كلام الناس
نور الدين مدني
ثم ماذا بعد في مصر.؟!
*من حق كل الحادبين على مستقبل الحراك السياسي في بلادنا وفي العالم المحيط بنا أن يسألوا ذات السؤال الذي سأله الكاتب المصري الأشهر محمد حسنين هيكل في أعقاب انتصار الانتفاضة الشعبية في الحادي والعشرين من أكتوبر 1964م، ثم ماذا بعد.؟!
*نكتب هذا ولا ندرك ما الذي وصل إليه الحال في الشقيقة مصر، ولكن المؤكد أن تغييراً كبيراً قد حدث في الشارع السياسي المصري، وهذا بدوره سيؤثر على مستقبل الحكم في مصر بل في المنطقة المحيطة، لذلك لم يكن من الغريب هذا الاهتمام المستحق من رجال الدين والسياسيين وقادة الرأي والمجتمع.
*هناك شبه اتفاق على ضرورة السؤال عن الخطوة التالية، وأشهد للأستاذ محمد إبراهيم نقد أنه أجابني عن سؤال طرحته في زمن مضى بقوله: إننا لن نوقد نارنا مرة أخرى على عيدان قصب، في إشارة إلى ما يراه زعماء السياسة من ضرورة استيفاء شروط التغيير وعوامل نجاحه.
*لكن عندما يحدث مثل الذي حدث في مصر فإنه يفرض واقعاً جديداً يستوجب التعامل وفق المعطيات المتاحة، وفي بلادنا تفاوتت الدعوات وسط مختلف التيارات السياسية ما بين حادب وناصح ومتطلع لتحقيق أشواقه في مصر، وهذا أمر طبيعي لا يخلو من إيحاءات تتضمن أمانيهم وتطلعاتهم المشروعة وكل يغني على ليلاه، وليلى المصرية لها قيسها الذي لن يتركها للآخرين مهما كان حبهم لها.
*لا نستطيع وليس من حقنا التدخل في الشأن المصري إلا أن حرصنا على أمن واستقرار وتقدم مصر وسلامة شعبها وكرامته واستكمال نهضته المؤسسة على إرث حضاري مشهود يدفعنا دفعاً للكتابة حول هذا الشأن، وليس هناك وقت للمناورات السياسية في مثل هذه المواقف التاريخية التي تستوجب تأمين وحدة الإرادة الشعبية وعدم إثارة الفتن والزعازع بين مكونات شعب مصر الذي تعامل بأسلوب حضاري لم تشوهه إلا التدخلات المصنوعة لشق صفه المتماسك.
*من الإنصاف أن نحيي القوات المسلحة المصرية التي تعاملت بحكمة مع الشارع المصري ونحيي رجال الدين الإسلامي والمسيحي الذين أكدوا أهمية وحدة الجبهة الداخلية ودفع الحوار السياسي الذي بدأ مع الأحزاب ومع لجنة الحكماء المنبثقة من شباب 25 يناير من أجل الاتفاق على المخرج السلمي الذي يلبي تطلعات المواطنين وحقوقهم المشروعة بسلام وكرامة وحرية تمكنهم من تحقيق التداول السلمي للسلطة وتوفير سبل العيش الكريم لهم لاستكمال المشروع النهضوي المصري بعيداً عن القهر والوصاية والإرهاب السياسي.
*إننا نتطلع مع الشعب المصري إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة نحو المستقبل بجناحي الحرية والعدالة للإسهام الفاعل في تأمين السلام في بلادنا وفي العالم من حولنا بعيداً عن كل صنوف العداء للآخر أو التبعية العمياء.
///////////////////////
سليمان
|