ارحموا ابناء المناطق الثلاثة واعطوهم حقوقهم / أ / عزيز كافي
لم أطمئن علي حديث الرئيس البشير الذي القاه في مدينة جوبا حاضرة الدولة الوليده والخاص بإتفاقية السلام الشامل، قال ان من يوم وصلت الإنقاذ الي السلطة كان الهدف الأول وخطابهم هو السلام لان السودان كان يعاني مشاكل كثيرة سياسياً ،إجتماعياً وإقتصادياً كلها بسبب الحرب وعشان تحل مشاكل الحرب لابد ان يكون السلام هو الهدف الإستراتيجي.
الحديث لم يكن صادقاً و إلا لما إستمرت الحرب في الجنوب والمناطق الثلاثة قرابة الـ (13 او 14) سنه في عهد الإنقاذ، لقد أستشهد علي إثر ذلك كثير من ابناء الوطن بسبب إصرار الإنقاذ علي إرسال كتائب المشاه والالويه وتصاعدت العمليات العسكرية والتجاوزات وارتكبت المجازر من قبل الدبابين الذين ينعمون الان في الوزارات وغيرها من المناصب لفرض السلام والوحدة بالقوه حينذاك، وعندما فشلت فكرة القوة ذهب زعماء الإنقاذ الي نيفاشا بروح الهزيمة والتوقيع علي إتفاقية السلام الشامل التي كانوا يعلمون ان الجنوب سوف ينفصل.
الزيارة الي جوبا لست بالتاريخية لسبب بسيط، كان بالإمكان ومن داخل القصر الرئاسي في جوبا فرصة ذهبية للبشير لدخول التاريخ بإعلان ضم منطقة ابيي الي الجنوب بقرار إداري علي قرار ضمها الي كردفان عام 1905م في تلك اللحظة الزيارة كانت ستكون تاريخية بمعني الكلمة، لكن مجرد عدم التفكير في ذلك جعلني لا اتفاعل خيراًً بأن إنفصال الجنوب سيكون نهاية مشاكل السودان بل هي بداية ام المشاكل سيظهر اكثر من جنوب لان كل إتجاه في السودان سوف يقول نريد ان نفعل مثل الإخوة في الجنوب و تحديد المصير والباب قد فتح بذهاب الجنوب و تقسيم السودان، ومابين حديث الرئيس وسياسة تطبيق إتفاقية السلام الشامل عندما نقارن الحديث والتطبيق نجد ان هناك قضايا كثيره معلقه، مثل إستفتاء ابيي، ترسيم الحدود، بالنسبة لأبيي الإتفاقية تقول بالنص بالتزامن مع الإستفتاء في جنوب السودان يدلي أهالي أبيي بأصواتهم بصورة منفصلة ويعطي المقترح الذي يتم التصويت عليه بصورة منفصلة أهالي أبيي الخياريين التالي بصرف النظر عن نتيجة إستفتاء الجنوب، ان تحتفظ أبيي بوضعها الإداري الخاص في الشمال، أن تكون أبيي جزءاً من بحر الغزال، نجد ايضاً في الإتفاقية المشاورة الشعبية كحق ديمقراطي وآلية لتأكيد وجهة نظر مواطني الولايتين جنوب كردفان / جبال النوبه وNile Blue ثم في وسائل تنفيذ البروتوكول لحل النزاع في ولاية جنوب كردفان في ما يخص منصب الحاكم ( الوالي) نجد ان فترة التناوب لكل من الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني(18) شهراً من تاريخ التعيين حتي الان كم قضي إبن الإتقاذ المدلل مولانا / احمد هارون وماقبله، في منصب الوالي، لقد انتهت فترة التناوب بالنسبة للمؤتمر الوطني بزياده ومازال في المنصب باي دستور وباي إتفاقيه ، كل هذه خروقات لقضايا هي في الاساس لإستحقاقات السلام الشامل الذي اكدت ايها الرئيس بانكم ملتزمون بتنفيذ بنوده، لقد تم إنتهاكها عن قصد و لم يتم حسمها من خلال السودان البلد الواحد، هل تعتقد بانه سيتم حلها بعد الفراق والطلاق؟؟؟ لا اظن لان في حينها وكما نسمع في العسكرية أن الكتوف سوف تتساوى والوضع سيكون صعب، يعني كلام رئيسيين في دولتين وليس كلام ناس في وطن واحد والحكاية سوف لن تخلص باخوي واخوك كما تظنون.
اكدت ايضاً انكم اهل عهود ومواثيق وعندما تقولوا كلام تقصدوه و تنفذوه، ومنذ زمن قصدتم السلام وعدم العودة الي الحرب، كلام مليان لكن سياستكم تقول ان الكلام شيء والتنفيذ عكس اقوالكم وإذا فعلاً ربنا هداكم واصبحتم تنفذوا ما إتفق عليه اطلب منك يا سيادة الرئيس وباقي مجموعتك ان تسرعوا وتنفذوا ماتبقي من بنود الإتفاقية و حل المسائل العالقة في ابيي وإطلاق سراح اهلها قبل التاسع من يناير لكي يلحقوا القطار المتجه جنوباً و ينضموا الي اهلم في الدولة الجديدة بدلاً من Political arrests وانسوا بترول الغلابه في أبيي لان الطمع سوف يضيع ما جمعتوه، وان تبذل قصاري جهدكم بتعين كمرد/ الحلو، في منصب الوالي وبعدها إقامة الإنتخابات في جنوب كردفان / جبال النوبه ثم الذهاب الي المشورة الشعبية عن طريق المجالس التشريعية المنتخبه كإستحقاق وآليه لتقرير مصير منطقتي كردفان وBlue Nile ، اكيد ذلك لن يكلفكم شيئ ولابد من إرادة قوية في القرارات، بصراحة عدم التنفيذ سيقود ابناء المناطق الثلاثة وهم احد الأطراف في C P A قيادةً وشعباً إلي تحريك قواتهم العسكرية للدفاع عن إستحقاقات السلام في اي وقت لان ماعندوم البيبكوا عليه، الجنوب وإنفصل وفكوا القرون لانكم حلبتم ما فيه الكفاية من بترول وكل خيرات الجنوب ، ودارفور في الطريق وبعد كده ان شاء الله السودان يتمزق لان هذه سياستكم وامنيتكم لتنفيذ مشروعكم المسمي بمثلث حمدي ولن يبقي ابناء النوبه مع باقي إخوتهم في أبيي ، جنوب كردفان وناس Blue Nile يمسكوا في القرون وانتم تحلبوا، ولا تنسي ان زمن تكفيف الافواه انتهي بلا رجعه، ابناء أبيي - النوبه والنيل الازرق لن يصمتوا علي تلك الإنتهاكات والخروقات، سيرفعون صوتهم عالياً لتوصيل رسالتهم الي كل العالم وستجدهم في كل المنابر يتحدثوا وفي الاعلام يكتبوا عن قضيتهم، وسيحاولوا إقناع إخوتهم في القوات النظامية الجيش والشرطة وباقي المصالح الحكوميه الاخري في المدن الصغيرة والكبيرة للإنضمام إلي وقفتهم لتقوية المشكلة يعني ثورة من الداخل حتي يقف العالم علي حجم الظلم في المناطق الثلاثة، إذا كنتم تريدون الحفاظ علي ما تبقي من اجزاء السودان عليكم الإبتعاد عن المراوغات السياسية والمماطلات التي لا تفيد إنسان أبيي و جنوب كردفان / جبال النوبه، لان كل الناس في السودان اخذوا حقوقهم عدا شعب، ابيي و جنوب كردفان / جبال النوبه و Blue Nile، ارحموا ابناء المناطق الثلاثة واعطوهم حقوقهم مثل إخوتنا في الجنوب ويرحمكم الله ويعطيكم مثلث حمدي.
في الختام سنمسك حديثك الخاص بالتنفيذ والالتزام بالعهود لانه خرج من لسان رئيس راجل ونتمني ان تامر بتنفيذ كل القضايا العالقة وإلا سنمسكك من رجليك وسوف تكون نهاية غير سعيده لرئيس يقول وهناك صقور وحمائم في الخفاء لا تنفذ.
|