لا بد من الصراحة
من قال للجنوبيين سنبارك لكم انفصالكم فيما لو اخترتم ذلك طواعية وحبا ، فقد صدق القول فعلا ، لأننا لا يمكن أن نقف حجر عثرة أمام رغبة تؤكدها نتيجة الاستفتاء الحر النزيه ، لا لأننا سعداء بالانفصال ، بل لأننا نحترم اختلاف الرأي ولأننا لا بد من أن نتحلى بالروح الرياضية مهما كانت النتائج .
ومن قال للجنوبيين أننا كنا سنشمر عن ساق التنمية وسنتقاسم معهم اللقمة في حال اختيارهم للوحدة فقد صدق ، لأننا ما شرعنا في التنمية الا بعد البدء في استغلال ثروات النفط ولن يكون مستثاغا بالطبع أن نشرع في التنمية في مكان ونهملها في مكان آخر.
أما من يقول للجنوبيين بأننا سنبقى على نفس الود وأنهم سيجدون منا نفس المؤاذرة والمساندة في حال اختيارهم للانفصال ، على أساس أننا شعب واحد مهما كانت الأحوال ولن يفرق بيننا الانفصال ، فقد كذب عليهم كذبا فاحشا وضحك على الذقون ضحكا واضحا .
فمهما كان الود ومهما صدقت النوايا لن تكون الحميمية الخاصة والمشاعر بين شعبين اثنين منفصلين مثلما هو الأمر بالنسبة لشعب واحد .ولا تغرينا المساعدات والاسهامات والدعم والنفقات التي تغدق به بعض الشعوب على غيرها تحت مختلف المسميات والشعارات ، فليست هي لله أبدا ولا لسواد عيون مستقبليها ، ناهيك عن أن معظمها في الواقع لن يعدو أن يكون وعودا كاذبة وسرابا خادعا .
لا يعني ذلك أن نتحول الى حالة العداء السافر لأي ميلاد يسفر عن دولة جديدة ولكن يجب أن نقولها صراحة بأننا لن نزغرد فرحين لهذا المولود القادم . وأصدق تعبير للحالة الجديدة ما يقوله اخواننا المصريين في أمثالهم " صباح الخير يا جاري انت في دارك وأنا في داري "
أزهري عيسى مختار
[email protected]
6401445
توصيلة 122
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة