ونداءات تحول الديمقراطي – تحصد ما تذرع – لا اصحاب العصا يضعوها ارضا ولا المجتمع الدولي يضعها إلا بحل اسباب رفع تلك العصا . حقا لا مفر للحكومة إلا ان تأتي الي الدوحة عاجلا او آجلا طوعا او كراهية وسوف توقع الإتفاق الذي يرضي اهل دارفورفلا تبالوا بانسحاب المؤقت للحكومة.
كان البيان التأسيسي لحركة جيش تحرير والعدالة في مارس2010 م في الدوحة الذي توافقت ثم انضمت اليها عدد من الحركات لتصل عددها الي 18 حركة حتى اليوم بفضل قيادتها الرشيدة وبنظامها الديمقراطي اندمجت تلك الحركات اندماجا كاملا في مجلسها الرئاسي، في امانتها العامة، في مجلسها التحريري الثوري وفي هيئتها القضائية كما خلقت الحركة لنفسها جوا اجتماعيا خالصا فعم الاحترام والتآخي بين جميع اعضاءها الامر الذي ادي الي التماسك والتجانس في عملها السياسي متمسكين بمبادئ الثورة وواضعين حقوق اهل دارفور في حدقات عيونهم حتى جاءت الوثيقة في يوم 31/12/2010 م والتي ترضي 75% من استحقاقات اهل دارفور في تقديري . الان يد الحركة ممدودة لكل الحركات وشعارها منبر الدوحة ليس حكرا لنا. ولسان حالهم:
" لا عيب فيّ غير انيّ من ديارهم وزامر الحيّ لا تُطرب مزامره "
اما بالنسبة للحركات الاخرى ما دامت المنبر ليس حكرا لاحد ولا الوثيقة التي قدمتها الوساطة كتابا مقدسا فيمكن الإضافة عليها ولذا عليهم ان يشاركوا في مفاوضات الدوحة الا وينطبق عليهم قول الشاعر
" وعاجز الرأيُ مضياع لفرصته حتى اذا فاته امراً عاتب القدر"
ان تاتي الي الدوحة بسيفك والجفير خير من ان تاتي بجفير بلا سيف.
ارجوا ان توقف الحركات الاقتتال الداخلي والتراشق بالكلمات والاساليب السمجة التي قد تبعد بينها.
عبدالله شتر
الدوحة 7/1/2011
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة