|
|
Last Updated: Feb 9th, 2011 - 14:53:32 |
الخارجون على القانون
الخروج عن القانون ظاهرة من الظواهر المتكررة في المجتمعات البدائية، التي تعتبر مجرد كسر الحواجز والتمرد على الأعراف السائدة تضفي قيمة بطولية لصاحبه ،بالإضافة إلي مقاومة السلطات المخولة لها تنفيذ القانون ،بعضهم يظن أن مجرد التعرض لرجل القانون وتحديه وأعتراضه على تنفيذ الأوامر الموكلة إليه من رؤساءه أمر يستحق عليه الثناء من قبل الجهله من زمرته ، قد تتباين مواقف الأشخاص في نظرتهم للقانون وفق ثقافتهم الإجتماعية ومراتبهم التعليمية وبيئتهم المحلية ، فالمثقف ورجل المجتمع أوعى وادرى بآفاق القانون وذلك لإكتسابه خبرات في التعامل من واقع الإحتكاك والممارسة المستديمة من حيث الأخذ والعطاء فتتراكم عليه معارف تلقائيه بثقافة القانون ومعرفه معابره وثغراته ، فتجده قلما يغبن في معاملاته ويفرط في تعاملاته ،فهو يعلم أن مجرد التشهير بالشخص جريمة يعاقب عليه القانون ، وأن قذف الشخص في شرفه كذلك جريمه لا يغتفره القانون ،وذلك إذا علم الشخص الذي أذيعت عنه بينات كاذبة بغرض النيل من مكانته الإجتماعية ، أو إذا تنامى إلي مسامع المقذوف بأن فلانا يتناوله بالسوء وما أكثر مثل هذه تصرفات في حياتنا وتفنيدنا لهذه التصرفات يأتي لسببين لا ثالث لهما إما لأننا نجهل ماهية القانون ؟ أو لأننا نتحدى القانون ؟ وفي كلا الحالتين نحن نؤأخذ بما أقترفته يدانا ، وذلك لأن الجهل بالقانون لايعد سببا كافيا لإنتفاء المسئولية الجنائية وبراءة ساحتنا من المساءلة ،إلا إذا ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن هنالك أسبابا موضوعية يجعل من الشخص مستثني من إتخاذ إجراءات قانونية ضده أو براءة ساحته من إنعقاد المسئولية الجنائية مثل أن يكون الشخص مجنونا أو معتوها أو غير مميز وهذه أحوال يمكن إثباتها وفق بيناتها أو أماراتها ، أما لكوننا نتحدى القانون فهذه ثانية الأثافى وأوغل في الجهل وذلك لأن القانون لا يتمثل فقط في ذات الشخص المنفذ له ( رجل لرجل كما يتوهمه بعد الموقوفين الفحول) وإنما هي سلطة شرعية تستمد قوتها من الدولة ، والدولة تستمد كيانها من الدستور المكون لها ، والدستور يستمد وجوده من التشريع ، والتشريع يصدر من البرلمان ، والبرلمان ينتخبه الشعب ، فهل رأيت يا أيها الفحل عندما تتحدى رجل الشرطة البسيط فإنك تتحدى شعبا بأكمله ، ومن هنا تكمن الحكمة أن الذي يأتي بك إلي ساحة العدالة ليس ذاك الشرطي الذي تتحداه رجل لرجل إنما هي قوة وتفويض الشعب الذي تمثل في ذاك الشرطي الذي أدى القسم إنابة عن الدولة والتي هي الشعب بالفعل ، ففي كثير من الحالات قد تنقض الدولة عهدها مع شعبها أو قول النكوص عن ميثاق الشرف ، وذلك بأن يصرف الدستور عن غرضه الأساسي والذي بالطبع هو حماية مكتسبات الشعب بإدخال تعديلات تحسب لصالح الذمرة الحاكمة لإبقاءهم في سدة الحكم لفترات طويلة مع تجاهل تام للشعب ومطلوباته الأساسية ، قد تنتفض مجموعة حزبية لتأليب الشعب على السلطة فسرعان ما يتم إطفاء الشرارة عبر تسوية ثنائية مع ذلك الحزب وذلك إذا علم النظام أن ذلك الحزب مؤثرا قد تستثير الفهود الجائعة للإنقضاض على فريسة السلطة ، أما الأحزاب التي لا تستطيع أن تصنع من القشة سلاحا لضعف مواردها المالية وإفتقارها لمصادر الدعم و فيركل قادتها ويوضعون في غياهب السجون.
وكما قلنا أن الدستور هو شبح الشعب في لباس الدولة ، قد يخرج روح هذا الشبح من جسد الدولة لتتقمص جسد الشعب مرة أخرى وذلك فيما إذا أهتاج الشعب وأزبد وأرغي وسالت دماؤه
فحينئذ ستصبح الدولة جثمان ينتظر من يواريها الثرى كما شاهدنا في الحالة المصرية ، ويصبح الشعب هو صاحب الروح الحقيقية يهب الحياة لمن يشاء فحينما تتقمص الروح الجسد الحقيقي يهرب الأقزام من الأرواح فأحذروا عقيدة تقمص الأرواح.
[email protected] |
مقالات سابقة
مقالات و تحليلات
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 05 سبتمبر 2010 الى 25 ديسمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع