كلام الناس
لاستدامة السلام في السودان الباقي
* رغم حزننا المر على انفصال الجنوب الحبيب عن وطنه الأم الذي كنا نجتهد في أن يكون وطناً جامعاً كما كان يسعنا جميعاً بمختلف معتقداتنا واثنياتنا وتوجهاتنا السياسية والفكرية وجهاتنا الأربع فإننا لا نملك إلا أن نهنئ أهلنا في الجنوب بما تحقق لهم عبر الاستفتاء وفق النتيجة التي أعلنتها المفوضية وباركتها اأمس الأول مؤسسة الرئاسة والحكومة الاتحادية.
* إن الاقرار بنتيجة الاستفتاء خطوة مهمة لتأمين السلام واستدامته ولكن لا بد من الوفاء بالعهد الذي قطعه السيد رئيس الجمهورية نهار أمس الأول عقب تسلمه نتيجة الاستفتاء بتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام ليس فيما يتعلق باستحقاقات الانفصال فقط وإنما بما يؤمن عملية استدامة السلام باستكماله في دارفور وبما يحقق مساعي التسوية السياسية والاتفاق القومي في السودان الباقي.
* نطمع أكثر في أن تعزز هذه الروح الوفاقية التي تشبه السودان وأهله مع إخواننا في الجنوب وأن نمد لهم يد العون لبناء دولتهم وتعزيز التعايش الاجتماعي السلمي بين مكوناتهم القبلية وجعل التواصل الطبيعي والإنساني بين أبناء السودان في الشمال والجنوب سالكاً لأن ما يجمع بيننا أكبر واأبقى.
* وفي هذا نتفق مع ما قاله رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت من أن الانفصال وإقرار الشمال به ليس نهاية المطاف وأن الحدود ستكون على الورق فقط وأنه لا بد من تواصل أمني وسياسي واقتصادي وقبل ذلك إنساني واجتماعي.
* نحن سعداء بالتطمينات الإيجابية التي أعلنها السيد رئيس الجمهورية قبل يومين لدى مخاطبته منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني مؤكداً أن الجنوبيين بالشمال سيكونون تحت الحماية ولن يتم طردهم أو مصادرة ممتلكاتهم أو تهديد أوراحهم؛ لأنه بمثل هذه المواقف الأصيلة نحافظ على استدامة السلام بعيداً عن تحرشات أعداء السلام الاجتماعي الذين ما زالو يسعون بالفتنة بين السودانيين في الشمال والجنوب ويبثون سمومهم حتى بين مكونات السودان الباقي وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً.
* يبقى قبل ذلك والأهم من كل ذلك ضرورة فتح صفحة جديدة مع الإنسان السوداني الذي تحمل وحده ثمن الحرب وثمن التشاكس والتوترات السياسية والأمنية وما زال يسعى للتقدم بجدية نحو الإصلاح الدستوري والسياسي والاجتماعي وينتظر خطوات عملية تهيئ للوطن والمواطنين الانتفقال المطلوب من المرحلة بين الشمولية والديمقراطية إلى المرحلة الديمقراطية سلمياً عبر الاتفاق القومي الممكن والأهم.
* هذا يتطلب من الحكومة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والإفراج عن المسجونين من السياسيين والصحفيين بمن فيهم المتحفظ عليهم إثر تظاهرة الثلاثين من يناير الماضي، وفتح نوافذ الحوار بصدر رحب واستصحاب الرأي الآخر والأخذ بالإيجابي منه عمليا بدلا من التمترس خلف أجندة حزبية مختلف عليه سياسيا.
//////////////////
|