مـــــــولد النـــــور
في هذه الأيام النورانية المباركات من شهر ربيع الأول من العام الهجري ألف وأربعمائة واحد وثلاثون يحتفل المسلمون في الثاني عشر منه بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم مولد النور والخير والبركة على البشرية جمعاء لي ذكريات جميلة بمولده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والاحتفال به في بلادي لا أنساه أبداً له نكهة خاصة يبدأ الاحتفال بالمولد من أول يوم من شهر ربيع الأول وحتى الثاني عشر منه حيث يتم تسخير الإذاعة والتلفاز والمساجد والأسواق والمدارس حيث تخصص جل نشاطها في هذه الأيام عن سيرته العطرة وأصحابه الميامين كما خصصت الدولة لهذه المناسبة الجليلة ميادين في كل ولاية من ولايات السودان المختلفة تسمى بميدان المولد حيث تنصب الخيام وتحمى الدفوف استعدادا لمدح المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام يبدأ المولد في السودان بزفة المولد التي تكون في أول يوم من أيام ربيع الأول حيث يجتمع الناس وأصحاب الطرق الصوفية يتقدمهم والي ولاية الخرطوم ومجموعة من سلاح الموسيقى يعزفون مارشات وخلفهم رجالات الطرق الصوفية كلا يدندن (بمولده الخاص) والمولد هنا هو عبارة عن أوراد وصلوات وأدعية دينية تلهب الوجدان وتغذي الروح في حب المصطفى عليه الصلاة والسلام ولكل طريقة صوفية لها مولد خاص كنا صغارا نستمع لهذه التراتيل والمدائح التي اثرت في تكوين وجداننا ونحن صغارعندما نستمع لها الآن نطرب بها وما أحلى الطرب بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يسكن الروح ويداوي الجروح ويسمو بالنفوس إلى الحي القدوس.
والاحتفال بالمولد ونحن أطفال له طابع مميز حيث ارتبط في نفوسنا وأذهاننا بأشياء أخرى منها شراء الحلوى المصنوعة في إشكال دمى جميلة منها العروسة والحصان وغيرها من الأشكال أتذكر جيدا أننا في أخر يوم للمولد وهو اليوم الثاني عشر نستعد و نلبس الملابس الجميلة ونذهب للتجوال في ساحة المولد مع الوالد لسماع المدائح والذكر وشراء الحلوى وهو كل ما يهمنا ونحن أطفال عندما نعود في المساء كل منا ينتظر الصباح على أحر من الجمر وذلك لتعودنا أن يخرج كل أطفال الحي من بنات وأولاد في الصباح الباكر في الشارع للتفاخر بما اشتراه من حلوى وعرائس وأحصنة والكل فرح بما عنده وبعد أن نفترق نبدأ بأكل الحلوى ، أيام جميلة لا تمحى من أذهاننا أبداً مهما طال العمر ارتبط المولد في أذهاننا ونحن صغار بهذه الأشياء الجميلة التي أثرت فينا وفي تكوين ثقافتنا الإسلامية على مدى أجيال أما ما نلاحظه الآن في بعض مجتمعاتنا من عدم الاهتمام بهذه المناسبة المباركة يترك أثرا بالغ على أجيالنا عندما تكبر ولم تدرك جيدا ما المغزى الحقيقي من الاحتفال بهذه المناسبة التي لها اثر كبير في تكوين هوية أطفالنا وتنمية وتوثيق العلاقة بينهم وبين قيمنا الإسلامية وسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الشريفة ارتباط القيم والمبادئ بأشياء يحبها الأطفال يجعلهم تلقائيا يحبونها وترسخ في أذهانهم كما حبهم لتلك الأشياء سواء كانت حلوى أو حتى دمى في شكل عروسة وشكل حصان لما لهذين الدميتين من وقع خاص في نفوس أطفالنا البنات والاولاد لأن البنت غالبا ما تحب أن تكون عندها عروسة تلاطفها وتتحدث إليها وهي غريزة الأمومة التي تحسها بالفطرة كذلك الولد عندما ترتبط القيم والمبادئ عنده بشيء يحبه كالحصان مثلاً المرسوم في مخيلته بالشجاعة والفروسية يجعله يدرك ويستوعب منذ صغره هذه المبادئ والقيم والتعاليم الإسلامية وينشأ ويتربى عليها نتمنى أن تعود علينا هذه المناسبة بالخير وأن نستغلها لكي ننمي في أطفالنا وأجيالنا حب المصطفى عليه الصلاة وافضل التسليم وأن لا تمر علينا هذه المناسبة مرور الكرام وكل سنة وانتم طيبين وأعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات.
السيدة إبراهيم عبد العزيز عبدالحميد
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة