المؤتمر الوطني
سلطة الذهب والفضة. إرهاب الشعب. والتستر بالدين
(2-2)
بقلم: أحمد شميلا – سدني – أستراليا
الحريات في نظر الإنقاذ تهدد سلطتهم لذالك يتم مواجهتها دائما بالعنف من قبل أجهزة الأمن وبإتهام المعارضين في كثير من الأحيان إما بالكفر وإما بالعمالة فهذا النوع من التصرف يخل بالتوازن بين قوى المجتمع وقد يساعد على مزيد من التمرد والخروج عن القانون المعدومة أصلا في السودان. فالمؤتمر الوطني يعتقد أنه لا أحد يعرف إستخدام الحريات بإعتدال, ولكنهم يعلمون علم اليقين بأن عهد الحكم الديني قد ولى وإنتهت, وأن السياسة لا تتفق مع الدين والأخلاق, فالحاكم الذي يتمسك بالفضيلة لن يكون سياسيا ماهرا, لذالك لايبقى على كرسيه لفترات طويلة, فالجبهة الإسلامية يدرك أن من يريد الحكم فعليه اللجوء الى المكر والرياء والعنف والإرهاب, فالصفات القومية السامية كالأخلاق والأمانة هي رزائل عند حكومة الإنقاذ فعلى مجتمع الهامش أن لا يندهش بخطاب البشير الغوغاء التي القاها بالقضارف وإنحطاط أخلاق الجاثمون على عرش السلطة في أرضنا ارض الخير السودان في التلاعب بالدين. فعلى جميع قوى الهامش المتمثلة في جبال النوبة, النيل الأزرق, دارفور بكل حركاتها وفصائلها وكل المعارضون بالداخل والخارج أن ينتهجوا من الوسائل ما تؤدي الى إقتلاع النظام الفرعوني بالسودان من جزورها, وإلا لأنتهى بنا الأمر الى الإستبداد الأموي أي الدولة التي يحلمون بقيامها بارض ممالك كوش. ثم أنه إذا كان هناك إرغام على الإيمان وإذا كان هناك إكراه في الدين كما يدعي البشير في خطابه فلا مجال إذا أن يكون هناك حساب أو عقاب يوم الدين. وعقوبة الصلب والقطع من خلاف الذي وعد بها البشير خصومه عقوبة غير إنسانية وليست من عقوبات الشريعة الإسلامية لأن أول من سن هذا العقوبة هو فرعون عندما خذله أتباعه وآمنوا بالله وصدقوا رسوله موسى عليه السلام, فكيف يتم تبني سنة سناها عدوا الله لعقاب المسلمين؟ مالكم كيف تحكمون!! يقول تعالى في صورة الأعراف " قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)" صدق الله العظيم. فمن أين جآء البشير بهذا العقوبة؟ أم أنه سائر على نهج من سبقوه أمثال نميري وقوانين سبتمبر المشؤوم؟ إن هذا العقوبة لا تتفق مع أي من المواثيق الدولية فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد كرم الإنسان حينما نصت على ان جميع الناس ولدوا أحرارا متساويين في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم أن يعامل بعضهم البعض بروح الإخاء, وان لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات دون تمييز بسبب اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين او الرأي السياسي أو الأصل الوطني أو الإجتماعي أو الثروة او الميلاد, وأنه لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه ... وان لا يتعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية الحاطة للكرامة الخ... و السودان من الدول التي وقعت على الإتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب اين هي الأن من كل هذا الإتفاقيات أين السودان من قول الله تعالى ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) ) صدق الله العظيم. الإسراء أية 70 . اين كرامة الإنسان في ظل حكومة الإنقاذ؟ فالله تعالى كرم الإنسان بغض النظر عن كفره وإيمانه, وجآء العلمانيين وثبتوا هذا المفاهيم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان, فحرية الإعتقاد الذي يرفضة البشير بتطبيق الشريعة كانت موجودة في زمن الرسول (ص) الى أن صودر بقوة السيف في العهد الأموي, وبعدها جآت الدولة العباسية بمفهوم ثيقراطي للحكم وثبت هذا المفاهيم بنصوص دينية تعارض في بعض الأحيان القرآن والسنة ولكن تم ربطها بالإسلام وبالرسول من خلال الأحاديث وتحولت بعضها الى واقع ثابت تأكدت بالفترة الطويلة التي قضاها العباسيين في الحكم وبتدوين التراث الإسلامي وأفكار المسلمين ومعتقداتهم، وهذا التراث طبعا لايزال محسوبا الى الإسلام الى الأن والتي أصبحت هي الإطار التشريعي لدعاة الدولة الدينية الذين يعملون بإجتهاد الي قيام نظاما سياسيا دينيا على النمط العباسي وأقصد بهؤلاء الجاثمون على صدر الحكم في السودان الذين يحاولون التمهيد لقيام دولة دينية لاتعترف بإختلاف الرأي وتعتبرها خروجا عن الإسلام يستحق إهدار دم صاحبه. فالرسول عندما كان حاكما على المدينة أي بمعنى أن الإسلام كانت لها قوة, لم تسمح له نصوص القرأن بإكراه المنافقين على الإيمان بل كان لهم حرية مطلقة, فكانوا يتربصون بالمؤمنين في أوقات الحرب, ولكن رغم ذالك لم يعاقبوهم الرسول (ص) فقد كانت عقوبتهم مؤجلة ليوم الحساب حيث يحكم الله بين المؤمنين والكافرين, إذاٌ الرسل هم خير البشر وأكرمهم وصفوة الخلق لم يعطيهم الله تعالى السلطة على إكراه أحد على الإيمان فمن هم الجبهة الإسلامية حتى يكروه غير المسلمين على الإيمان يقول الإمام عبده "أن الإسلام لم يجعل لأحد من أهله حق أن يحل,أن يربط لا في الأرض ولا في السماء, بل الإيمان يعتق المؤمن من كل رقيب عليه فيما بينه وبين الله سوى الله وحده, وليس المسلم مهما علا كعبه في الإسلام على آخر, ومهما إنحط منزلته فيه إلا حق النصيحة والإرشاد" إذا خلقنا الله تعالى أحرارا نؤمن إذا شئنا ونكفر إذا أردنا وهذا إختبار لكل البشر وهذا الإختبار ستنتهي عند لحظة الموت وكل واحد منا بعد ذالك يواجه مصيره منفردا يوم القيامة, وهناك آيات كثيرة نزلت على رسول الله (ص) بأقاويل محدده وفيها التقرير الكامل لحرية العقيدة فما كان لمحمد (ص) إلا أن يخلص دينه لله فكان يحترم حق خصومه في أن يعبدوا غير الله تعالى "قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)" الزمر. وقال تعالى " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)" الكهف. فهذا أمر للرسول (ص) بأن يقول الحق من ربه وكل إنسان له المشئة الكاملة في الإيمان أو الكفر, فهذا ليس مسؤلية الرسول (ص) ولا مسؤلية هيئة علمآء السودان ولا الجبهة الإسلامية لأن مسؤلية الداعي ينتهي عند التبليغ فقط, وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)" لأن الله تعالى هو خالقنا ورازقنا لم يشأ أن يجبر أحد على الإيمان به وبكتبه ورسله لأنه تعالى فطرنا على حرية الإرادة في الوقت الذي يستطيع ربنا تبارك وتعالى أن يهديهم أجمعين, يقول الله تعالى في صورة النحل " وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)" وفي صورة هود " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)" صدق الله العظيم. فالإختلاف في الدين هي سنة الله في الأرض ولا يستطيع أحد تغيير هذا السنن سوى الله وحده وليس تهديدات البشير وأعونه من هيئة علماء السودان بتطبيق الشريعة للتنكيل بخصومه المعارضين لمحاولتهم الإنقلاب على الشرعية الذي يعتبرونه كفر وردة عن دين الله, فحكومة الجبهة الإسلامية إستطاع أن يغرس الروح الأعمى في نفوس المستضعفين وعقول الأجيال الجديدة وتأليب الرأي العام ضد غير المسلمين وضد العنصر الأفريقي دفاعاٌ عن عروبتهم فتجدهم تارة يفتون بتكفير الإنضمام الى الحركة الشعبية لأن فيه موالا ونعرة, وتعاون على الإثم والعدوان, وتحالف لمحاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض من أعظم أنوع الكفر والردة عن دين الله" هذا إحدى فتاويهم والمعني بهذا الفتوى هم شعب الهامش ولكن على هيئة علماء السودان أن يعلموا بأن إنضمام أبناء الهامش للحركات التحررية أمثال الحركة الشعبية, وحركة تحرير السودان, والعدل والمساواة إنما إنضموا لها لمحاربة الكهنوت الديني أمثالكم الذي يضطهد الخصوم ويعتمد الإكراه في الدين ويفرض آرائه وسطوته على الناس ويصادر حقوقهم في إختيار عقيدتهم. والسودان دولة ذات تنوع ديني, عرقي وثقافي يصعب فيه تطبيق الشريعة الإسلامية, ثم أن الدولة ليس لها شأن بالعقيدة, فالدولة شخص معنوي لا عقيدة لها ولا عقاب ولا ثواب حتى لو كان الغالبية فيها مسلمين. فإذا إفترضنا قيام دولة دينية في شمال السودان بعد إنفصال الجنوب فما حكم السوداني الكامل المواطنة الغير مسلم؟ هل سيصبح سوداني الجنسية بالإنتساب؟ هذا هو دين الإنقاذ لأن دين الله ليس بهذا الوجه القبيح المتشدد المتأخر الدموي إنما دين المؤتمر الوطني الذي يخالف دين الله جملة وتفصيلا.
[email protected]
http://www.aboutsudan.net/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.alsudantoday.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.ANCIENTSUDAN.COM/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://BIZSUDAN.COM/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.DISCOVERSOUTHSUDAN.COM/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.EKHARTOUM.COM/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.electronicsudan.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.electronicsudan.net/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.factsaboutsudan.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.historyofsudan.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.internetsudan.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.jubanews.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.jubanews.net/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.khartoumtimes.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.khartoumtribune.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.nilevoice.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.soutelniel.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.southsudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudanclip.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudanculture.net/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudaneseonline.biz/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudaneseonline.info/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudanesewebtalk.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudanheadlines.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudan-info.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudanusa.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudanvoice.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.sudanvoyager.net/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.timesofsudan.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.travelsudan.info/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
http://www.visitingsudan.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة