|
|
Last Updated: Jan 12th, 2011 - 22:21:57 |
شـــــجرة الحـــــــــــــرية / وين دي مريال كان هدف بناء دولة تسع الجميع من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان كخيار واقعي و تاريخي لا يعني اختزال و نسيان خصوصية الجنوب الثقافي و العرقي و التي دفعت بلا شك في فترات سابقة الي قيام الحرب الأهلية بين الشمال و الجنوب حماية لهذه الخصائص الذي يريد الجلابة هدمها و دفنها بالقوة , فان كان مشروع ( السودان الجديد ) هدف استراتيجي للحركة الشعبية ابن الحرب - وهذه ضرورة تساعد ( الحركة ) في كسب الحرب و من بعده المشروع - فان تجربة الفترة الانتقالية التي منحتها اتفاقية نيفاشا علي الطرفين اسبتت بكل وضوح ان لا أمل في تحقيق فكر د / جون قرنق ألا وهي دولة القانون و المواطنة الجديدة , فالحركة تواجه ترسانة أحزاب اسلامية متحجرة في الشمال, و تحاول بكل جهد بناء دولة اسلامية في السودان و ترفض كل ما عداه ! و أمام هذا الواقع المتجزر لا يمكن للجنوب وحده دفع فاتورة التغير و الوحدة في آن واحد خاصة اذا أدركنا ان هذه الاحزاب الاسلاموية قد تحكم السودان في الـــ 200 سنة قادمة ! , و ان تغضينا عن رؤية هذه الحقيقة فلا مكان لنا ان فقدنا النسل و الحرث قربانا لوحدة هذا السودان المتوحش الذي صنعته صدف المغامرين! , فالخطط لها بدائل ان واجهت صعوبه في ان تتحقق , فــــ (السودان الجديد ) لا يمكننا اثباته اجتماعا في نسيجان مختلفان من البشر , فالجنوب نسيج يختلف كل الاختلاف مع نظيره الشمالي من حيث الثقافة و العرق و المعتقد , وهو أ يضا مجتمع زنجي جنوبي محاض بوجدان أفريقي مسيحي لا يمكن اختراقه و القضاء عليه بقوانيين عنترية لم تخرج من بيئة الجنوب حتي !. أما النسيج الاخر يتشكل من العرب و الفئات المستعربة الافارقة و هم كانوا يدا واحدا ضد الجنوب حربا .. طوال فترة تاريخ السودان الحديث بحكم عامل الدين الاسلامي و الثقافة العربية التي شركت بينهم .. يتضح ان كل منهم ينتمي الي عالمان مختلفان , فالشمال يريد ان يجر السودان بمن فيها الي خيام العرب في الصحراء رغم انهم قلة عددية ! و الجنوب يريد ان يرجع السودان الي أدغال افريقيا الأم التي لا تظلم , الكل يريد نصيبه من قطعة السودان الكبير ومن الحكمة ان نعطي ما لقيصر لقيصر و ما لله لله و لا ظالم و لا مظلوم !. شجرة الحرية ترويها الدماء فقط .. دماء من عشقوا الحرية و حرية شعب الجنوب ..دماء من وهبوا النفس و الروح فداء لهذا الارض وهذا الشعب ,, رفاقي الأوطان لا تكون حرة بكلمات اللسان و أنما بسيول من الدماء و الموت و الدموع . هكذا كان الجنوب قبل خمسة أعوام فقط , كفاح الأمة شيء عظيم و حرية نفس الأمة أعظم ,هكذا علمنا تاريخ الامم و الشعوب التي تعطشت لنيل الحرية و العيش فيها ..و لسنا أقل منهم لنيل ذلك المجد الغالي النفيس . الأنفصال بالاقتراع أو بدونه حقيقة فرضتها سياسات الشمال التي ترفض الاساس الجديد التي قد نبني عليه معا دولة تسع لمكونات التنوع الاثني الموجودة في السودان . في أعتقادي ان أول سهم أطلق ضد جسد الوحدة ( المتحضرأصلا ) كان رفض الحديث عن قضايا الهوية وأعلان( الجهاد) ضد مشروع الدولة العلمانية ( السودان الجديد ) و التمسك بقوانين الشريعة الي حد الموت ! , هذا السلوك السياسي الغريب يخرج من عقل أناس يصيحون ليل نهار علي وحدة تراب السودان و أمنه.. أرض الجدود ( الوفود ) التي ورثوها موحدا !, لا أعرف في هذا الوقت ما الذي يجعل السودان موحدا هل هم مصاصي الدماء شعب الجنوب ام تجار الدين و النفوس ؟!. ان حقيقة توحيد السودان لا تقبل بأقل من الحق و الحق في أعتقادي هي قول الصدق و فعل الصدق , ولكن من يقول الحق و من يفعل الصدق من أبناء الجلابة !, لقد اتسعت درجة النفاق حتي غاب صوت الحق الذي يمكن ان يجعل هذا البلد موحدا , وما ذلنا نقول قولوا الحق و الحق يحرر النفس و المجتمع و الله لا يحب الا الصادقين . تراصي حلم الجنوبيين في قيام دولة تمثلهم منذ ان خرج المستعمر الابيض ,حين أكتشفوا رغبة الشمال الجامحة لسيطرة علي الجنوب بما تحمل من خير ومن فيها , لقد خرج الانجليز أبيضا !.. ولكن تركوا وسائل بطش ( الدولة ) الي المستعمر الأسود الجديد ,, يقولون انهم رحلوا و لكن ما زال (البود ) يصرع الناس !,, السجون مكتضة بأبرياء الهامش ,, و الاصوات محجوبة لتبوح الحق ,, أي استقلال ,,أي حرية ,, أي وطن ..لقد رفض الجنوب الظلم دائما و أبدا و رسم الطريق الي المرسي النجم الساطع الحر .. يجتمع فيه دينق و لادو .. جيمس و دانيال لا أحد يفرقهم بالكره و الظلم , أو بالدين و الكجور للكل حق و صوت ,, فرصاص العدو لم يفرقهم في خطوط المعارك وحتي في قبع الخنادق , فالموت في سبيل الحرية و قيام الدولة مبتقاهم الأساسي وهدفهم المشرف. الحقيقة السلفة الذكر ان الجنوب و الشمال لديهم فجوة أيدلوجية و ثقافية كبيرة فكل منهم ينتمي الي عالمه الوجداني الخاص به ويعيشون في رقعة جغرافية لا يعترف فيه أحدا بالاخر الا علي احتدام صوت الصراع و قوة السلاح , وان اتفقوا فان علاقة ما بعد الاتفاق تكون قائمة طويلة من نكث العهود و تراكم المظالم يكون الجنوب هو المتضرر وبتالي غلو و احتقان نفوس الجنوبيين و اعلان الخروج الي الغابة لشن حربا ثورية مرة أخري . هذه المرة لن نعيد الجدل البيزنطي في رحب القرن الــــــ21! لان رغبة قيام الدولة مؤكدة و عميقة الجزور وسط شعب الجنوب , لقد عقدو العزم بتجسيد أسباب النضال و بث أرواح محاربي الكوش العظام في ذلك الجسد لنكون جسم جديد اخر يواكب التطور و التطلع الي الأفضل جسم لا يدفن الرأس في رمال الدين خوفا من التغير في عصر تتسابق فيها الدول الي رخاء شعوبها وبث العدل الجماعي و نشر ثقافة التسامح فيها , قد يعي الجلابة ما فعلوه من ضرر حين يذهب الجنوب الي أحضان الزنج ويضيع عليهم الأجر و ثواب الخير عند الله و الرسول الكريم . الشعوب تتحرر حين ترفض الظلم , و الدولة تبقي و تنمو حين تساوره العدل و مساواة الرعية, ولكن لم يحدث هذا في تاريخ السودان السياسي و الاجتماعي , الحقيقة وحدها تقتل العتمة, رغبة حكام (الشمال النيلي) معدم في دعوة شعوب السودان الي وحدة خالية من الضغائن نظيفة من المطامع .. لم يحدث ولن يحدث أبدا , فالتجارب المريرة طوال الـــ 50 عاما تغني في البحث عن الاسباب , الان الجنوب محق كل الحق في ان يختار طريق مصيره فالانفصال واقع لا محال شاء الجلابة ام ابو , لان الدافع أعظم و الرغبة أعمق و الحرية هدف لهذا الشعب الأسود المحارب المناضل, فان لم يعيشوا أحرار في هذا العام فلن تنقشع غيوم نضالهم و الحقيقة الواقع تقول لهم النصر في ارضهم ..فالرجال السود يفضلون الموت خيرا من الهوان .. و للجنوب الحرية و التقدم.
قد خــط الزنـــج عـــــهـــدا من عجيب النضال نضـــال عتــبوا للغــد بها و طنـــــا في أرضا يعانقه فضل محارب نسكوا بلدا مات خاملا فهل يبكون لأطــلال الظالمين ! وداعـــا ايها الجـــلاب فالعام عيدا بلا شراع! حرام حـلال قد ذهبـــنا للمجد عيدا نلتقي هل مات اهل كهف السودان أم ما زالوا نائمون!.
مقالات سابقة
مقالات و تحليلات
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 05 سبتمبر 2010 الى 25 ديسمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع
|