بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا أؤيد ساكوزى
لقدكان ساكوزى أشجع جرأة وقرارا من كل حكام المسلمين الذين لزموا الصمت تجاه الحسن وتارا سكنوا القصور ونسوا القبور .
لا أريد من حكام المسلمين محاربة لوران باغبو بالسلاح أو التطرف حاشا لله لكن بالمقاطعة الإقتصادية والسياسية لا لشئ إلا لأنه تحدى العدل والعالم متمثلا في الأمم المتحدة التي راقبت الإنتخابات وشهدت علي صدقية نتائجها التي أعلنتها لجنة الإنتخابات العاجية .
لقد كان ساكوزى مقداما من أجل إحقاق العدل والسلم والسلام العالمي .
جاء في الأثر { من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم } فأنا مسلم معتدل أؤيد الوسطيه والإعتدال وضد العنف والتطرف والإقتتال أدور حيثما دار العدل وأكره الظلم والإستبداد .
كصحفي وكمراقب سياسي وكطالب دكتوراة وباحث أتابع ما يجرى في العالم بإهتمام شديد لهذا لفت نظرى ذلكم الإستبداد الذى ظهر به لوران باغبو معلنا رفضه لنتيجة الإنتخابات التي أفرزت فوز الحسن وتارا رئيسا لساحل العاج .
لقد أعلنت اللجنة الإنتخابية المشرفة علي الإنتخابات فوز الحسن وتارا في الجولة الثانية والأخيرة في ساحل العاج فكانت اللمفاجأة ان رئيس المجلس الدستورى المقرب إلي لوران باغبو يرفض النتيجة ويصفها بأنها غير شرعية الأمر الذى شجع لوران باغبو في اليوم التالي يعلن ذلك صراحة علي الملأ ويرفض النتجية ليس هذا فحسب بل إتهم اللجنة بالتزوير ومشي بعيدا حين اعلن نفسه رئيسا شرعيا للبلاد رغم أنف القانون وأنف المراقبين الدوليين وهيئة الأمم المتحدة التي أعان أمينها العام تهنئيته للحسن وتارا متحديا مشاعر المسلمين في الشمال مستندا لأغلبية المسيحيين في الجنوب مستفزا الرآى المحلي والعالمي غيرآبه بالنتائج الخطيرة المترتبة علي ذلك لا لشئ إلا لأنه فعلها أول مرة قبل 9 أعوام وأنقلب علي الشرعية بإنقلاب عسكرى مكنه من حكم البلاد 9 أعوام فلا بأس أن يعيد نفس السيناريو مرة أخرى خاصة أنه في المرة الأولي إتهم الحسن وتارا بأنه ليس من ساحل العاج ولهذا لا يحق له أن يكون رئيسا طاعنا في أصل جنسيته وأحقيته بالرئاسة .
فهاهو بعد تسعة أعوام وبعد إنتخابات دعا لها هو شخصيا بعد ان تأجلت طويلا وبإشراف حكومته وليس حكومة الحسن وتارا ولأن دولة ظلم ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة جاءت التهاني من كل حدب وصوب من أقوى دولة في العالم من أمريكا ثم تليها قوة فرنسا ثم دول الإتحاد الأوربي ثم الإتحاد الإفريقي .
فأنا كفرنسي يهمني موقف الرئيس ساكوزى كان بإمكانه أن ينحاز إلي لوران باغبو ترضية للمسيحيين وبابا الفاتيكان ولكنه إنحاز إلي جماليات فرنسا إلي الإخاء والعدل والمساواة . من ناحية أخرى يعنيني الأمر كأفريقي وكعربي مسلم ففي نظرى لقد كان الرئيس ساكوزى مقداما من أجل إحقاق العدل والسلم والسلام العالمي فقد وقف إلي جانب الحق منعا للفتنة والتطرف والغلو الديني. لقد كان ساكوزى أشجع جرأة وقرارا وحكمة من كل حكام المسلمين الذين لزموا الصمت تجاه الحسن وتارا سكنوا القصور ونسوا القبور وقفوا منه موقف المتفرج والحديث يقول { من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم } . رفض لوران باغبو يستفز المسلمين في الشمال وكان ممكن ان يجر المتطرفين منهم إلي القتال وإسالة الدماء خاصة أن أنصار لوران باغبو قتلوا بعض الأبرياء ولكن لطف الله ورحمته وعنايته ورعايته نزلت بالبلاد والعباد . أنا لا اريد من حكام المسلمين أو منظمة المؤتمر الإسلامي محاربة لوران باغبو بالسلاح أو التطرف حاشا لله لكن بالمقاطة الإقتصادية والسياسية كما فعل الرئيس ساكوزى عندما رفض أن تكون سفارة ساحل العاج في يد سفير لوران باغبو بل من المنتظر الآن إعتماد أوراق السفير الذى يعينه حسن وتارا . هذا أقل عقاب يعاقب عليه لوران باغبو لا لشئ إلا لأنه تحدى العدل والعدالة العالمية وعرض السلم والسلام العالمي للخطر مغامرا بأمن وسلامة البلاد والعباد كما إنه تحدى العالم متمثلا في هيئة الأمم المتحدة التي راقبت الإنتخابات وشهدت علي صدقية النتائج التي أعلنتها لجنة الإنتخابات العاجية . وكطالب دكتوراة وباحث إستوقفني موقف الرئيس ساكوزى الجدير بالإشادة والثتاء العاطر لأنه موقف حر وشجاع قمين أن يقف عنده المنصفون من المسلمين فمن الإنصاف بمكان أن يحمد للرجل موقفه وتخيلوا معي لو أنه إنحاز إلي التعصب الديني والإستعمارى وأيد موقف لوران باغبو ألا يكون ذلك في مصلحة أعداء السلام والسلم العالمي وألا يكون ذلك في مصلحة المتطرفين من جماعة القاعدة ومن لف ملفهم وجرى مجراهم موقف الرئيس ساكوزى إنساني وحضارى وسياسي وحكيم لأبعد مدى موقف الرئيس ساكوزى ينسجم مع ما جاء في رسالة بحثي للماجستير والذى كان بعنوان : {التصوف الإسلامي جسر حضارى وإنساني بين الشرق والغرب } .فأنا في الإشكالية أرفض الإسلام فوبيا والعنف والتطرف والغلو الديني وإسالة دماء الأبرياء وأدعو إلي التسامح والإعتدال والمودة والمحبة فالله محبة كما يقول اخوتنا المسيحيين ثم التعايش السلمي والمراحمة كل هذه أجدها في أخلاقيات المتصوفة وهدفت من خلال هذا البحث معالجة ظاهرة الغلو والعنف المستشرى عالميا سواء كان في الشرق أو الغرب وإحترام السلم والسلام العالمي لنخلق مستقبل أفضل لغد أفضل ترفف فيه رايات السلام العالمي حيث لا تهديد ’ ولا ’ وعيد ’ ولا حرب ’ ولا عنف ’ ولا كراهية ’ و لا عصبية ’ و لا عنصرية بل تفاهم وتعاون ’ وإخاء ة ومحبة ’ و تسامح ’ و إعتدال ضد التطرف إذن نحن في أمس الحاجة لجسر إتصال ووصال وتواصل بين الظواهر المنفلتة في الغرب والشرق علي حد سواء وفي أفريقيا و منها موقف لوران باغبو علي وجه الخصوص وفي كل العالم لهذا الحسر الإنساني والحضارى الذى يحمل في طياته ثمار الحوار الواعي الذى يزرع بذور السلام العالمي والأمن ’ والأمان والإستقرار بصورة سلسة توطد دعائم التعاون الحضارى والعمل في هدوء ة وأناة لعلاج كل البثور الخطيرة ونزع فتيلة الحرب ’ والخراب ’ والدمار بذكاء ودهاء يؤكد إستتباب الثقة التي هي مفتاح الحل الذى يحرك الجسر ويدفعه للعمل بإنسياب مريح في السكة المرسومة له ففي تقديرى أن الإتجاه الصوفي السني الملتزم يبحث عن مواطن الإلتقاء ’ والوحدة من وراء إختلاف الظواهر ’ والأشكال فهو أكثر الإتجهات تفهما للآخر الديني وبعدا عن النزعة الجدلية التسلطية وإن كانت بعض أفكاره غامضة ومثيرة للجدل بين المسلمين أنفسهم نظرا لصياغتها بلغة رمزية يصعب إستيعابها علي غير المتمرس .
من هنا يتفاعل مشروع نظرة إسلامية جديدة للأديان وبتكامل ومشاريع نقدية عريية وعالمية مماثة في الأديان الأخرى تسعي لمراجعة الذات في نظرتها للآخر ونقد النظرات التأريخية والمعاصرة المتبادلة بين الأديان ’ ومن ثمة بناء ذات متجددة ’ ومنفتحة ’ ومحاورة فالتحاور والتواصل مع هذه التجارب مهم قصد الإستفادة والتفكير ضمن إطار أرحب فلا يمكن اليوم التفكير جديا في ظل فرضية غياب الآخر ويتطلب المشروع النقدى التجديدى للنظرة الإسلامية للأديان إعادة النظر في التيارات والتوجهات التراثية من حيث المناهج والأولويات , والعلاقات التركيبية فيما بينها الإنطلاق من معرفة تأريخية عميقة منفتحة علي العلاقات والثقافات ومبنية علي خبرة عملية في التعايش مع الآخر لأجل تكوين وعي تأريخي عالمي متواصل مع الشعوب في تنوعها وإختلافها يتحول بدوره إلي مسئولية جماعية من دون نزعة تسلطية معلنة أو مبطنة تترجم إلي تعاون مثمر علي الخير العام والمصلحة المشتركة فمن دون هذا الوعي يتحول شعار { الإسلام دعوة عالمية } إلي مجرد دعوة محلية غير واعية بمحدوديتها .
فلا بد من إعتماد منهج نقدى متوازن يرى الإيجابيات ولا يهمل السلبيات يعتبر التوافق ’ و لا يغفل الإختلافات مع أخلاق معرفية تحترم الإنسان وتتوقع منه الذكاء ’ والفهم ’ والإنفتاح علي الحقيقة ’ ولا تستغبيه لمجرد أنه آخر مختلف هذا التعاطف الضرورى في سبيل معرفة دينية واثقة مؤمنة بالحقيقة وتسعي إليها بصدق لا مرتبكة ’ و متقوقعة علي ذاتها تخشي المفاجآت ’ وتستعدى كل مختلف وترى فيه خطرا بالقوة هذا الموقف التفهمي التعاطفي نحو الآخر تحقق بصورة أوضح في التوجيه الصوفي المتحرر نسبيا من نزعات التسلط علي الآخر , والخوف ممنه فالتصوف سلوك اخلاقي ومعرفي ورؤية فلسفية روحية لعلها الأقدر علي مد الجسور جسور التواصل بين الأديان.
وهكذا يحقق الصوفية المسلمون ’ و إلي أعلي درجة ذلك المجتمع المفتوح :((societe ouverte الذى تحدث عنه برجسون في كتابه المشهور
{ ينبوعا الأخلاق والدين } لأنهم منفتحون علي كل التجارب الدينية الإنسانية متعاطفون مع سائر التيارات الروحية مستشعرون للأخوة الإنسانية الجامعة بين الناس جميعا علي إختلاف الأزمنة والأمكنة ’ ومن هنا من
هذا المنطلق أنا أدعو إلي حوار الأديان وتفاهم الحضارات وأرفض ذبح الأخوة المسيحيين في العراق وفي كل زمان ’ و مكان في العالم .
والواجب كمسلمين يحتم علينا أن نقول للمحسن أحسنت وللمسئ أسأت ’ ولهذا أقول للوران باغبو لقد أسأت إستخدام السلطة ’ و تحديك للعالم ’ و رفضك للهزيمة فأنت لست أفضل من عبده ضيوف الرئيس السنغالي وما أشبه الليلة بالبارحة فقد كان يرفض الهزيمة والنتيجة لكنه في النهاية إعترف بها وسلم السلطة لزعيم المعارضة عبد الله واد وبالمثل أقول للرئيس ساكوزى برافو لقد أحسنت فأنا أشد علي يديك مهنئا مسجلا لك هذا الموقف بالإعجاب والتقدير .
وعلينا كمسلمين أن ندعو لساكوزى لا أن ندعو عليه فلعل يجعل عليه يديه خيرا كثيرا ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد يدعو اللهم أعز الإسلام بأحد العمريين وكان كلاهما أشد بطشا وتنكيلا وتعذيبا بالإسلام والمسلمين فاستجاب الله لدعوة الرسول فكان سيدنا عمر بن الخطاب فتحا مبينا للأسلام ’ والمسلمين .
بقلم الكاتب الصحفي عثمان الطاهر المجمر طه
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة