بيننا والسيد محمد طاهر إيلا ...!!!
في العام 1996م وكان حينها السيد محمد طاهر إيلا وزيراً للسياحة (تقريباً) أو مُديراً لهيئة الموانئ على ما أعتقد , حينها تحرك والدنا عليه رحمة الله الرقيب موسى عمر عبدالله صوب مكتب (إيلا) الحكومي لدعوته لحفل زواجي برغم إعتراضي حتى أُجنبه الحرج المتوقع من دعوة لن يستجيب لها حكومي بقامة (إيلا) ... وكان والدي حينها يصر على فعل الواجب والبحث عن سند إجتماعي لزواج إبنه المحامي من إبنة قبيلة الشايقية أصحاب السند الكبير بالعاصمة , ساورتني حينها مظاهر القلق ومظاهر الضيق وانا أتخيل والدنا وهو ينتظر بالساعات الطوال مقابلة المسئول إيلا , ثُم إعتذار إيلا الذي سيجرح والدنا يقيناً حتى (كرهتُ) فكرة الزواج التي ألزمت والدنا بالبحث عن دعمه وسنده الإجتماعي وسط حكوميين لن يستجيبوا له قط ... وكُنت أحسب الساعات والدقائق والثواني مترقباً وجلاً بقلق تمد حتى مظاهر وجهي المُرهق حينها بتحضيرات الزواج المُضنية , وبنهايات اليوم دخل والدنا مبتسماً كعادته ليخبرني بأنه قابل إبن منطقته محمد طاهر إيلا وأن الأخير قابله مقابلة جيدة وأنه وعد بحضور الزواج كأحد أقرباء أهل الزوج وبحثت بين تفاصيل وجه أبي عن صدق روايته وإن كان يحاول إخفاء مايشعر بأنه سيصيبني بضيق وأنا مُقبل لزواج بعد أيام فلم أرى إلا صدق إلتصق بوجه أبي منذ بواكير وعيي به وبشخصيته البجاوية القُحة ثُم إنطلق لدعوة آخرين من أبناء منطقتنا بولاية الخرطوم وكُنت حينها مطمئناً بعد زول غُمة الحرج الحكومي لوالدنا المبجل (رحمه الله) حتى إنشغلت بالتحضيرات النهائية للزواج بتفاصيله الحياتية المعلومة لتجد نفسك غارقاً في طلبات نساء تعودن العمل بهمة لإكرام الضيوف وتغطية الإلتزامات المتعلقة بالطعام في سباق محموم بينهم وبين تحضيرات ليلة العُرس وببدايات اليوم بدأ تقاطُر الضيوف والمعازيم وتزداد حركتنا بين صيوان الفرح والمطبخ المنزلي الداخلي للإطمئنان المتكرر للتحضير لنُفاجأ عند خروجنا بضحكة والدنا المعهودة وحديث هامس بينه والسيد محمد طاهر إيلا مع آخر علمت أنه صديقه (أحد أبناء كباشي عيسى على ما أظن) وسلم علينا بفخر الأخ الأكبر وهو يرى أحد إخوته الصغار يشق طريقة وسط بحر العاصمة المتلاطم مشدداً على ضرورة تواصلنا معه مع كرت بهاتف مكتبه وهاتف مدير مكتبه ( أدروب) ومكث بصيوان الفرح لقُرابة الساعة ثُم غادر ممؤكدا ضرورة التواصل (مؤكداً حينها أننا قلة سنتكاثر بوقوفنا مع بعضنا البعض ), لتأخذنا بعدها أمواج الحياة المتلاطم بعيداً عن بعضنا البعض إلى العام 2005 /2006 بُعيد تعيينه والياً للبحر الأحمر بمعية السيد محمد سعيد بازرعة وبحضور السيد طه فكي وكان حينها هو هو محمد طاهر إيلا بنفس الروح الوثابة والمتطلعة لجمع الصف بدون الإلتفات إلى لون سياسي , أو إثنية , أو عرق ... طامحاً لولاية تنافس الأُخريات متحدثاً عن مشروعات تحتاج إلى أكثر من عقد من الزمان وأكثر من معين مالي ولوجستي وجماهيري وخرجت مُنتشياً موقناً أنه هو نفسه إيلا (لا غيرته ظروف ولا هدته محنة) وطفقت في الطريق أحكي عنه حتى لسعتني نظرة إرتياب رماني بها السيد محمد سعيد بازرعة أعقبها بنظرة أُخوية حانية تُطمئنني بتقديره لإعجابي ... وفي الطريق تنبهت لأول مرة لماوراء زيارة المسئول إيلا وحضوره زواج إبن الرقيب شُرطة إبن منطقته التي تؤكده حُبه للمنطقة وإنسانها ورؤيته الإستراتيجية لتجميع أبنا الولاية بالعاصمة لنظرة مستقبلية سديدة , بعد 2006م تحركت طاحونة الوالي تسابق الزمان لمحاولة حصد الإنجازات بأقصر الاوقات فغيرت من خارطة الولاية وحدث من شكلها ووضَعها على بدايات طريق التنمية المستدامة والمتوازنة وعمل على تنمية وتطوير المجتمع بتحديث طرائق التعليم ونشر محفزاته وسط الشرائح البجاوية لتستثمر الأُسر في تعليم أبناءها ويعود التعليم على الأسرة بخير آني في الغذاء وخير مستقبلي في تطوير قدرات أبناءها وفتح فرص إضافية لهم وتطوير جمعي للمجتمع كهدف استراتيجي هذه الروح وتلك الرؤية ألزمتنا بالوقوف بلساننا مع الدكتور محمد طاهر إيلا في إنتخابات 2010 كأضعف الإيمان تلك الوقفة التي فتحت علينا بضع نيران صديقة بدأت بالنصح وأنتهت باللمز والتهديد المُبطن حينها نقلنا قناعاتنا لمن شعرنا بوجود امل في تفهم وجهة نظرنا بضرورة منح السيد الوالي فرصة أُخرى وثالثة لإكمال ما بدأه من تنمية وأنا مجتمع تعود إبعاد مدرب الفريق في الدورة الاولى من الدوري المُمتاز دون أن نمنحه فرصة وضع تصور كلي ونهائي للتيم وهي قناعات لم تضع إيلا بموضع الانبياء ولكنها تضعه بموضع المجددين أصحاب المبادرات الخلاقة التي تتطلب مننا جميعاً الركون للزمن والمراقبة الحميدة والدعم اللامحدود له لنحاسبه بالنهايات خيراً أو شراً وفق معطيات صحيحة ...والله هونيني
احمد موسى عمر ـــ المحامي
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة