محن وبلاوي سلوكية !!
أشرف عجب الدور
تربيتنا العشائرية السيئة في جملتنا إلا من رحم الله ، ضعف تعليمنا ، تشكل دولتنا حديثا ، اختلاف أعراقنا ، تباين أشكالنا ، اختلاف دياناتنا ، تفاوتنا الاجتماعي ، دخول الغرباء بوسطنا ، سماحنا للمعتلين بحكمنا واستكانتنا لهم لعقود، كسلنا وضعف طموحنا واستسهالنا للكسب ، تعرضنا للركل من الذين نتشبث بعرقهم ودونيتنا، فقرنا وبؤسنا ، اضطهادنا في الفترات الاستعمارية.. .
كلها أسباب جعلت نفسيات الكثيرين منا عجيبة وغريبة ...
بحث عن الرفعة بشتى الأساليب فكاكا من البؤس أو الشعور بالدونية الذي تولد من الركل والاضطهاد والفقر...
والمركول يريد أن يركل ، مثلما يؤذي الكلب القط ، القط بدوره يبحث عن فأر يمارس فيه فنونه ..
سلوك مضحك جدا .. حكاية المضطهد والمنبوذ الذي يمارس الاضطهاد في من دونه ..
إذا نظرت من حولك للجماعات والعشائر تشاهد الكثير والوفير من الأمثلة ...
مضطهد يعاني علات نفسية وشعور بالدونية ويتولد في داخله صراع وعقد فيحاول إثبات ذاته وسطوته في اقرب ضعيف متاح يتمكن منه ..
أليس ثمة متخصص يمكنه تحليل هذا السلوك النفسي الجمعي الشاذ أكثر لخير البلاد والعباد؟
وربما هذا السلوك هو نوع من إثبات الذات وحيلة تعويض وتنفيس تشعر المضطرب نفسيا بالراحة ..
من عاش الفقر وكان هاجسا له يبحث عن الغني بشتى الأساليب ويقول للمال أمسكت بك فأني لك الفكاك؟
ألف ومليون ومليار ... علها تخلصه من الشعور بالحرمان والدونية بسبب الفقر والحاجة الذي عاناه..
السيارة والمظهر يهبان الاحترام : (بوكس ثم كروزر ثم مرسيدس ثم همر ثم ....)
الإمعان في الماديات والبحث عن الاحترام من خلالها مؤشر يفضح الإحساس بالدونية
ويظن العليل أن كل إنسان يعاني من ذات الشعور ويبحث عن العزة بالمال لدرجة أن تصير لديه عقيدة ..
كل من عاني الضعف والهوان والحرمان المادي والعاطفي في طفولته يبحث عن السلطة والمال بحثا عن المكانة والاعتراف من الناس .. ولسان حاله :
هاأنذا املك كذا وقوي جبار استطيع أن افعل كذا ألا ترون ؟!!
لكن لا أحد يفكر في ذلك إلا من رحم الله ..
والبطش يعبر عن ضعف كذلك ... فمن يبطش في قرارة نفسه يخاف هذا الأسلوب لذا يعتبره علاجا ناجعا
كل جبار عنيد و جبان هذه حقيقة .. وفرعون جبان جدا يخشى الموت :
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}..
وانظر دوما تجد أن الناس الأكثر شجاعة كالأسود هم الطيبون الهادئون المسالمون..
أما بالنسبة لجوهر الماديات فلنقرأ الحديث الشريف : (رب أحشرني في ملة الفقراء )
لماذا قال الرسول الكريم ذلك ولماذا استهان بالماديات ومات فقيرا...ببساطة لأنه رسول الله الذي خلق السرائر..
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة