تأملات
قرن شطة يجامل
كمال الهِدي
[email protected]
· طالعت مقتطفات الحوار المقتضب الذي أجرته إحدى صحفنا الرياضية مع الكابتن عبد المنعم مصطفى شطة الشهير بقرن شطة عضو اللجنة الفنية للكاف ولم تعجبني نبرة المجاملة التي بدت في حديثه.
· قال شطة أن حفل افتتاح بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين كان مميزاً قبل أن يضيف أنه افتقد اللمسة الاحترافية.
· ورأيي أن هذا الحديث فيه الكثير من المجاملة وينطوي على تناقض بائن حيث لا يمكن أن يجتمع التميز مع نقيض الاحترافية.
· أي عمل مميز لابد أن ينطوي على لمسات احترافية واضحة.
· وليس هناك أي عذر لنا في الإصرار على عشوائيتنا طالما أن المال متوفر بكثرة لدولتنا التي أرادت أن تحقق بعض المكاسب من تنظيم هذه البطولة.
· كان على القائمين على البطولة أن يستفيدوا من تجارب من سبقونا في تنظيم مثل هذه المحافل القارية.
· وما فعلته قطر ليس بعيداً عن الأذهان حيث برعت هذه الدولة الصغيرة وحديثة التكوين في تنظيم مثل هذه المناسبات.
· فكيف نرضى نحن من أسسنا الاتحاد الأفريقي قبل أن يسمع غيرنا بكرة القدم بالقليل!
· لم يكن من الصعب على اللجنة المنظمة أن تتعاقد مع شركة محترفة لكي يضمنوا تقديم العمل بالاحترافية المطلوبة في مثل هذه المناسبات.
· لكننا نفضل دائماً أن نكون عشوائيين في كل شيء.
· صحيح أننا نحاول، لكننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن وضع اللمسات الأخيرة بالشكل المطلوب.
· حتى في المباني الخاصة بالأفراد تجد المرء ينفق أمولاً طائلة في بناء بيت الأحلام ليأتي بعض ( الصنايعية ) ويخربون عليه كل شيء بوضع لمسات أخيرة غاية في البشاعة والقبح.
· كان من الممكن الاعتماد كلياً على شركة أجنبية متخصصة في مثل هذه المناسبات، بعد أن فشلنا في أكثر من مناسبة شبيهة.
· ما زلت أذكر الشكل القبيح لتنظيم الحفل الهام والكبير الذي أعقب توقيع اتفاقية سلام نيفاشا بحدائق القصر الجمهوري رغم أن بعضاً من الشخصيات العالمية ذات الأهمية قد كانت حضوراً في ذلك الحفل.
· كثر يومها الهرج والمرج وكانت هناك مشاكل في التكييف وأخرى في الصوت وغيره.
· حتى المساحات في المسرح لم تكن كافية ولذلك تدافع عدد من كبار مطربينا لأداء عمل جماعي بصورة فيها الكثير من العشوائية وكانوا يدفعون بعضهم بعضاً بغرض إيجاد موطئ قدم لكل واحد منهم.
· وإن كنا فشلنا في تقديم عمل احترافي في مثل تلك المناسبة الكبيرة، فمن الطبيعي ألا نحقق المطلوب خلال احتفالية افتتاح بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين.
· قال شطة أيضاً أن القصور في الحفل كان فردياً مثل عدم وجود ساوند سيستم ( مكبر الصوت) وعدم تنظيم المؤتمرات في المنطقة المختلطة مشيراً إلى أن ذلك لا يعيب اللجنة، ولا أدرى كيف يكون عدم توفير بعض الأدوات قصوراً فردياً لا تلام عليه الجهة المنظمة!
· مثل هذه العيوب تحاسب عليها اللجنة المنظمة وليس أي كائن آخر يا كابتن شطة.
· أبدى شطة سعادته بتنظيم البطولة ببلده السودان وهو شعور طيب وجميل لكن إن كنا نحب بلدنا حقيقة فلابد أن ننبه للأخطاء بصورة واضحة وألا نجامل في ذلك لأن هذا هو الطريق الوحيد لتصحيح الأخطاء مستقبلاً.
· أما إن كنا نريد أن نكسب ود فلان أو علان فربما يكون الطريق هو أن نغطي على الأخطاء ولا نركز عليها.
· حديث الكابتن قرن شطة عن مباراة المنتخب أمام الجابون جاء منطقياً وأكثر جدية.
· أشار شطة لحقيقة غاية في الأهمية هي تدني اللياقة البدنية للاعبي منتخبنا خلال شوط المباراة الثاني وهو أمر يضع أكثر من علامة استفهام.
· تدني اللياقة البدنية للاعبين التأموا في معسكر منذ فترة ليست بالقصيرة يؤكد أن هناك خللاً ما وأن الجدية والانضباط مفقودان حتى يومنا هذا.
· ملاحظة شطة حول الحارس بهاء الدين سليمة.
· فقد تألق بهاء الدين في أكثر من لقطة، لكن ذلك يجب ألا ينسينا ( هواجة) مهاجمي الجابون، ولو لا هذين العاملين لربما خرجنا مهزومين أمام هذا الخصم الضعيف.
· كم تمنيت أن يحدثنا أمثال قرن شطة بعين الفنيين الفاحصة وأن يشيروا لنقاط الضعف قبل القوة حتى يفهم بعضنا أن ما نقوم به بعيد كل البعد عن ملامح العصر الذي نعيش فيه.
· أثناء متابعتي أمس الأول لجزء من مباراة جنوب أفريقيا وغانا ورفعت حاجب الدهشة عالياً وقلت لنفسي كيف وافقت لجنة الكاف على خوض بعض مباريات البطولة في ملعب إستاد مدني.
· صحيح أن الجمهور الكبير الذي حضر اللقاء كان رائعاً ومثل فاكهة حقيقية،لكن أرضية الملعب بدت قبيحة للغاية وفي مرات عديدة رأينا الغبار يرتفع عالياً كلما لامست الكرة الأرض..
· المجاملات آفة حقيقية.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة