العدل والمساواة وفقدان البوصلة
إبراهيم موسى زريبة - الدوحة
[email protected]
أسدل ستار جولة التفاوض في الدوحة – قطر بين الطرفين, حركة/جيش التحرير والعدالة وحكومة السودان في محاوره الخمس: محور اقتسام الثروة, محور السلطة, العدالة والمصالحات, التعويضات وعودة النازحين ومحور الترتيبات الأمنية. كانت هنالك نقاط خلاف حول أمور جوهرية أوكل أمرها للوساطة الدولية للبت فيها حيث أن الأطراف لم تصل لنقاط تقارب فيها. جاء تحكيم الوساطة في النقاط الخلافية منصفا لأهل دارفور بعد جهد مضني بذله فتية التحرير والعدالة في إعداد ملفات التفاوض والتقدم بدفوعات ومبررات قوية لكل مطلب مما دفع بالوساطة الدولية لأن تأتي بحلول توفيقية قدرت حركة التحرير والعدالة إن في تلك الحلول ما يلبي الحقوق المشروعة لأهل دارفور فقبلتها الحركة واسقط في يد حكومة السودان وهي الآن تواجه بكل حرج أهل دارفور ولجنة الوساطة المشتركة المكونة من قبل الأمم المتحدة, الاتحاد الأفريقي, جامعة الدول العربية وترعاها كل الأسرة الدولية.
سعدت التحرير والعدالة ببشائر النصر الذي سيجلب السلم والتنمية والأمن وسعد كل أهل دارفور إلا زمرة العدل والمساواة التي ادعت لنفسها الأهلية والأحقية الحصرية لمخاطبة قضية دارفور دون غيرهم ولهذا قصة: عادت العدل والمساواة لمنبر الدوحة بعد رحلة مضنية بدأت من جبل مون جابت فيها كل بقاع دارفور وكردفان والجنوب ختاما بشنقل طوباي, كل ذلك الارتحال المضني كان بهدف تسجيل نقاط تمكنهم من امتلاك المبادرة السياسية – على قدر تفكير قادتهم – عادت وفي جعبتها رقم كبير لكن تسبقه علامة السالب ومعلق في عنقها مئات الضحايا من أبناء دارفور في هذه الجولة فقط. عادت العدل محمرة خجلا لأنها قد أساءت للدولة المضيافة قطر وشككت في حيادية الوساطة ومنهجها,تعاملت معها الوساطة من واقع الالتزام الأخلاقي لحل قضية دارفور. أرفدت حركة العدل والمساواة في ارتحالها هذا استراتيجية السلام من الداخل في مدينة الجنينة بحركة الإصلاح جبل مون وكذلك مجموعة شوقار , وسترفد العدل والمساواة إستراتيجية الداخل بمجموعات أخرى إن سارت على هذا النهج في الوقت الذي يتحدثون فيه – دون حياء – عن الوحدة مع حركات تساوى قيمتها حسب العمليات الحسابية الذهنية لزعيمهم وعلى الهواء مباشرة في منبر الجزيرة بأنها تساوي صفر وقد أرفقت تلك العمليات الحسابية المعقدة في جداول توجد الآن على الموقع الالكتروني للعدل والمساواة. تكتيك العدل والمساواة , باستخدام أسماء لتنظيمات لا توجد لتشكيل وحدة الهدف منه في الأصل لبس ثوب جديد واسم جديد يمكنها من التنصل والفكاك من اتفاقها الإطاري الهزيل الذي سوف لن يمكنها من تقديم نصف سقوف المطالب التي كفلها اتفاق التحرير والعدالة الإطاري, تلك الحيلة لم تنطلي على الوساطة ولم يسعفهم من لف حولهم من أفراد لم يضيفوا شيئ للعدل والمساواة ولم ينتقصوا من التحرير والعدالة. مستشار العدل والمساواة الاقتصادي أرسى تقليد سيئ في عمل دارفور الثوري فرصد الأموال الطائلة ليبقي كثير من المجموعات المسلحة خارج وعاء التحرير والعدالة أوتفكيكها إذ أنه ليس لديه ما يطرحة من فكر سوى حقيبته الممتلئة بالنقود, التحرير والعدالة تزداد تماسكا كل يوم مع بشائر النصر القادم في الوقت الذي يزداد فيه آخرون هشاشة خصوصا أن كل المؤشرات تدل على شح الموارد مما دفع بالحركة لنهب الطرق وقتل الأبرياء بغية السلب. ما ذا سيفعل المستشار لإبقاء عضويته متماسكة وهو الذي كرس للتقليد الذي أرساه حزب الجبهة الإسلامية المنشق بعد فشل المشروع الحضاري فلجأ المؤتمر الوطني للبيعات القبلية أما الشعبي وجناحه العسكري العدل والمساواة فاغدغوا الأموال الطائلة لاستقطاب العضوية السياسية والعسكرية. كل ذلك أدى بالعدل والمساواة الى فقدان البوصلة فأطلق المستشار شتائمه في كل الاتجاهات:
قريشن: رجل فاشل خلق أزمة وأدى لتفكيك الحركات , نجد للرجل العزر لأن قريشن قالها بوضوح – إما التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار أو اللحاق بالإخوان بن لادن وطالبان.
غازي يتعالى بتميز لونه وأمين حسن عمر مختل عقليا: المكايدة السياسية فعل يومي بين رافدي الجبهة القومية الإسلامية المنشقة وهم أدرى بانفسهم منا, وان العدل والمساواة نفسها وليدة تلك المكايدة ففي الوقت الذي يشتم المستشار اخوته في الله المذكورين جهرا نجد أن وفده يتودد لهما سرا ليس من أجل حقوق أهل دارفور ولكن فقط لقطع الطريق على حركة/جيش التحرير والعدالة من استكمال عملية السلام, كانوا على استعداد للتوقيع حتى بدون الإقليم الذي أتت به التحرير والعدالة. الوفد الحكومي والعدل والمساواة وجهان لعملة واحدة إلا فما الضير في أن تأتي التحرير العدالة بحق أهل دارفور وما هي الحقوق الأخرى التي يمكن أن يأتي بها أتفاق العدل والمساواة الإطاري.
التحرير والعدالة أرتهم كيف يمكن أن تسجل النقاط في تظاهرة سياسية فريدة أرست فيها تقاليد جديدة لكسب التفاوض فاستطلعت آراء أهل دارفور وحشدتهم بشرائحهم المختلفة. لقد أساءت العدل والمساواة للمجتمع المدني بينما استصحبت التحرير والعدالة توصياتة مثلما استصحبت آراء النازحين واللاجئين والسياسيين من عضوية الأحزاب والمستقلين والعلماء والخبراء فأربكت حسابات الحكومة ووضعتها في مواجهة أولئك جميعا: الوساطة الدولية, مضاف إليها كل جمهور دارفور الذين استطلعتهم الوساطة في الداخل بل و حتى لاجئ دارفور في تشاد سافرت إليهم الوساطة للوقوف على آراءهم بطلب من التحرير والعدالة. كل تلك الجهود – إن قدر لها النجاح – ستتوج بمسودة ما يعرف بسلام دارفور الشامل. وفقا لرأي للوساطة, سيتعين على كل الحركات , بما فيها العدل والمساواة ,الإطلاع على المسودة المنجزة من قبل التحرير والعدالة, فان وجد ما يشكل إضافة , من اتفاق العدل الإطاري, فستتم اضافتة للاتفاق الأساسي في شكل بروتوكول ملحق وهذا على ما أظن ما دفع المستشار على تصويب سهامه أيضا على د.سيسي.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة