قضاء الإعدام
أحمد محمد عثمان
قضية الفتاة التي حكم عليها بالجلد هي وصمة عار في جبين أي سوداني ، شمالي أم جنوبي
لأنهم جميعا جلدوا وقطعوا وأعدموا ومع ذلك لم يقل أحد شيئا
شعب موات أم شعب جهلة
لم يتساءل أحد عن جواز هذا الحكم
اعترضوا فقط علي أن التنفيذ كان علناً
القصة هي أن الفتاة المجلودة كانت لديحة وتحدثت بالفارغ في المحكمة
توعدها القاضي بالويل
وحدث الويل وجلدت جلد غرائب الابل
مر خبرا في الصحف عن أصدار محكمة جنايات حي النصر مايو ، برئاسة القاضي عماد شمعون، حكماً بالاعدام شنقاً حتى الموت في مواجهة مدان بقتل صديقه، بسبب مناداته بلقب يكرهه
وقال القاضي في قراره بأنه ثبت له من خلال سماعه للشاكي والمتحري وشهود الاتهام أن الجاني والمجنى عليه صديقين
دار نقاشاً بينهما تحول إلى مشاجرة بسبب مناداة القتيل للجاني بلقب يكرهه
سدد الجاني له لكمتين في منطقة الصدر أصابتا القلب ونتج عنهما الوفاة
أقر المتهم بالتهمة المنسوبة إليه ودفع بأن الجريمة كانت نتيجة للمعركة المفاجئة
إلا أن المحكمة من خلال قضية الاتهام والدفاع لم يتبين لها ان الدافع هو المعركة المفاجئة أو الاستفزاز لذلك حكمت عليه بالإعدام
طالب سنة أولي قانون يتعلم أولا أن الشك يفسر لصالح المتهم
ولكن محاكم التفتيش السودانية تحكم بالقتل أولا وتدفع بالحكم إلي المحاكم التالية من الاستئناف والعليا
والمحاكم الأعلي لا تنقض أي أحكام خاطئة أو مصيبة
لا تفكر ولا تقرأ ولا داعي لوجع الدماغ
وإذا كان الحكم خطأ فليتحمل المتهم ما يجري ، ماله دخل نفسه في مشكلة
حكم خطأ وأحكام خاطئة وإعدام بالجملة
إذا كان في القضية المذكورة فإن ما مر أمام المحكمة من أن القاتل والمقتول صديقين وأنهما تشاجرا فهذا أول دليل علي أنه لم توجد نية مبيتة للقتل وأنها كانت مشاجرة عابرة
لكن لماذا يتعب القاضي نفسه ولماذا لا يقطع رأس الشاب الذي تشاجر مع صديقه
التغيير المنشود في السودان إذا ظل بلد لابد أن يشمل طرد كل الجهاز القضائي
لأنهم ليسوا قضاة وإنما زبانية للعذاب
لابد أن يفهم الشعب أن ما يحدث في البلاد الآن يتطلب ثورة كاملة وتغيير شامل لا يستثني منه أحد وأنه لا صلاح للبلاد بغير ذلك
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة