ماذا يريد المؤتمر الوطني من دارفور
حركة جيش تحرير السودان هي الحركه الوحيده التي وقعت اتفاق سلام ضمن ثلاثه حركات كبري مع حكومه الخرطوم في العام2006م بقيادة الرفيق مني اركو مناوي رئيس الحركه السابق ومضت الحركه في اتجاه التزامها القاطع بتنفد اتفاقيه السلام وظلت الحركه حريصه كل الحرص لينعم الاقليم وشعبه بالامن والاستقرار.
لكن لم يمض وقت طويل بعد التوقيع على الاتفاق سرعان ما تنصلت حكومة الخرطوم المتمثلة في المؤتمر الوطني عن الالتزام بتنفيد ماتم الاتفاق عليه مما جعلت الحركة تطالب المؤتمر الوطني بالايفاء بالتزاماته تجاه الاتفاق .
دخلت الحركه والمؤتمر الوطني في خلافات وصراعات مما جعلت الحركة تهدد بخيارات عديده منها العودة للمربع الاول.
بعد كل ذالك صبرت الحركة وصابرت لتحقيق رغبة شعب دارفور لكن المؤتمر الوطني ظل رافضا تحقيق ذلك حتي دفع رئيس الحركة السابق لاتخاذ موقف تمثلت فى عودته الي قواته بالميدان مكث فيها اكثر من اربعه اشهر حينها قامت الدنيا ولم تقعد بتفضيل رئيس الحركه البقاء وسط قواته على القصر الجمهوري وقام المؤتمر الوطني بطلب وساطة من هنا وهناك كي يعود رئيس الحركة الي الخرطوم في الوقت الذى انقسم فيه رأى الوطني الي مجموعتين احدهما يريد بقاء رئيس الحركه وسط قواته والاخر يتخوف من اثارة جانب الضامنين والمجتمع الدولى , مما حدا بالوطني لعقد اجتماع لمجلسها القيادي لمناقشه امر موقف رئيس الحركه لان ذلك يضع الوطني في نفق مظلم لكن خرج المجلس بقرار حكيم بارسال وفد برئاسه الاستاذ/علي عثمان طه نائب رئيس الجمهوريه للقاء رئيس الحركه , وبالفعل حدث ذالك والتقي برئيس الحركه بمدينه الفاشر وتم الاتفاق بان يعود رئيس الحركه الي الخرطوم والوطني ملتزمه بتنفيذ الاتفاق وعلي صعيد ذالك تم التوقيع علي وثيقه مضمنه فيها بنود اعادة جدولة اتفاق ابوجا والتى عرف حينها بـ (المصفوفه).
بعدها عاد رئيس الحركه للخرطوم لمواصلة اعماله بالقصر الجمهوري لكنه تناسي بانه ايضا وقع المصفوفه مع الوطني وسرعان ما انقلبت الموازين وتضاربت التصراحات والاتهامات حتي موعد اجراء الانتخابات وحينها شرعت الحركة فى تسجيل حزب سياسي باسم (حركة تحرير السودان) وفقا لقانون الاحزاب السياسية بالسودان , واصطدمت الحركة بعقبة جديدة بحجة ان لدي قوات عسكرية وانه لا يمكن تسجيلها كتنظيم سياسى وقد كان راى معظم قيادات الحركة ان ذلك كان امرا مدبرا من قبل الوطني فهى لاتريد للحركه دخول الانتخابات والا فما معنى ان يتم تسجيل حزب الحركة الشعبية وهى تمتلك جيشا يوازى نصف القوات المسلحة السودانية والمؤتمر الوطنى نفسه يمتلك عشرات المليشيات من دفاع شعبى وشرطة شعبية وشرطة ظاعنه وغيرها يعلم ذلك القاصى والدانى . فهم يريدون دعم الحركه لهم في دارفور,
وبالفعل طلبوا ذلك من رئيس الحركه واغلب الظن انه لم يستجب لهم بالرغم الاغرات الكبيره التي قدمتها الوطني لرئيس الحركه من ضمنها مشاركه الحركه في الحكومه بعد الانتخابات وفقا لنسب يتفق عليه وبعد ان رفض رئيس الحركه كل ذلك خاض الوطنى الانتخابات وفعل ما فعل المهم اكتسحت الانتخابات غض النظر عن الكيفية الظرفية والفعلية التى تمت بها العملية الانتخابية بعدها طالبت الحركه الحكومة بالايفاء بالتزاماتها تجاه الاتفاق (فهى وقعت الاتفاق مع حكومة السودان بغض النظر عن الحزب الذى سيحكم ولا الكيفية التى ستحكم بها فالاتفاق عهد وميثاق لا علاقة للانتخابات او تبديل الحكومات بها فلا يمكن لعهد او وثيقة ان تسقط بمجرد تغيير حكومة او اجراء انتخابات صورية ما لم تستوف كل اشراط ومراحل التنفيذ) لكنهم سرعان ما انقلبوا على الاتفاق وطفقوا يتحدثون عن تنفيذ بند الترتيبات الامنية وان تبدأ اولا بالدمج المباشر فى تخطى واضح وصريح لكل مراحل الترتيبات الامنية ودون اى ضمانات وعقب ذلك سيتم اشراكهم فى السلطة ورغم الاختلال الواضح فى الامر الا ان رئيس الحركة كون لجنه للترتيب لذلك وسرعان ما ظهر التلكؤ والعراقيل مرة اخرى ويمكننا ملاحظة ذلك فى خطاب الفريق الدابى رئيس مفوضية الترتيبات الامنية لرئيس اركان جيش الحركة وعاد رئيس الحركة ورفض ذالك المطلب وعاد مرة اخرى وتمترس بين قواته بدارفور وجري الحوار بين الحركه والوطني حتي توصلوا لتوقيع وثيقه سميت (اتفاق الشراكة السياسية والاستراتيجية بين المؤتمر الوطنى وحركة جيش تحرير السودان) ثم عاد رئيس الحركه السابق مرة اخرى الى الخرطوم آملا ان يتم تنفيذ ما تفق عليه لكنه لم يستفيد من دروس الوطني السابقة فظل قابعا قى منزله بشارع البلديه الخرطوم حتي خرج في الصحف السيارة شائعة ان (مناوي قيد الاقامه الجبريه ) مما ازعج الرجل وغادرفى اليوم التالى مباشرة الى جوبا عاصمه جنوب السودان ومكث فيها لوقت طويل حتي اتصل به نائبه د.الريح بان الوطني قد التزم بتطبيق ما تم الاتفاق عليه وسيعلن ذلك فى غضون يوم او اقل واستعجله فى العودة الى الخرطوم وعاد ثم غادر الي جوبا حتي اليوم .
بعد ان قضي زهاء الثلاثه اشهر والرجل كان يفكر ان لا عوده للخرطوم لانه فقد الثقه تماما فى حكومه الخرطوم تجاه التزامه بالعهود والمواثيق .
دخلت الحركه فى نفق مظلم مجددا ولم يستمر الحال طويلا فقياده الحركه اتخذت قرار باقاله رئيسها السابق بعد ان توصلوا لقناعه تامة بان رئيسهم لن يعود بل رفض السلام واتجه للحرب واعلنت القيادة الجديدة تمسكها باتفاقيه السلام وسيمضون قدما في تنفيذها ما دام الوطني راغبا في ذلك.حدث ذالك وتم توحيد جناحى الحركة في قيادة واحده برئاسة تيراب ومضت الحركه في تنفيذ ماعليه بالترتيبات الامنيه ارسل لجان الى دارفور لكن للاسف لم تقوم الوطني حتي الان باي التزام تجاها؟
كل هذا السرد اريد منها طرح الاسئلة الاتية:.
س_1.ماذا يريد الموتمر الوطني ان يفعل بالحركات الدارفورية الموقعة والغير موقعة على اتفاقات سلام ؟؟
س1.اذا كان رغبة الوطني احلال السلام في دارفور لماذا لم يكن صادقا تجاه ماوقع عليه من اتفاقات الى الآن بما فى ذلك ابوجا ؟؟
س3.لماذا منبر الدوحه وما الفكرة اذا كانت تفاوض لاشه راو حتى لسنوات وتوقع اتفاقا هى اعلم بانها لن تنفذه على الاطلاق ؟؟
س4.لماذا تعمل على مناشدة الحركات الاخرى للدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة برغم من ان هناك منبرا قائم يتم فيه التفاوض على نفس القضية ؟؟
س5 . هل لدى الحركات الدارفورية التى تفاوض فى الدوحة والتى لم تدخل لاى مفاوضات حتى الآن رؤى بديلة او (plan B ) اذا ما وقعت لاى اتفاق ورفضت الحكومة الايفاء بما يليها من التزامات تجاه الاتفاق كما تفعل الآن مع ما وقعتها من اتفاقات او انها فكرت فى ما هى الضمانات لتنفيذ حقوق اهل دارفور الذى سيتفق عليه ام اننا سنظل ندور حول الساقية مرات اخريات ؟؟؟ .
الطيب ودموري
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة