الرفآ لاتغمد ثورة الشباب المصرى ياريس
يمتاز الشعب المصرى من بين الشعوب الافريقية والعربية بخفة الظل ورفعة الذوق والمرح والنكته والطرفه والمزاح دوماً حاضرة حيث يخرجك المجتمع من طور التوتروالتضجر بكل بساطة وتنبع هذة الروح من الموروث الكبير للحضارة العريقه النابعة من أقدم تراث انسانى ،تخيل انك جنبناً بجنب مع التاريخ القديم تقف امام تمثال فرعون (رمسيس) ملك مصر الذى ادعى الالوهية وصاحبة هامان وكيف انهما عاندا النبى موسى فى القصة المشهورة وكذلك انظر للتنسيق والابداع والجمال السحرى لاحدى عجائب الدنيا السبع (الاهرامات )فى الجيزة وكيف بنيت ومرورا بمسجدا الازهر والحسين وخان الخليلى وقلعت صلاح الدين الايوبى وبصمات عمرو بن العاص صاحب الوثيقه الشهيرة والتى يصف فيها اهل مصر لامير المؤمنين عمر بن الخطاب ووهناك ضريح السيدة زينب غفيرة مصر ومقامات السادة الصوفية والصالحين الواردة فى قصيدة ابونا عبدالرحيم البرعى (مصر المؤمنه بأهل الله) والاثار تترا نعم انها مصر هبة النيل وام الدنيا كما يريد ان ينعتها المصريون ويدلعونها وانت اكيد فى مصر.
خياط الرفا هو الترزى الذى يجيد الترقيع واعادة صيانة الملابس القديمه او التى تعرضت للتمزيق بفعل حادث اياً كان حجمه فى معترك الحياة ، المهم ان مهمة اختصاصى الرفا هذا هو اجادة دمل جراح ملابس فقراء المصرين واعادتها سيرتها الاولى و المصطلح مصرى خالص كالبطلجيه والفهلوه والهداوه وغيرها من مصطلحات ام الدنيا العديدة التى عرفتها من خلال زيارتى لمصر.
فسعادة الريس حسن مبارك الذى بلغ من العمر 90 عاماً الا قليلآ لم تسعفه خبرته الطويله فى تهدئه فوران الشارع الثائر فحاول جاهداً الفهلوه وقرر ان يكون زبونا لادنى خياطى طبقات الشعب المسحوقه واكثرها فقراً وهو ترزى الرفأ بل حاول استعارة مهنته لتطبقها على نظامه المتهالك بفعل ضغط ثورة الشباب الغض فحاول ترقيع فتوك النظام باللواء /عمر سليمان مدير المخابرات نائباً له ووالفريق طيار /محمد شفيق رئسا لمجلس الوزراء واعادة انتاج اسطونات الوعد الزائف بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تمثل الشعب ولكن حدث كل هذا فى الزمن الضائع بعد ضلوع الشمس من الغروب (game over) ويبدو لى ان الريس لم يجيد مهنة الرفاف بعد فوضع الرقعه جوار الخرم وما زالت عورات النظام غير مستورة وسوءاته بائنة للعيان و الرجل بأجراءه الاخير لم يفعل شيئاً وكانك يا ابو زيد ما غزيت , فالرفا لم ولن تهدى فوران ثورة شباب مصر الذين لسان حالهم يقول ارحل كما رحل الدكتاتور التونسى زين العابدين بنى على بضغط الشعب والكل يردد شعر الشاعر التونسى العظيم ابو القاسم الشابى :
وإذا الشعب يوماً اراد الحياة ****لابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلى ****ولابد للقيد ان ينكسر .
وعلى النظام المصرى ان يتذكر ان لكل جبار نهاية ولو دامت لغيرك لما وصلت اليك وان قدر الله نافذ لا محالة وان الذى اخرج ابن على من تونس وقديماً اخرج فرعون من مصر سوف يخرج مبارك غدا او بعد غداً وإن غد لناظره قريب.
وما عاد شباب اليوم يقبلون التوريث والتدلس والركوع والقنوع والانكسار ونبرتهم قويه داوية ارجعت الينا مياه النيل فى السودان وسمعنا قرير مياهه تقول :الشعب يريد اسقاط النظام .فصعقت آذان نظام البشير المحتضر ومستقبل الديكتاتويات واحد ، لقد فعل الشهيد/ ابو عزيزى فعلته وانقشع بوعبع الامن والشعار واضح كالشمس فى رابعة النهار ولكنا نعذَر الرئيس المصرى لعدم السماع والكبر عذر والمثل بقول (الاذن جلد بتمسع بنية صاحبها) والنظام لايريد سماع اخبار الاصلاحات ورحيل الفراعنة لانها تصك اذانه الصماء
ولكن سوف يسمع عما قريب ونراهن على مثابرة الشباب وقوة تحملة وقيادة دفه القتال حتى النهاية وثورة حتى النصر ولا نامت اعين الجبناء
صديق اندر Siddig Ander
[email protected] |